العربان دموعهم كأدمع التماسيح حول سوريا

العربان دموعهم كأدمع التماسيح حول سوريا، نعيم الهاشمي الخفاجي

في البداية انا شخصيا أبغض البعث والبعثيين وبكلا شفيهم يسارهم ويمنيهم بل سبب مأساة امة العرب والمسلمين يتحمل وزرها الأكبر فاشية وإجراء هذا الحزب البعثي الطائفي الشوفيني، ويفترض يتم إلغاء البعث لغسل العار الذي ألحقه هذا الحزب الطائفي الشوفيني بحق ضحاياه من ابناء الشعوب العربية.

ماحدث في سوريا لم يكن إرهاب عادي وإنما كانت حرب كونية اشتركت بها كل الدول العظمى بالساحة السورية من خلال دعم عشرات التنظيمات الاخوانية الوهابية لتدمير سوريا وتمزيقها بسبب صمود الشعب السوري ودعمه الدائم لقضية الشعب السوري، وعندما رسم الاحتلال البريطاني والفرنسي حدود الدول العربية تقصدوا في دمج مكونات غير متجانسة في دول عربية مهمة ومحورية مثل العراق وسوريا والسودان واليمن …..الخ ولم يقوم المحتلين في تشريع دياستير تكون حاكمة تضمن مشاركة جميع المكونات بالتساوي وبدون تهميش واقصاء احد وغاية المحتل حسب قول العبد لله المنصف الشريف النزيه المرحوم هنري فوستر صاحب كتاب نشأة العراق الحديث والتي كانت اطروحة الدكتوراة لفقيد الإنسانية المرحوم هنري فوستر والتي حصل عليها من جامعة لندن عام ١٩٣٢ حيث أشار بصراحة أن دمج بريطانيا لمكونات غير متجانسة بالعراق وعدم عمل دستور مثل ما عملت بريطانيا دستور للهند الغاية جعل العراق دولة تعاني من صراعات قومية ومذهبية ليبقى العراق دولة فاشلة يسهل السيطرة عليها، هذا الطرح أيضا طبق بالحالة السورية والسودانية وفي ليبيا واليمن بأشكال متفاوته لجعل تلك البلدان العربية ساحة للصراعات والقلاقل لتكون دول فاشلة، تصوروا رأيت اكراد سوريين لحد فترة تولي السيد بشار الأسد رئاسة الجمهورية العربية السورية السلطة وهم لايمالكون جناسي سورية، وقرار الأسد بمنحهم الجنسية السورية جاء متأخرا لذلك لو كانت الجبهة الداخلية السورية محصنة بشكل جيد لما استطاع الأعداء النفاذ للجسد الشعبي السوري، لنتكلم بصراحة بدون تحيز لفئة ضد فئة اخرى، من دمر سوريا دول البداوة الوهابية من خلال دعم العصابات الوهابية الاخوانية التكفيرية بحجة دعم الديمقراطية في سوريا، تصوروا دول البداوة المتخلفة تطالب في دعم نظام ديمقراطي بسوريا ورغم أن وضع الشعب السوري ووضع المرأة السورية والثقافة السورية افضل مليار مرة من وضع المرأة والمجتمع السعودي، كانت الغاية من تبرع السعودية والإمارات وقطر في صرف مبلغ مائتين مليار دولار في دعم العصابات الوهابية لتدمير سوريا واضعافها خدمة لبني صهيون، كيف يكون شكل ولون الحرب الكونية عندما يتم استقدام عشرات آلاف الإرهابيين من جناسي دول بلغ عددها مائة دولة من دول العالم، من الذي اوصل هذه الاعداد الكبيرة من ١٠٠ دولة من دول العالم،

استهداف سوريا ودمشق الصمود لأنها كانت ولازالت آخر حلقة من الحلقات الرافضة للانبطاح والذل بالعالم العربي الذي غلب على غالبية حكوماته الانبطاح والتصهين، سوريا والعراق كانتا يمثلون العرب قبل مجيء الإسلام وبعده، قبل الإسلام كانت حوران والتي تقع في سوريا عاصمة دول الغساسنة، وكانت الحيرة الواقعة بالقرب من مدينة النجف الأشرف عاصمة لدولة المناذرة، كانت الغساسنة مدعومة من الرومان والمناذرة مدعومة من الفرس، وكان الغساسانيون والمناذريون يتقاتلون اذا سائت علاقة الفرس والرومان ويتصالحون اذا تصالح الرومان والفرس، بعد الفتح الإسلامي أصبحت دمشق وبغداد عاصمتان الإمبراطوريتين الاسلاميتين الأموية والعباسية، لذلك اقترن تاريخ العرب في الحيرة وحوران قبل الإسلام وفي دمشق وبغداد بعد الفتح الاسلامي، وبعد هزيمة الدولة العثمانية التركية وقيام بريطانيا وفرنسا في رسم حدود الدول العربية أيضا بقيت دمشق وبغداد محور مهم في تاريخ العرب الحديث، الشعب السوري دفع ويدفع ثمن باهظ بسبب دعم الشعب السوري لقضية الشعب الفلسطيني، إسرائيل شنت حرب خاطفة في عام ١٩٦٧ واحتلت الضفة والقطاع والقدس الشرقية واحتلت سيناء من مصر والجولان من سوريا واحتلت ثلاث جزر سعودية تم التعتيم عليها إلى قبل سنوات قريبة حيث أعلن أن هناك ثلاث جزر سعودية احتلتها اسرائيل بحرب حزيران عام ١٩٦٧، اسراىيل اتبعت أساليب التهديد والوعيد للضغط على دمشق من خلال ضم هضبة الجولان السورية إلى اسراىيل وتبرع ترامب بالجولان إلى إسرائيل، السوريين بعد هزيمة صدام الجرذ بحرب الكويت جائهم بيل كلينتون والتقى مع حافظ الأسد وتم طرح عودة الجولان إلى سوريا لكن بدون أرض بعمق ثمانية أمتار فقط، هذه الثمانية أمتار تمثل منبع المياه من الهضبة السورية إلى بحيرة طبرية لكن حافظ الأسد رفض ذلك وانتهت المفاوضات بوقتها، مرتزقة الإعلام البدوي يتحدث أحدهم بالقول( فإن يتم نقل «الجغرافيا» السياسية السورية من بلاد الشام، التي عاصمتها دمشق الفيحاء تاريخياً، وعلى مدى تلاحق العصور، إلى حلب الشهباء فإنّ هذه مسألة غير عادية وإنها لم تتم سابقاً وعلى مدى حقب التاريخ البعيد والقريب… وهذا يعنى أنّ هناك تحولات خطيرة مرتقبة قد تتجاوز البلاد الشامية والقطر العربي السوري كله إلى بعض الأقطار العربية… لا سمح الله جلّ شأنه ولا قدر).

أقول لهذا النكرة لم يتكلم أحد من السوريين بنقل العاصمة من دمشق إلى حلب وإن كانت حلب في فترة من الأزمان عاصمة إلى الدولة الحمدانية والتي كان لها دور مشرف بفترة حكمها إلى البادية السورية والموصل العراقية، نعم هناك مؤامرة تستهدف الأراضي السورية والعراقية من قبل أردوغان بضم أراضي سورية وعراقية في القريب العاجل بدعم مكونات مذهبية وطائفية عراقية وسورية معروفة عبر تاريخهم في التآمر وخدمة المحتلين، لولا أموال الخليج والعصابات التكفيرية لما تم تخريب وتدمير سوريا والعراق ولما تجرأ أردوغان بالإعلان عن عزمه بضم أراضي عراقية وسورية إلى تركيا.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

16/6/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here