الجعجعة !!

الجعجعة !!
جعجع: صوَّتَ. وجعجع الشخص: علا صوته بوعيد لا يستطيع إنجازه
مجتمعاتنا بارعة بالجعجعة , وغيرها منهمكة بإنتاج الطحين لتوفير الطعام اللازم لقوتها وقدرتها على قيادة الحياة بعزة وكرامة.
معظم دول الأمة تنتج أقل من نصف حاجتها من الطحين , لأنها أهملت الزراعة وتوهمت أن التأخر بالزراعة , وأنها بلدان زراعية , وحسبت بتركها للزراعة ستتحول إلى دول صناعية معاصرة , فأضاعت الخطو بالإتجاهين.
فلا هي زرعت لتحصد , ولا صنعت لتنتج , وتعرف ” مَن زرع حصد ” , ومن لم يزرع لن يمتلك بيدرا.
تناثرت بيادر عزتنا وكرامتنا , وأصبحنا نستجدي طعامنا من أعدائنا الذين يستعبدوننا بما يصدرونه إلينا .
وقد نجحت سياساتهم المخادعة بتدمير زراعة الرز والحنطة والذرة والقطن , وغيرها من المحاصيل المهمة للإقتصاد والحياة.
حتى أصبحنا نأنف الحيوانات ونحتقر مَن يربيها ونحسبه من المتخلفين.
واليوم العالم يناشد الدول المهتمة بالأبقار لتزويده بالحليب الضروري لطعام الأطفال , فتلك الدول تعتبر الأبقار من أهم أعمدة إقتصادها.
فهل لدينا ثروة حيوانية؟
في مجتمعاتنا جعجعات حاميات , وإن تحدثت عن الطحين أشاحوا الطرف وصموا الآذان , وحسبوك تنطق بما لا ينفع , وعندما تسألهم عن نفع الجعجعة العاصفة في الديار , تواجه بأعاصير جعجعات , فهذا هو الإنجاز والعمل , وكل يرى أنه السيد والسلطان والعارف ودرة الزمان.
إنها التصرفات اللاواقعية المضللة المخادعة المدمرة للوجود الحر العزيز , فمجتمعاتنا تجعجع ديمقراطيا , وكرسويا وتؤدين خطاباتها الجوفاء وتحسب القول العمل.
إن الحياة ذات مفردات بسيطة واضحة , تواصلت على هديها الأجيال فوق التراب , ولا يمكن إهمالها وتأمين الحياة العزيزة , وخلاصة المفردات الزراعة والثروة الحيوانية , وبدونهما لا تدوم الحياة , لأن الطعام داينمو البقاء , وسلاف القوة والإقتدار.
فهل سنأكل مما تجود به أرضنا ومن عطاء المواشي في ديارنا؟!!
وإلى متى سنجعجع وقد غاب الطحين؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close