الغابقراطية!!

الغابقراطية!!
شرائع الغاب تتحكم بالعلاقات الدولية , وما يسمى بالديمقراطية قناع للخداع والتضليل.
فماذا جلبت الدعوات الديمقراطية على البشرية؟
حربان عالميتان والثالثة تطرق أبواب سقر!!
حروب متواصلة ما بين الدول المرهونة بإرادة الأسود المفترسة لكل شيئ , ولا يعنيها سوى مصالحها وديمومة نضارة آجامها وأمان عرينها.
والدول المنهوبة المسلوبة الإرادة , تتصرف كالغزلان , والثعالب والقرود والأرانب , وغيرها من الحيوانات الآكلة للحشيش.
أما المفترسات التائقات للحوم , فتسعى في الأرض بجبروت وعدوانية مطلقة على الذين تعتبرهم من فرائسها , وعليها أن تضع على موائدها ما تشتهي منهم وكيف تشاء.
الإفتراس سلوك ديمقراطي , والإذعان واجب ديمقراطي , وتحالف الأسود للنيل من فريسة تنفرد بها , من القيم الديمقراطية.
فإحتلال العراق وتدمير ليبيا وسوريا وإذكاء نيران الويلات في اليمن , من ضرورات الديمقراطية.
وتحاوط الدول الثرية وإجبارها على إيداع أموالها في بنوك الدول المتأسدة والإستثمار فيها , وشراء الأسلحة منها من مبادئ الديمقراطية.
تلك حقائق غابية ترتدي أزياء الديمقراطية.
وكأن الدنيا كانت تعيش على مدى العصور في أنظمة حكم خيالية , ولبست سلطوية ذات سطوات فردية وعائلية , وأسلوب التوريث هو القائد لمسيرات الحكم.
فالحاكم المتسلط أسد ومن حوله مخلوقات الغاب بأنواعها , ولكل أسد عرين يتناسب مع سطوته وعنفوانه , وما حوله من اللبوات المتأهبات للصيد الجماعي , وهذا الأسلوب يسمى في عرف الصراعات الدولية تحالف أو تشكيل محاور , فالهجوم لا يكون فرديا بل جماعيا على فرد واحد أو دولة واحدة.
إنها من قوانين الغاب , فالأسد بمفرده لا يستطيع قتل ثور , بل ربما سيقتله الثور , لكن مجموعة الأسود تتمكن من الثور بسهولة , لأنها تهجم عليه سوية.
وتلك إرادة السلوك الفاعلة بين الدول , وما يحصل في أيامنا الملتهبة , التي تتواجه في سوحها مجاميع الأسود مع أسود في آجامها.
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close