دول أم ولايات؟!!

دول أم ولايات؟!!
الدولة: جمع كبير من الأفراد , يقطن إقليما معينا بصفة دائمة , ويتمتع بالشخصية المعنوية , وبنظام حكومي وإستقلال سياسي.
الولاية: إحدى الوحدات السياسية والإقليمية ذاتية الحكم.
الحرب القائمة كشفت أن الدنيا ولايات تابعة لقوة مهيمنة , وبدأت تتململ , لتستعيد إراداتها وسيادتها , وتحاول التحرر من أصفاد الولاية والتبعية والخنوع , وتنفيذ الأوامر والسير في القطيع المحكوم بالقوة الفاعلة فيها.
سقطت الأقنعة وإنكشف المستور , وما نسميها دولا في قبضة القوة التي بسطت نفوذها على العالم بعد الحرب العالمية الثانية , فالإنتصار له مردوداته وتكاليفه , فالقوة التي حررتها من القبضة الأخرى , صارت تقبض عليها وتقرر مصيرها , وتوهم الناس إعلاميا بأنها حرة وذات سيادة , وفي واقع الأمر مأسورة وتنفذ أوامر , وتندفع نحو تحالفات لتحقيق إرادة الدولة المتحكمة بها , فتقرر ما تريد بتوافق مع مصالح القوة الآسرة لها.
فدول المنطقة بأنظمة حكمها , تؤدي مراسيم الطاعة وتؤمِّن المصالح , ومجتمعاتها تعاني الحرمان من أبسط حقوق الإنسان , ولا مَن يحاسبها , وفي ذلك تأكيد لمصالح الطامعين في البلدان المسماة ثرية أو غنية بمصادر طاقة.
فأي حديث عن السيادة والإرادة الحرة , للخداع والتضليل , فما جرى على مدى القرن العشرين والعقدين الأولين من القرن الحالي , تنفيذ أوامر وخطط وبرامج لقوى فاعلة في دولنا , أيا كان نوعها.
فدولنا ولايات للقوى المستولية عليها , وتدير شؤونها بالمسوَّقين في الكراسي , كرموز لتمرير الأجندات الإفتراسية.
فلا دولة جارة ولا صديقة , فكل يغني على مصالحه , ويتمتع بشراهة إفتراسية مطلقة!!
فهل عندنا سيادة؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close