الطيار الشاب العراقي دانيال العنزي في ذمة الله،

 نعيم الهاشمي الخفاجي

انا لله وانا إليه راجعون اعزي نفسي واعزي الأخ الصديق الأستاذ مظفر مهدي ثويني العنزي ابن مدينة الحي بالمصاب الجلل بوفاة ولده المحبوب الشاب المؤسوف على شبابه الكابتن الطيار دانيال والذي وافته المنية في بيته إثر سكته قلبية، في العاصمة الدنماركية كوبنهاكن، تعازينا الحارة إلى الصديق الأستاذ مظفر والد دانيال وتعازينا إلى والدة المغفور له بإذن الله وتعازينا إلى اعمام كابتن دانيال من الاخوة الشيوخ الكرام من ال ثويني الكرام وأبناء عمومتهم والأقارب والأصدقاء، يشهد الله ان خبر وفاة دانيال نزل على راسي كالصاعقة ونقول كما قال رسول الله محمد ص إن القلب ليحزن والعين لتدمع يا دانيال بفراقك ولا نقول إلا مايرضي الله عز، تعرفت على دانيال وهو بعمر سنتين في العاصمة الدنماركية كوبنهاكن عندما وصلت لاجئا إليها، كان دانيال مهجة قلب والده الأخ مظفر وقلب والدته، معرفتنا معه بدأت عام ١٩٩٧كان بصحبة والده في معظم الاوقات، عندما بدء بالكلام كان يتكلم معنا نحن أصدقاء والده أربعة أشخاص ثلاثة أشقاء وانا رابعهم من ابناء مدينة قضاء الحي، كان لديه عم طيار مدني قام صدام الجرذ في اتهامه في تدبير محاولة انقلاب وتم اعدامه مع أكثر من ١٣٠ ضابط، رغم أن الشهيد وليد مهدي ثويني لم يكن طيار عسكري وإنما طيار مدني، بعد أن بدء دانيال معرفة الاهل عندما أصبح في عمر العشر سنوات، تأثر في قصة إعدام عمه الشهيد الطيار وليد وقال لابد أن أصبح طيار مثل عمي الشهيد، دانيال حقق  امنيته ليصبح أصغر شاب طيار في الدنمارك وهو بعمر ٢٣ سنة.

نعم أصبح دانيال الشاب الجميل صاحب العيون الزرقاء والوجه البرئ طيار، الكابتن الطيار يلتقي في مجالس العراقيين في الدنمارك يذهب إلى مسجد الإمام علي ع والى الديوان الحسيني للأخوة السادة آل الحلو، دانيال كان محبوبا من الجميع، ولد في الدنمارك من أب عراقي ومن أم بولونية دكتورة متخصصة في علم النفس، رغم ولادته في الغرب لكنه كان يعشق العراق وشعبه، في احيانا كثيرة، عندما يحاول الإنسان أن يكتب كلمات حول انسان عزيز لايستطيع ان يعبرعن  كل مشاعره وأحاسيسه، إن إبراز مظهر الحزن كذرف الدموع والتي هي غالبا الدموع تعبر عن أحساس صامت، أن استرجاع شريط الذكريات خلال السنوات التي عشناها في الدنمارك والتي وصلت إلى ال٢٨ سنة الماضية والتواصل المستمر مع الصديق مظفر مهدي ثويني ومواكبة فترة ولادة الفقيد دانيال ومراحل نموه من فترة الطفولة إلى الشباب كانت مليئة بالذكريات، دانيال صاحب الوجه الجميل المبتسم والذي يتكلم معنا العربية بلهجة دنماركية لكلامه طعم خاص، ذهب إلى العراق وزار النجف وشاهد الزيارات والعلماء، طلب من أقاربه زيارة السيد المرجع علي السيستاني ذهب إلى لقاء السيد، حتى أن السيد علي السيستاني رحب به ترحيب خاص واعطاه هدية رمزية خاتم، احتفظ بالخاتم ودائما كان يقول هذا الخاتم لايقدر بثمن وبقي يحتفظ به إلى يوم وفاته، كان دانيال عنصر مهم للدفاع عن العراق ضد الهجمة الارهابية، قام في انشاء صفحة بالغة الدنماركية تضم كتاب وشعراء وادباء، كان يستعين في ابناء عمومته من العراق لمراقبة المحتوى العربي لمنع أي تجاوزات من قبل فلول البعث، خدم العراق وشعبه، اكمل دراسته وأصبح طيار، فضل أن يعمل طيار في الخطوط الجوية العراقية، كثير الزيارة للعراق، تعرف على غالبية شباب مدينة قضاء الحي، لم أضع بحساباتي أنني اكون حي وارى الغالي الشاب المهذب دانيال وقد انتقل الى جوار ربه، كتب لي ولدي الثاني وهو مصدوم لينقل لي خبر وفاة دانيال ليقول لي بابا هل هذا الخبر صحيح، ابني كان في سفر خارج الدنمارك، بعدها بلحظات كتب لي تأكيد خبر وفاة دانيال، اتصل بي الصديق الأديب الشاعر الأستاذ ضياء الخليلي مستفسرا عن وفاة دانيال، قلت له الآن انا خارج الدنمارك، اتصلت في ابناء الحاج حمود السراج الحياوي يقيمون أيضا بالدنمارك اكدوا لي خبر الوفاة، نعم استقبلت الخبر المفجع برحيل الشاب المهذب دانيال، خبر مفاجئ ليرحل عن دنيانا تاركا لنا طيب عمله وحسن سيرته، ونقاء سريرته، واجمل ذكريات جميلة، ولد طفل وكبر وأصبح صديق لنا، وفاة الكابتن الطيار الشاب  دانيال مظفر مهدي ثويني العنزي خسارة ليس لعائلته فقط وإنما خسارة لابناء الجالية العراقية المقيمة في الدنمارك، وخسارة للشعب العراقي، خسرنا شاب مثقف منتج طيار كان هدفه وحلمه خدمة العراق وشعبه، من باب العرفان لهذا الشاب الخلوق كتبت هذا المقال المتواضع للتعريف بهذا البطل الذي رحل عنا مبكرا، يفترض في وسائل الإعلام العراقية تعريف الشعب بأبنائه امثال الشاب دانيال والذي ولد بالغرب ويعشق العراق وشعبه، نسأل الله المغفرة للشاب دانيال والفوز بالجنة والصبر لوالديه الأعزاء والصبر إلى أبناء عمومته وأصدقائه في الدنمارك والعراق، كتب العشرات من الشباب العراقيين الموجودين بالدنمارك كلمات باللغة الدنماركية والانكليزية والعربية لتأبين الفقيد المؤسوف على شبابه دانيال مظفر، الكثير أعرب عن تألمه للرحيل المبكر، تم كتابة المئات من التعليقات للتعبير عن شرح المشاعر للتعبير عن تقديرهم إلى دانيال، في الختام اقول يادانيال رحلت عن عالمنا المادي لكننك بقيت في نفوسنا وقلوبنا وصورتك ماثلة أمام عيوننا، رحم الله من قرأ سورة الفاتحة لهذا الشاب الخلوق الذي خدم العراق وشعبه.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

23/6/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here