المدير التنفيذي لـ”أويل سيرف”: النظام المالي في العراق غير متطور

 
علّقت المدير التنفيذي لشركة أويل سيرف، سارة أكبر، على وضع القطاع النفطي في العراق واقليم كوردستان، مشيرة الى ان النظام المالي في العراق غير متطور ويؤثر على عمل الشركات النفطية بشكل مباشر.
وقالت أكبر في حوار خاص اجرته مع شبكة رووداو الإعلامية على هامش مشاركتها في مؤتمر الطاقة المقام في بغداد، الاحد (19 حزيران 2022)، بأن هناك نوعاً من التشجيع لانخراط النساء بالعمل في القطاع النفطي في العراق بالوقت الراهن، لافتة الى وجود قياديات جيدات في وزارة النفط وباقي الشركات النفطية في البلاد.
وذكرت اكبر ان لدى الشركة فرعين متخصصين بالعمل في اقليم كوردستان وفي منطقة الجنوب ايضاً، تعملان بشكل منفصل عن بعضهما، مؤكدة ان 90% من العاملين لديها كوادر محلية تضم افضل المهندسين والفنيين العراقيين.
وفيما يلي نص الحوار: 
 
رووداو: سيدة سارة طابت اوقاتك، تسرني فرصة الحوار معك، حضرتك تُعرفين كأشجع امرأة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا بمجال النفط، أريد منك ان تخبريني ما هي نسبة ومستوى مشاركة النساء بالقطاع النفطي في العراق؟
 
سارة اكبر: سعيدة جدا بهذا اللقاء ويشرفني الظهور على تلفزيون كوردستان لأول مرة، النساء في القطاع النفطي موجودات في اقليم كوردستان، في الوزارة مثلاً توجد سيدة تدعى غزال وهي ممتازة، واعتقد انها تدير الكثير من الأمور في الوزارة، وفي الشركات النفطية ايضا هن متواجدات، سواء كن مهندسات او محاسبات، وفي كل القطاعات. في العراق بصورة عامة، لهن تواجد في بعض القطاعات، بينما تفتقد بعض القطاعات الاخرى فيه للقيادات النسائية، وليس من المهم وجود قيادات نسائية، لأنه عندما تتواجد القيادات النسائية وتوجد “موديلات” شباب كثر سيتبعونهن ترى ابوابا كثيرة تفتح وشباب كثر سيدخلون. المشكلة هي ان العراق لم يصنع هذه النماذج في السابق، لأن الحقول النفطية كانت مقتصرة فقط على الرجال، والآن هناك نوع من التشجيع لانخراط النساء في هذه الاعمال.
اريد ان اخبرك بشيء، في الحقيقة في اي موقع عمل ليس هناك فرق بين امرأة ورجل ومحجبة وغير محجبة، ما يفرق هو قدرات الانسان فقط وعمله وفهمه وتخصصه.
رووداو: لكن القطاع النفطي قطاع شاق حتى بالنسبة للرجال، وهو قطاع ضار بالبيئة ايضاً، وان عملت النساء في هذا القطاع إلى اي قسم يتوجهن أكثر الى الإدارة او الحقل او المكتب؟ اين تتواجد اكثريتهن؟
 
سارة اكبر: اول شيء اريد قوله، هو ان العمل في القطاع النفطي ليس صعباً على الإطلاق..
رووداو: كيف؟
 
سارة اكبر: كون هذا العمل يجسد تخصصاً، يمكن لك انت كرجل ان ترى الطهي عملية صعبة، لكن انا بالنسبة لي هي عملية سهلة جداً، لماذا؟ لأنني متمكنة في هذا العمل، وهذا ينطبق تماماً على القطاع النفطي وعلى جميع اعمال القطاع النفطي، لأن التخصص ان كانت لديك المعرفة والخبرة يبقى العمل سهل جدا. انا عملت في عمليات اطفاء حريق الآبار، واعتبره عملا سهلاً جدا، فما بالك بالاعمال العادية كحفر بئر او مدّ “بايب”، او ان تدير منشأة نفطية، هذه عمليات في الحقيقة سهلة جدا.
رووداو: سمعت كلامك في احدى جلسات مؤتمر الطاقة في العراق وذهلت بما قلته ان البنوك والمؤسسات المالية غير مستعدة لتمويل ودعم الشركات النفطية وانت سميت ذلك بـ “الاعمال القذرة”، هذا كلام جديد بالنسبة لي، ماذا قصدت بذلك؟
 
سارة اكبر: في الحقيقة، ضمن بروتوكولات الحفاظ على البيئة، والحفاظ على نسبة ثاني أوكسيد الكاربون في الجو، وهناك حركة كبيرة بيئية تتعلق بالتغير المناخي والتحكم بالحركة، ضد القطاع النفطي، وان قرأت تقارير وكالات الطاقة الصادرة قبل عام 2021، اي قبل “كوب 26″، نصت على التوقف حالاً عن الاستثمار النفطي لأن ذلك ينتج ملوثات للبيئة، وهذا يعني ان درجة حرارة الأرض سترتفع ما يعني ايقاع ضرر كبير على الجميع، منذ ذلك الوقت اتخذ تقريبا جميع السياسيين في البلدان الغربية في أميركا وكندا وجميع الدول التي لديها امكانات التمويل، القرار بعدم تمويل اي عملية النفطية كانت، فالبنوك الآن لا تعطي القروض لجميع الشركات النفطية، وان قدمتها فهي تعطيها بسعر فائدة عال جدا، فاليوم سعر النفط عالي ويمكن للشركة ان تحقق الارباح وتدفع الفائدة للبنوك لكن ان انخفض السعر ولديك قرض وفوائد عالية فستواجه مشكلة.
رووداو: جيد، الآن، هل توجد اي شركة نفطية في العراق طلبت التمويل من احد البنوك العراقية ولا تحصل على التمويل بسهولة بسبب عملها في القطاع النفطي؟ هل الوضع في العراق مثل الوضع في باقي دول الشرق الأوسط؟
 
سارة أكبر: الوضع في العراق أسوأ، لأنه ليست هناك مؤسسات تمويل حقيقية في العراق، النظام المالي في العراق غير متطور، وليس لديك في العراق بنك شبيه بالبنوك العالمية.
 
رووداو: حسناً لدينا في العراق نظام بنكي، كيف قمتم بتبادل الأموال في المرحلة السابقة، كيف قمتم بمعالجة موضوع التمويل وتحويل الأموال؟
 
سارة أكبر: يتم التحويل عن طريق البنوك وليس في ذلك تعقيدا، لكن عند وجود شركة مثل شركة “اويل سيرف” فرضاً هي تعمل في اكثر من دولة في عالم ليس فقط في العراق، لذلك لديها علاقات مع بنوك عالمية التي تعمل من خلالها، لكن ان تسألني عن منظومة الخدمات المصرفية في داخل العراق فهي ابدا غير متطورة.
 
رووداو: كيف تعمل شركتم في اقليم كوردستان، اين تعمل؟
 
سارة اكبر: شركة “أويل سيرف”هي شركة عراقية تعمل في جميع العراق، في كوردستان نحن نقدم الخدمات لجميع المشغلين، لكل الشركات العاملة في اقليم كوردستان وتحتاج الى خدمات.
رووداو: الخدمات، ماذا تقصدين بالخدمات النفطية؟ 
 
سارة اكبر: حفر الآبار، صيانة الآبار، عمليات المسح داخل البئر، صيانة رأس البئر، وصيانة الانتاج، هي جميعها عمليات تتعلّق بالحقول.
 
رووداو: في العراق اين تقومون بالتمويل (الرسملة) مع اي شركة وفي اي حقل او بئر تعملون؟
 
سارة اكبر: لدينا اكثر من شركة، لدينا شركة تعمل في الجنوب ايضا تقوم بنفس العمل. نحن متخصصون بجزء صغير من الاعمال.
رووداو: هل يوجد فرق بأسلوب عملكم في اقليم كوردستان عن المناطق الاخرى في العراق، من حيث ملاءمة البيئة، اي منطقة ملائمة للعمل اكثر بالنسبة لكم؟
 
سارة اكبر: العمل جيد في جميع الاماكن سواء في الشمال او في الجنوب، طبعا لدينا شركة متخصصة بالشمال وشركة متخصصة بالجنوب، ليس بينهما علاقة.
رووداو: ما الفرق بينهما، هناك شركة متخصصة بالشمال وشركة أخرى متخصصة بالجنوب؟
 
سارة اكبر: هناك بنية قمنا بانشائها، ما في الشمال مختلف وما في الجنوب مختلف، لأن طبيعة العمل ايضا فيها اختلاف في الشمال عما في الجنوب.
رووداو: في البداية تحدثنا عن دور المرأة في الشركات، قلت بأن شركتكم عراقية، توجد مشكلة في قطاع النفط العراقية هي ان غالبية العاملين فيه هم كوادر اجنبية، وهذا يخالف ستراتيجية وزارة النفط العراقية التي تسعى الى زيادة الكوادر المحلية في الحقول النفطية.. هل يمكنك ذكر عدد العاملين لديكم، كم هو عدد العمال لديكم وكم منهم محليين والى اي مدى تعتمدون على الأجانب؟
 
سارة اكبر: نسبة الكوادر العراقية لدينا حوالي 90%، جميعهم عراقيون.
 
رووداو: هل ذلك يشمل الكوادر العليا التي تتضمن الخبراء المتقدمين؟
 
سارة اكبر: حتى الكوادر العليا، لدينا من افضل المهندسين العراقيين ومن افضل الفنيين ايضاً، جميعهم شباب ويعملون بشكل جيد.
رووداو: جيد جداً، دعيني أسألك، لا أرغب بطرح الأسئلة السياسية، لكن النفط موضوع سياسي بحت، الم يؤثر هذا النقاش الاخير بين اربيل وبغداد حول ملف النفط على استثماراتكم؟ كيف تنظرون الى هذا الموضوع اليست لديكم مخاوف من تراجع قطاع النفط في العراق وفي اقليم كوردستان؟
 
سارة اكبر: طبعا بالنسبة لنا افضل شيء هو ان يتعامل اقليم كوردستان مع الحكومة المركزية، وان يعمل الطرفان بمواءمة تامة، هذا افضل للعراق وافضل للشعب العراقي، وهذا ما نطمح اليه ويمكن ان نكون حلقة وصل بين الطرفين، نحن ليس لدينا عمل مع السياسة، السياسية ابعد ما تكون عن عملنا، نحن اناس فنيون ومتخصصون، لكن هذه المشاكل السياسية وهذا النوع من المشاكل يدفع اي مستثمر الى التردد بالدخول العراق، لأنه ان قمت بتغيير منظومة القوانين التي انت تتبعها، لا يوجد مستثمر يحب هذا الشيء، المستثمر يرغب بوضع مستقر ثابت بحيث يمكنه معرفة المردود الذي سيحصل عليه مع الوقت في حال قيامه بالاستثمار، وعدم وجود تغيير في الانظمة والقوانين التي يمكن ان تؤثر عليه. لذلك فإن اية نزاعات او خلافات تبعد المستثمر، وكما يقال (رأس المال جبان)، وذلك معروف.
 
رووداو: سيدة سارة أكبر أشكرك جزيل الشكر زودتنا بمعلومات جيدة جدا، دمت سالمة الرئيس التنفيذي لشركة اويل سيرف في العراق.
 
سارة اكبر: حياكم الله، شكرا جزيلاً.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here