خبراء: الربط الكهربائي مع دول الجوار يوفّر 3 آلاف ميغا واط فقط

بغداد/ فراس عدنان

ذكر خبراء في مجال الطاقة أن الربط الكهربائي مع دول الجوار لا يوفر إلا 3 آلاف ميغا واط، موضحين أن هذا الرقم لا يشكل شيئاً أمام الحاجة الفعلية للعراق، وذهبوا إلى أن الربط له اهداف أخرى ذات طابع اقتصادي وسياسي، واستغربوا تصريحات وزير المالية علي عبد الأمير علاوي بوجود نية لتصدير الطاقة الكهربائية، داعين إلى تحقيق الاكتفاء الداخلي أولاً.

وقال الخبير في مجال الطاقة فرات الموسوي، إن “العراق يعاني من مشكلة كبيرة في الطاقة الكهربائية تمتد إلى سنوات طويلة”.

وأضاف الموسوي، أن “الحاجة الفعلية للعراق تبلغ 35 ألف ميغا واط، بينما أن جميع ما أنفق على وزارة الكهرباء منذ عام 2003 لغاية الوقت الحالي لم يتم استثماره بإنتاج أكثر من 15 ألف ميغا واط”.

وأشار، إلى أن “الحكومة حاولت إيجاد مصادر مختلفة لتزويد منظومة الطاقة الكهربائية غير الغاز الإيراني الذي نعاني من مشكلاته بسبب الانحسار”.

وبين الموسوي، أن “جملة مقترحات طرحت من ضمنها الربط الكهربائي مع دول المنطقة، مثل الكويت والأردن وتركيا والسعودية”.

وأفاد، بأن “حجم الربط مع تلك الدول يتفاوت بين 500 ميغا واط إلى 1000 ميغا واط”، موضحاً ان “الربط سيوفر للمنظومة بشكل عام 3 الاف ميغا واط”.

وأوضح الموسوي، ان “هذه الأرقام لا تشكل شيئاً يذكر لحل المشكلات التي تعاني منها المنظومة”، مبيناً ان “العراق ينظر إلى الربط الكهربائي بأبعاد اقتصادية وسياسية أكبر من حل أزمة الكهرباء”.

ويرى، أن “هذا الربط يمكن اعتباره واحدا من المصادر البديلة عن الغاز المستورد من إيران”، مشدداً على أن “الاحتياج الأول والكبير سوف يبقى للغاز الإيراني”.

وأردف، ان “مجموع ما نستورده من إيران هو 50 مليون متر مكعب يوماً لتغطية ثلث انتاج الطاقة الكهربائية البالغة 8 آلاف ميغا واط”، موضحاً ان “الحاجة الكلية للعراق من الغاز تبلغ 70 مليون متر مكعب”.

وأكد الموسوي، أن “70% من المنظومة الطاقة الكهربائية تعمل على الغاز الجاف”، موضحاً أن ما “ينتجه العراق من هذا الغاز لا يمثل سوى الثلث، وبالتالي ينبغي أن نستورد المتبقي”.

وأوضح، أن “مشكلة العراق لا تكمن في الإنتاج فحسب، إنما المشكلة الأبرز في التوزيع مع وجود بنى تحتية متهالكة، والضائعات تقدر بحدود 40% من الإنتاج بسبب تهالك البنى التحتية”.

ومضى الموسوي، إلى أن “الحكومات السابقة لم تضع معالجات لهذه المشاكل وظهرت انعكاساتها اليوم، وكان من المفترض أن يحصل هناك تنويع في مصادر الطاقة وعدم الاعتماد على الغاز الإيراني والتحول إلى الطاقة المتجددة والاستثمار في الغاز حيث تبلغ الضائعات منه بحدود 17 مليار متر مكعب”.

من جانبه، ذكر الخبير الاقتصادي أحمد مناف، أن “الأردن باشر بالطاقة النظيفة رغم أنه يأخذ النفط من العراق”.

وأضاف مناف، أن “العراق لديه العديد من العوامل التي تساعد على انتاج الطاقة النظيفة بحكم المنطقة الصحراوية التي تبدأ من مدينة الرمادي إلى البصرة مروراً بالسماوة”.

وأشار، إلى أن “الفساد يحول دون الاستغناء عن الطاقة التقليدية والتحول إلى الطاقة النظيفة المتجددة”، مبيناً أن “هذا التحول يتطلب ابرام عقود وإجراءات قانونية”.

ويستغرب مناف ما أثاره وزير المالية علي عبد الأمير علاوي عن عزم العراق تصدير الكهرباء، متابعاً ان “الحكومة عليها توفير حاجات البلد من الطاقة الكهربائية أولاً ومن ثم التفكير بالتصدير”.

وكان وزير المالية قد أدلى بتصريحات اثارت الاستغراب بأن العراق يفكر بتصدير الكهرباء في المستقبل، وهذه التصريحات أعادت إلى الذاكرة حديثا مشابها أدلى به نائب رئيس الوزراء الأسبق حسين الشهرستاني.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here