فكروا بمصالحكم يا عرب!!

فكروا بمصالحكم يا عرب!!
دول الدنيا تفكر بمصالحها , والعرب مولعون بتأمين مصالح الآخرين , وساعون لتحقيق مصالح الطامعين فيهم , ويؤدون دورهم بإخلاص وتفاني وقدرة عالية على الإنجاز!!
فهل حان وقت النظر إلى مصالحهم؟
الواقع المتسارع التغيرات يؤكد أن هناك آليات جديدة تتكون , وفق تفاعلات محورية تهدف لتعزيز المصالح والتكتلات لقوى تريد الهيمنة على العالم العربي , والإستحواذ على ثرواته , وتدمير عناصر قوته وتعطيل قدراته , ومنع الأجيال من ممارسة الحياة الحرة الكريمة , لأن في ذلك تهديد وجودي للمعادين للنهضة العربية المعاصرة المتطورة الأمينة.
كما أن المساعي والتحركات الخفية والعلنية , تشير إلى التسابق على المنطقة العربية الغنية بالثروات اللازمة لصناعة القوة الفاعلة في القِوى الأخرى , أي أن التنافس ما بين الأقوياء على إفتراس العرب بلغ ذروته , خصوصا والأهداف يتوفر فيها ما يؤهل مستهدفيها لتقويض إرادتها , وإستعمارها بواسطة عناصرها الذاتية.
فلماذا لا يفكر العرب بمصالحهم ويعتصموا ببعضهم ويكونوا أمة ذات شأن ودور كبير؟
إن منهج الفرقة والتناحر والخضوع للآخر الذي يستلب الثروات ويبدد القدرات , من السلوكيات الشاذة النادرة في المجتمعات المعاصرة , التي تهمها مصالحها أولا , وتجتهد في العمل على تأكيدها وحمايتها , وإستحضار المفردات اللازمة لتنميتها.
بينما الواقع العربي يؤكد أن العرب يتفرقون , ويتصارعون , ويستعينون بالطامعين بهم للنيل من بعضهم وما حولهم , ويجهلون مهارات التفاعل الإيجابي مع جيرانهم , فيخسرون حاضرهم ومستقبلهم , ويستنزفون الأجيال في تفاعلات عبثية ذات تداعيات مريرة وخسائر فادحة.
ويبدو أن العالم يمر بمرحلة ترتيب التوازنات وتأسيس الأقطاب والمحاور والتكتلات , والعرب يتفرجون , وكأنهم خارج معادلات الدنيا الصاخبة المنازلات , فما بدر منهم توجه نحو صناعة الإرادة الجمعية , ولا تحركوا نحو بناء الأسس الإتحادية لنشاطات تكاملية متنوعة.
وهذا يدل على أن مسيرة الحياة العربية في القرن الحادي والعشرين , ربما ستتواصل على شاكلتها في القرن العشرين , موسومة بالتبعية وعدم القدرة على تقرير المصير , مما سيؤدي إلى مزيد من التداعيات والإنهيارات المجتمعية والإقتصادية والمعرفية , وسيكون المواطن موجودا متحركا بلا روح متصلة بمكانه , لأنه صار مهاجرا بكل ما فيه إلا بدنه!!
ففكروا بمصالحكم ياعرب قبل فوات الأوان!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here