نوايا إيلون ماسك “غامضة” تجاه موظفي تويتر

قال إن التكاليف تتجاوز الإيرادات ومتخصصون يرون أنه يرغب في تحويله إلى منصة مشابهة لـ”تيك توك” 

أظهر ماسك شغفه تجاه تويتر لكنه أعرب عن عدم رضاه من النتائج المالية للشركة (أ ف ب)

أكد إيلون ماسك، خلال اجتماع عقده الخميس 16 يونيو (حزيران) الحالي، للمرة الأولى مع موظفي “تويتر”، أنه يسعى لأن يصبح عدد مستخدمي الشبكة الاجتماعية مليار شخص، لكنه أظهر غموضاً في شأن مواضيع أساسية أمام الموظفين القلقين من احتمال عدم احترام مستحوذ الشركة المحتمل بعض القيم الخاصة بالمنصة.

وبعد أسابيع شهدت تطورات عدة، أجاب رجل الأعمال عن أسئلة كثيرة طرحها الموظفون خلال اجتماع عقد عبر الفيديو، ونقلت وقائعه صحيفة “نيويورك تايمز” ووكالة “بلومبيرغ” على لسان مصادر لم تكشف هويتها.

وأعاد الملياردير الإشارة إلى طموحه المتمثل في وصول عدد مستخدمي “تويتر” إلى مليار شخص، إضافة إلى تنويع مصادر الدخل في المنصة، لكنه لم يوضح مدى عزمه على الاستحواذ على “تويتر”.

ومنذ الإعلان عن شرائه حصة كبيرة من أسهم الشركة أوائل أبريل (نيسان)، بعث ماسك بإشارات متناقضة في شأن استحواذه على المنصة، إذ نشر تغريدات انتقادية في الغالب وعدوانية أحياناً تجاه المنصة التي يتابع حسابه عليها 98 مليون مستخدم.

التكاليف تتجاوز الإيرادات

ماسك أظهر في الاجتماع الخميس، شغفه تجاه المنصة الاجتماعية التي تشكل وسيلة التعبير المفضلة لديه، لكنه أعرب عن عدم رضاه من نتائج الشركة المالية، متطرقاً إلى النجاح الذي تحققه التطبيقات التابعة لشركات صينية من أمثال “تيك توك” و”وي تشات”. وقال ماسك، وفق ما نقلت وسيلتا الإعلام، إن “التكاليف تتجاوز الإيرادات حالياً. وهذا الوضع ليس ممتازاً”.

ويطمح الملياردير إلى أن يصل عدد مستخدمي المنصة لمليار شخص. وفي الربع الأول من السنة، استخدم “تويتر” 229 مليون مستخدم نشط يعد مستهدفاً بالإعلانات في المنصة.

منصة مشابهة لـ”تيك توك”

ورأت المحللة جاسمين إنبيرغ، من شركة “إنسايدر إنتليجنس”، أن “رغبة ماسك في أن يتحول تويتر إلى منصة مشابهة لتيك توك وأن تصبح أقل مللاً، تعني تحولاً كبيراً نحو مقاطع الفيديو، على غرار عدد من المنصات التي اعتمدت صيغة مقاطع الفيديو القصيرة والجذابة”.

وطرح موظفو “تويتر” على ماسك أسئلة تتمحور تحديداً على رؤيته السياسية وأهدافه في شأن ثقافة الشركة وظروف العمل فيها. وكان ماسك أكد في أبريل، أن أولويته من شراء “تويتر” لا تتمثل في تحقيق أرباح، بل بالدفاع عن حرية الرأي.

وأعاد التشديد مرة جديدة على أهمية التخفيف من سياسات الإشراف على المحتوى بالنسبة له، ضمن الحدود التي تفرضها القوانين. وتتعارض رؤيته هذه مع ما يؤمن به موظفون كثر في “تويتر”، وعدد من الجمعيات والنواب الديمقراطيين، إذ يطالبون الشبكات الاجتماعية بأن تكافح بشكل أفضل خطاب الكراهية والتنمر والمعلومات المضللة فيها.

“تميل سياسياً إلى اليسار”

وأوضح ماسك، الذي أعرب الأربعاء في تغريدة، عن تأييده حاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس للانتخابات الرئاسية الأميركية سنة 2024، أنه “معتدل” في المواضيع السياسية.

وكان رأى في تصريح سابق، أن “تويتر” “تميل سياسياً إلى اليسار”، لأن مقرها يقع في سان فرانسيسكو، معتبراً أن على المنصة أن تكون “حيادية أكثر”.

وأتى اجتماع ماسك بالعاملين في “تويتر” بعد أيام قليلة من إلزامه موظفي “تيسلا” بالعمل أربعين ساعة حضورياً في الأسبوع، وفي حال عدم التزامهم سيخسرون وظائفهم. ويتناقض قرار ماسك مع آراء رؤساء “تويتر” الحاليين الذين سمحوا لموظفي الشركة الـ7500 بالعمل عن بعد بشكل كامل.

وفيما بقي ماسك غامضاً في شأن هذا الموضوع، أشار الملياردير خلال الاجتماع، بحسب ما نقلت “نيويورك تايمز”، إلى أن طبيعة عمل موظفي “تويتر” تختلف عن تلك الخاصة بعمال “تيسلا” الذين يتولون تصميم السيارات وتصنيعها، لكنه أعاد التأكيد أنه يفضل العمل بصيغته الحضورية.

أما في شأن دوره في “تويتر”، فأشار إلى رغبته في التأثير بالتوجهات الاستراتيجية وتحسين ما توفره المنصة. ولم يوضح ما إذ كان ينوي تسريح عدد من الموظفين، لكنه تطرق إلى أنه يأخذ أداء الموظف في الاعتبار.

تناقض

ولاحظ المحلل دان إيفز، من شركة “ويدبوش”، أن الاجتماع سلط الضوء على “التناقض الموجود بين ثقافة ماسك والأسس التي بنيت عليها تويتر”.

ويثير أغنى رجل في العالم كذلك غضب موظفين في شركته “سبايس إكس” للصناعات الفضائية. وانتقد موظفون كثر تصرفات ماسك في الحياة العامة، معتبرين أنها “مصدر إلهاء وخزي”، ودعوا الشركة إلى “الإدانة العلنية” للأسلوب الذي يغرد فيه، وذلك في رسالة من المفترض أن تسلم إلى مدير “سبايس إكس”، على ما ذكر الموقع المتخصص “ذي فيرج”.

ولا يزال سعر سهم “تويتر” في البورصة أقل من السعر الذي طرحه ماسك في منتصف أبريل، ما يشكل دليلاً على أن بورصة “وول ستريت” لم تظهر اقتناعاً باستحواذ الملياردير على المنصة.

وأكد ماسك، المتحدر من جنوب أفريقيا، أنه سيلجأ إلى ثروات كبيرة عدة وشركات استثمار لتأمين مبلغ 44 مليار دولار اللازمة لاستحواذه على “تويتر”.

لكن رجل الأعمال، المثير للجدل، هدد كذلك بسحب عرضه لوجود حسابات مزيفة كثيرة في المنصة، وهو موضوع يعتبره ماسك بالغ الأهمية.

“سبيس إكس” تفصل 5 موظفين

قال مصدران مطلعان، إن شركة الصواريخ الخاصة “سبيس إكس” فصلت خمسة موظفين، على الأقل، بعد أن اكتشفت أنهم كتبوا رسالة تنتقد مؤسسها إيلون ماسك ووزعوها وحثوا فيها المديرين التنفيذيين على جعل ثقافة الشركة أكثر شمولاً. ولم ترد “سبيس إكس” على طلب من “رويترز” للتعليق.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، الخميس، نقلاً عن ثلاثة موظفين على دراية بالأمر، أن “سبيس إكس” فصلت موظفين لصلتهم بالرسالة. ولم تذكر الصحيفة تفاصيل حول عدد الموظفين الذين تم تسريحهم.

وقالت الصحيفة، إن جوين شوتويل رئيسة “سبيس إكس” أرسلت رسالة بالبريد الإلكتروني تقول فيها، إن الشركة أجرت تحقيقاً و”أنهت خدمة عدد من الموظفين المتورطين” في مسألة الخطاب.

وأضافت الصحيفة، أن رسالة شوتويل الإلكترونية قالت، إن الموظفين المتورطين في نشر الرسالة طردوا من العمل، لأنهم جعلوا الموظفين الآخرين يشعرون “بعدم ارتياح وترهيب وتنمر أو غضب، لأن الرسالة تضغط عليهم للتوقيع على شيء لا يعكس وجهات نظرهم”. ولم يتسن لـ”رويترز” تأكيد هذا التقرير من مصادر مستقلة.

ويمضي الملياردير ماسك قدماً في عرض بقيمة 44 مليار دولار لشراء “تويتر”، وأعلن بشكل واضح تأييده لتخفيف القيود على حرية التعبير على الموقع. وقال لموظفي “تويتر” أمس الخميس، إن المنصة يجب أن تسمح “بأشياء شديدة الجرأة” طالما أن المحتوى غير مخالف للقانون.

ووصفت رسالة “سبيس إكس”، التي تحمل عنوان “رسالة مفتوحة إلى المديرين التنفيذيين في سبيس إكس”، ماسك بأنه سبب في “تشتيت الانتباه والحرج” بالنسبة للشركة التي أسسها.

وفي سرد لقائمة تضم ثلاثة مطالب، قالت الرسالة “يجب أن تفصل سبيس إكس نفسها بسرعة وبشكل واضح عن الطابع الشخصي لإيلون”، وأن “تحمل كل القيادات المسؤولية وبصورة متساوية عن جعل سبيس إكس مكاناً رائعاً للعمل للجميع”، إضافة إلى “تحديد جميع أشكال السلوك غير المقبول والتعامل معه بنمط موحد”.

وتصدر ماسك، وهو أيضاً رئيس شركة “تيسلا” لصناعة السيارات الكهربائية، عناوين الأخبار وشغل مساحة في العروض الكوميدية، التي تقدم في ساعات متأخرة من الليل في الأشهر الأخيرة لأسباب عدة، منها سعيه للاستحواذ على “تويتر”، وانتقاده للديمقراطيين ومزاعم التحرش الجنسي، وهو ما نفاه ماسك في منشور على المنصة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here