رئيس دولة عربية يعتذر من مواطن !

رئيس دولة عربية يعتذر من مواطن !

حسن الخفاجي

انتهاك الحكومات العربية لكرامة المواطن العربي اصبح امرا اعتياديا عبر المسؤولين الحكومين الكبار وبواسطة اجهزة الحكومات الامنية والعسكرية، واثناء مراجعة المواطن العربي لدوائر الدولة، في كل البلدان العربية.
يضاف الى هذا الامر تعالي الحكومات العربية على مواطنيها يمنعها من التفكير بالاعتذار للمواطن الذي تعرض للظلم والحيف والاهانة .
لذلك اصابتني حالة من عدم اليقين وان اطالع خبر اعتذار الطاقم الحكومي في حكومة اليمن ابتدأ من الرئيس المشاط ورئيس الوزراء ووزير الكهرباء لمواطن بسيط تعرض للظلم.
حاولت تقصي الامر بكتابة رسالة على الخاص في تويتر الى الاستاذ نصر الدين عامر رئيس مجلس ادارة وكالة الانباء اليمنية -سبأ-. دون معرفة سابقة بيني وبينه طلبت منه في رسالتي ان يكتب لي تفاصيل قضية اعتذار رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزير الكهرباء من المواطن. فاجابني مشكورا بهذه الاجابة:
(‏نزل وزير الكهرباء ومعه فريق هندسي وعدد من افراد حراسته وخلال اطلاعه على عمل احدى المحطات التابعة للقطاع الخاص حصلت مشادة كلامية بين احد المهندسين واحد اقارب مالك المحطة فذهب المهندس ليخبر الوزير بالامر والوزير نزل من سيارته واشتبك بيده مع المواطن وبعدها اخذ المواطن معه الى الوزارة وسجنه في الوزارة لساعات خارج القانون وحاول الوزير ان يصلح الامر الا ان المواطن رفض واصر على اخذ حقه وسجل فيديو وفيه شكواه وهو يبكي من القهر وصل الفيديو الينا فارسلناه الى مكتب الرئيس وخلال يوم جرد الرئيس الوزير من منصبه وجعله وزير بلا وزارة وفي اليوم التالي استدعى المواطن وكذا الوزير وبحضور رئيس الوزراء واعتذر الرئيس من المواطن اولا ثم اعتذر الوزير ايضا وعفى عنه المواطن).
اشاد الكثير من اليمنيين بالخطوة الرائدة والشجاعة للرئيس المشاط وتفاعل مع خطوته الكثير من العرب. اعجبتني تغريدة الاعلامي والبرلماني الكويتي السابق فيصل الدويسان:(وزير صفع مواطناً وهذا أمر عادي عند العرب، لكن يُقال الوزير من منصبه ويتم احضاره قبال المواطن ويطالبه رئيس الوزراء أن يقتص من الوزير بصفعة مع اعتذار رسمي من الدولة، فإن هذا -لعمري- لم يحدث منذ حكومتَيْ علي بن ابي طالب (ع) وابنه الحسن (ع)).
لا بائس ان تبدأ الحكومات العربية من التعلم من الشعب اليمني العريق والحكومة اليمنية ثقافة الاعتذار فالاعتذار ثقافة يفتقدها اصحاب الكرامات الناقصة والمفقودة.
لا بأس ان نتعلم جميعا من يمن الصمود دروس العزة والكرامة.
شكرا جزيلا لحكومة اليمن ممثلة برئيسها الشاب مهدي المشاط، الذي اعاد باعتذاره للمواطن فضل الجايفي جزءً من كرامة المواطن العربي المفقوده الشكر موصول للاستاذ نصر الدين عامر على هذا الايضاح.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here