سالفه ورباطها غاندي

عندما اعتقل جواهر لا نهرو من قبل السلطات البريطانية, تبعته زوجته الناشطة الهندية ( كمالا نهرو ) قائلة – لا باس عليك ان الله معك . فالتفت اليها قائلا ( اين هو الله , لو كان موجودا فعلا , فانه الان يغط في نوم عميق ) . فردت بأسف ( انحرف وألحد نهرو ) وكان يقف الى جانبها ( المهاتما غاندي ) فربت على كتفها قائلا (لا يا بنيتي . ان نهرو الآن اقرب الى الله من اي وقت مضى لآنه يعرف الله لا كما يعرفه الكهنة)

رباط سالفتنه الما تتسولف.

ان من حكم العراق بعد 2003 , سلمتهم امريكا السلطة بقرار درسته جيدا وحبكته بحيث (ما يخرش الميه ) كما يقول المثل المصري . فهم قرروا- اي الامريكان- خصوصاً والغرب عموماً ان ينقلوا السلطة من مكون الى آخر في العراق , والذي دلهم على هذا الرأي هو مقولة للورد البريطاني أكتون { القوة تشجع على الفساد، والسلطة المطلقة، مفسدة مطلقة } جاءت تلك المقولة الحكمة في رسالة لصديقه الأسقف مناديل كريتون في سنة 1887.

فالغرب ( الذي يدري انه يدري ) حسب تصنيف سيد البلاغة والزهد الامام (علي بن ابي طالب ) عليه السلام .يدري ان هذا المستبعد من السلطة منذ زمن بعيد سواء هو الذي ابتعد ونأى بنفسه عن زمام السلطة او انه استبعد لأسباب لا يعرفها الا ( اهل مكة) الذين خبروا الشعاب وعرفوا كل صخرة من جبالها ووديانهم .يعرفون انه مازال قوياً وفيه منعة لان السلطة لم تفسده بعد لأنها ليست بيده وان مغرياتها لم تستفزه فهي بعيدة المنال وتقع في( الجانب الثاني من التل ) .

ويعرف الامريكان ان الجانب الثاني من التل ( المكون) الذي حكم قبل عام 2003 قد تراكمت عنده وعليه أخطاء السلطة فأستأثر بها له ولأبناء جلدته وهذا قد جعله في خانة المعاداة لمكونات واعراق اخرى خاصة عندما يظهر أشخاص يحبون السلطة حباً جما ويتصرفون كالأباطرة والاكاسرة ويتناها الى عقولهم انهم يحكمون بلدانناً ترابها من ذهب وما تحت التراب اغلى من التبر الاحمر ويتصورون انهم يملكونها اراض وشعوباً وتلك هي الدكتاتوريات التي اشتعلت ضدها( ثورات الربيع العربي ) والتي فشلت فشلاً ذريعاً , فلا هي غيرت نحو الاحسن ولا هي درأت ومنعت العنف الذي اجتاح البلدان التي حدث فيها بعد تلك الثورات تونس . مصر . سوريا . اليمن الى العراق وهذا العراق حالة خاصة وخاصة جداً. .. والشواهد تمتد من ليبيا

فالذين جاءوا الى السلطة او بتعبير ادق جيء بهم الى السلطة ( وانا لا أقصد مكون بعينه ) انما افرادا واحزاباً ومسميات , هم من الذين قصدهم ( غاندي) , هم الكهنة الذين يتعبدون الى الله دون ان يعرفونه حق معرفته , هم من يدعون انهم يتصلون بالله بحبل العبودية وهم قطعوا حبل الاتصال هذا واصبح كل واحد منهم يقول ( أنا ربكم الاعلى ), هم نفر يدعون انهم تركوا على محجة بيضاء يرون منها كل صحيح وهم من اسودت وجوههم من دجل ورياء وانحراف عن العقيدة , هم ممن يدعون الزهد ولكن قلوبهم تشتعل بنار الشهوة ويوغلون في البذخ والترف حد الكفر بالنعم .

رحم الله اللورد( جون دالبرغ اكتون ) فقد دل امريكا والغرب على اقصر طريقة للفساد والافساد , اما أغبيائنا فقد اكلوا الطعم وعلقت سنارة السيد ( بريمر) …. ويا بو بشت بيش ابلشت ؟.

الدكتور جابر سعد الشامي [email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here