بمناسبة يوم الأب: الاباء في القرآن الكريم والسنة والقانون العراقي (ح 1)

الدكتور فاضل حسن شريف

الوالدان عند الكبر رعايتهما تزداد من قبل الأولاد مما في عمر اصغر كما قال الله تبارك وتعالى “إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا” (الإسراء 23) فعند طلب حاجة مثل حاجة السكن فعلى الولد توفير سكن لوالديه وعدم تركهما في دور كبار السن التي لا تليق بهما. جاء عدم نهر الابن لوالديه لأن ذلك يؤذيه “وَلَا تَنْهَرْهُمَا” (الإسراء 23) كما أن السائل يؤذيه نهر من يسأله عن صدقة او حاجة “وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلَا تَنْهَرْ” (الضحى 10).
جاء في موقع مجلس القضاء الاعلى العراقي: تضمن مشروع تعديل قانون العقوبات رقم (111) لسنة 1969 ما يلي: المادة (1) تضاف مادة جديدة لقانون العقوبات العراقي نصها الآتي: أولاً: (مع عدم الإخلال بأي عقوبة اشد تقضي بها القوانين النافذة، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد على خمس سنوات وبغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من قام بعقوق والديه سواء بالسب والقذف أو النهر أو الإهانة أو الترك أو التبرؤ منهما). ثانياً: إذا ترتب على الفعل إحداث أضرار جسدية وصحية بأي من الوالدين جاز عقابه بما لا يزيد على ضعف الحد الأقصى للعقوبة المنصوص عليها في البند (أولاً) من هذه المادة. إن مسألة عقوق الوالدين أصبحت من الظواهر الاجتماعية السيئة التي انتشرت بين أبناء المجتمع العراقي لأسباب عدة وهي مبعث للتفكير الجدي بضرورة محاصرة تلك الظاهرة الطارئة ومعالجتها عبر إيجاد صياغة تشريعية متأنية وشاملة من شأنها إجبار الأبناء على الالتزام بتلك الفريضة الإلهية العظيمة بشأن الإحسان للوالدين وبالتالي فإن الأفكار التي تضمنها مشروع التعديل خطوة ايجابية بالاتجاه الصحيح لتحقيق ذلك الهدف.
اباء جمع اب بضم الباء كما جاء في أصول اللغة والاثنان هما الأبوان. والأب يطلق على الوالد كما قال الله تعالى “وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” (البقرة 83) وكذلك على الجد والعم وصاحب الشئ. قول الانبياء والائمة اللهم اغفر لي هو دعاء لتعليم الناس. وكما جاء في الدعاء (اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم). اما غفران الذنوب للوالدين فان الإنسان مطلوب منه احترام الوالدين وهي فطرة انسانية حتى الملحد يحترم والديه. لذلك جاء الإسلام ليرسخ هذا المفهوم. فربط الله تعالى عبادته بطاعة الوالدين “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا” (الإسراء 23).
جاء في موقع الميزاب: الباحث الاجتماعي مؤيد جميل يؤكد على ضرورة الاهتمام بالآباء لكي لايضطروا الى اللجوء الى دور المسنين فليس هنالك قانون يجبرهم على ذلك وعقوقهم لا يعتبر جريمة قانونيا لكنه تقصير اخلاقي بحق الآباء ..وينوه جميل الى وجود حالات دمج أسري حدثت بين الأبناء والآباء وتم بموجبها اعادة الاباء الى اهاليهم لكنها حالات قليلة لذا يطالب بتشريع قانون يفرض على الابناء زيارة آبائهم في دور المسنين والعناية بهم صحيا والانفاق عليهم اذا ما كانوا بحاجة الى رعاية صحية مكثفة. من جانبه، يدعو حسام عامر من الفريق الطوعي لرعاية المسنين لكفالة المسن صحيا من قبل الدولة بعد عثورهم على مسنين في المستشفيات عاجزين عن دفع أجور علاجهم مع التأكيد على تسهيل استقبال المسنين الذين لايمتلكون مستمسكات رسمية في دور المسنين فضلا عن ضرورة تواصل الابناء مع المسنين من نزلاء تلك الدور. في الوقت الذي يؤكد فيه المحامي احمد ابراهيم على وجود المادة 61 من القانون العراقي التي تلزم الأبناء الميسورين بالنفقة على الآباء العاجزين ومعاقبتهم قانونيا في حالة عدم تنفيذهم قرار المحكمة لأن النفقة على الوالدين تعد دينا عاما من الدرجة الثانية ، مشيرا الى ازدياد الدعاوى الواردة الى محاكم الاحوال الشخصية بخصوص مطالبة الآباء بالحصول على النفقة أو الاعالة من اولادهم.
وللامام علي عليه السلام درر في تربية الاباء للابناء حيث قال (حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه ويحسن أدبه ويعلمه القرآن) و (إنَّمَا الغُلامَ إنَّما يَثَّغِرُ في سَبعِ سِنينَ، ويَحتَلِمُ في أربَعَ عَشرَةَ سَنَةً، ويَستَكمِلُ طولُهُ في أربَع وعِشرينَ سَنَةً، ويَستَكمِلُ عَقلُهُ في ثَمان وعِشرينَ سَنَةً، وَمَا كَانَ بَعدَ ذلِكَ فَإِنَّما هُوَ بِالتَّجارِبِ).
جاء في الدليل الكامل في كيفية رعاية الوالدين إلى كندا: سمح برنامج رعاية الوالدين للعديد من المهاجرين بلم شمل آبائهم وأجدادهم في كندا. تتفهم الحكومة الكندية أهمية التعاون بين أفراد الأسرة وكيف يمكن أن تؤثر على إنتاجية الأفراد. لذلك ، تم إنشاء رعاية الوالدين في كندا لمساعدة المواطنين الكنديين والمقيمين الدائمين على إحضار والديهم و أجدادهم ليصبحوا مقيمين دائمين في البلاد. في عام 2021 وحده ، هجرة ما يصل إلى 30,000 شخص أو أكثر في إطار هذا البرنامج. من المتوقع أن تسمح رعاية الوالدين لعام 2022 بدخول ما يصل إلى 23,500 من الآباء والأجداد إلى كندا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here