أفغانستان.. فيا لها من بلد معاناة و لعنات أبدية !..

أفغانستان.. فيا لها من بلد معاناة و لعنات أبدية !..

بقلم مهدي قاسم

كأنما عملية استيلاء رجال كهوف من ذوي سحنات عكرة و شرسة وقاسية متوحشة على السلطة وزمام الأمور في أفغانستان لم تكن كافية، وما رافقت ذلك بعد الانسحاب الأمريكي المستعجل والسريع ــ من موجات قتل و مجاعة وقحط وحرمان عانى منه ولا زال المجتمع الأفغاني ” المؤمن ” جدا والمتديّن جدا ، وكل نساءها و بناتها المحجبات حتى آخر رضيعة !!..
فلم تكن كافية أو مشفوعة برحمة ورأفة ..
نقول كأنما كل هذه المصائب و المحن والنوائب الفظيعة لم تكن كافية ، و إذا بالطبيعة ذات المزاج المتغير قد قررت هي الأخرى أن تضيف إلى كل تلك المصائب بهزة أرضية كبيرة و رهيبة مما نتج عنها انهيار عشرات إلاف بيوت و مقتل آلاف من جميع أعمار وسط خراب مريع و وضع صحي مفقود و فقر رهيب وحرمان شديد من ابسط مقومات الحياة الضرورية ..
فوجدت نفسي أقول هاتفا ــ مثل يوليوس قيصر في مسرحية شكسبير ــ كأنما الخاطب الطبيعة الجبارة و العظيمة و قوانينها المنفلتة على هواها ومزاجها الخاصين جمالا و بشاعة على حد سواء ، و التي لا تميز بين مؤمن و متدين و بين علماني أو غير ديني وجدتُ نفسي أصيح أسفا و أسى :
ــ ( “حتى أنت يا بروتوس” يا أمنا الطبيعة الطيبة و الخشنة في آن !..
فعلا …………………………………………………………………………………….
كيف يمكن للمصير العنيد ، أو القدر المشاكس أن يكون قاسيا مع بعض الشعوب إلى هذه الدرجة غير المعقولة ولا المنطقية ، وعلى طول الخط دوما ، كمصير الشعب الأفغاني مثلا * ؟! ..
مع أنه يشبه مصير الشعب العراقي المزري في أوجه كثيرة ,

……………………………..
*من يقرأ روايات الكاتب الأفغاني خالد حسيني ( مثل رواية عداء الطائرة الورقية ، ألف شمس ساطعة ، صلاة البحر ، أنا قرأت بعضها باللغة الهنغارية المترجمة أيضا ) فسوف لن يستغرب من هذا المصير المفجع واللعين الذي أخذ بخناق الشعب الافغاني حتى هذه اللحظة ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here