أكاديميٌّ إسرائيليٌّ يُغرّد خارج السرب: العقوبات على روسيا هي بمثابة كيدٍ مُرتّدٍ على الغرب وستدفع موسكو والحلفاء للانفصال نهائيًا عن الاقتصاد الغربيّ…

 زعماء الغرب وقعوا بنفس خطأ “الربيع العربيّ” عندما تفاخروا زورًا بانتصار ثقافتهم

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

رأى أكاديميٌّ إسرائيليٌّ في مقالٍ نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة، أنّ العقوبات التي فرضها الغرب، وفي مقدّمته الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، على روسيا ستكون بمثابة كيدٍ مُرتّدٍ، لافِتًا إلى أنّ تصرّفات قادة الغرب في الحرب الأوكرانيّة-الروسيّة أكّدت لكلّ مَنْ في رأسه عينان وجود فشل وإخفاقٍ قياديٍّ في الغرب، والذي من أهّم علاماته عدم تمكّن القيادة من التفكير عدّة خطواتٍ إلى الأمام، بالإضافة إلى اختفاء الكاريزما لدى قادة الغرب، وفي مُقدّمتهم الرئيس الأمريكيّ، جو بايدن، على حدّ وصفه.

وأضاف د. تسفي فينر، وهو كبير المحاضرين الاقتصاديين في كليّة الجليل الأكاديميّة في مدينة عكّا، أضاف أنّ هذه الأيام لا تحمل بشائر جيّدة لزعماء الغرب، الذين سارعوا إلى فرض العقوبات على روسيا وأطلقوا العنان لإعلامهم بشيطنة الرئيس فلاديمير بوتن، علاوة على منع روسيا من استخدام المنظومة البنكيّة التي تُسّمى (SWIFT)، مُستنتجًا أنّ جملة هذه الأمور ستكون بالنسبة للغرب كالسيف ذو الحدّيْن، كما قال.

وشدّدّ الأكاديميّ الإسرائيليّ، الذي يُعتبر مقاله تغريدًا خارِج سرب ما يُطلَق عليه “الإجماع القوميّ الصهيونيّ”، والذي تبنّى سياسة القطيع في الاستئساد على روسيا وشيطنتها، شدّدّ على أنّ قادة الغرب لم يُفكّروا بتاتًا في التبعات التي ستكون على الاقتصاد الغربيّ بسبب العقوبات التي فُرِضَت على روسيا، وأنّ هذا الأمر سيؤدّي إلى حالةٍ من الضعف الاقتصاديّ الذي سيمسّ جيوب المُواطنين بالغرب، لذا فإنّ المواطنين في الدول الغربيّة، أضاف سينتقمون من قادتهم في الانتخابات القادمة من أجل تغييرهم، على حدّ قوله.

مُضافًا إلى ما ذُكِر أعلاه، أشار الأكاديميّ الإسرائيليّ إلى أنّ التفكير الغربيّ بأنّ العقوبات ستؤدّي لثورةٍ ضدّ بوتن من قبل الشعب الروسيّ، نابِعٌ من تفكيرٍ خاطئٍ للثقافة الروسيّة وعدم فهمها لدى صُنّاع القرار في الغرب، وهذا بالضبط ما حدث لهم، أيْ للغرب، فيما يُسّمى بالـ”ربيع العربيّ”، حينها، أضاف، تفاخر قادة الغرب بأنّ ثقافتهم انتصرت على ثقافة الدول غير الديمقراطيّة، وهو مبدأ لا يمُتّ للحقيقة بأيّ صلةٍ، ولذا فإنّ الغرب، وليس النظام الحاكم في موسكو، وهو الذي سيُتّهم وبحقٍّ أنّه سبب في تجويع الشعب الروسيّ، بينما الكرملين سيظهر أمام شعبه كالمُدافِع عنه من كيد الأعداء، على حدّ قوله.

ورأى الأكاديميّ الإسرائيليّ أنّ إخراج روسيا من منظومة (SWIFT) البنكيّة ستدفعها هي والحلفاء معها إلى القيام بتبنّي منظومةً جديدةً لإدارة الاقتصاد، علمًا أنّ الشيء نفسه تمّ في دولٍ غربيّةٍ، لافتًا إلى أنّ روسيا تملك جميع المُقومات الاقتصاديّة والتكنولوجيّة لإخراج خطة الانفصال عن المنظومة البنكيّة المذكورة في سرعةٍ قصوى، وكنتيجةٍ لذلك، أوضح، ستنتعِش التجارة بالسوق السوداء في روسيا، ولكن أيضًا في الدول الغربيّة التي فرضت العقوبات عليها، كما قال.

وخلُص الأكاديميّ الإسرائيليّ د. فينر إلى القول إنّ روسيا هي دولة عظمى وفق كلّ المقاييس والمعايير، وستعمل كلّ ما في وسعها، وهي قادرةٌ على استخلاص الحلو من المُرّ، وعلى المدى البعيد، فإنّ تعلقها بالاقتصاد الغربيّ سيقّل كثيرًا حتى الانفصال الكامِل، وهذا السيناريو الذي سيتحقق هو ليس رغبة أوْ إرادة أيّ زعيمٍ وأيّ صانع قرارٍ أيضًا في الغرب، على حدّ تعبيره.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here