حسين الهنداوي : الانتخابات الأخيرة أدخلت القوى السياسية في دوامة.. ولا بد من التغيير

حسين الهنداوي لرووداو: الانتخابات الأخيرة أدخلت القوى السياسية في دوامة.. ولا بد من التغيير

معد فياض

أكد حسين الهنداوي، المستشار السابق لرئيس الوزراء العراقي لشؤون الانتخابات، أن “نتائج الانتخابات المبكرة، التي جرت في العاشر من تشرين الأول 2021، أدخلت “القوى السياسية الحالية بدوامة من الصعب الخروج منها”.

وقال الهنداوي لشبكة رووداو الاعلامية اليوم السبت، 25 حزيران 2022: “من وجهة نظر شخصية، فإن النتائج التي تمخضت عنها الانتخابات المبكرة التي جرت العام الماضي لم يكن متوقعاً منها أن تحدث نقلة كبيرة نحو التغيير، لكن نتائجها، من الناحية العملية، بالتأكيد أحدثت خلخلة وأدخلت جميع الكتل والتحالفات السياسية في دوامة لن تنتهي حتى الانتخابات القادمة”، مشيراً الى ان “الحل اليوم ليس بإجراء انتخابات مبكرة، وأقرب وقت يمكن أن تجري فيه الانتخابات القادمة، أو المبكرة هو عامان على أقل تقدير، وقيس الخزعلي يقول لن نعتمد في المستقبل على البطاقة البايومترية وأجهزتها بل يريد العودة إلى الفرز اليدوي حتى يكون باب تزوير النتائج مفتوحاً على مصراعيه، كما أن مفوضية الانتخابات غير متحمسة لقانون انتخابات جديد”.

وأضاف الهنداوي أن “الانتخابات السابقة أقلقت و(خربت) العملية السياسية التي كانت سائدة في العراق وجاءت على العكس من توقعات الأحزاب السياسية”، منبهاً الى أن “هذه بعض تداعيات انسحاب التيار الصدري من مجلس النواب والعملية السياسية، كما أنه لا يمكن الاعتماد على ما يسمى بالمستقلين كونهم مخترقين من قبل الأحزاب السياسية الأخرى وهم بالتالي ليس مستقلين تماماً أو بالمعنى الحقيقي”.

وأشار حسين الهنداوي، المستشار السابق لرئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي لشؤون الانتخابات، الى أن “ما يجري اليوم في العراق هو مرحلة انتقالية مهمة، وهذا يحدث في تاريخ الشعوب، حيث لا يتم التغيير بطريقة مثالية، بل لا بد من المرور بمرحلة مربكة تقود الى التغيير”. وقال: “هناك احتقان ورفض شعبي لما يجري في العراق لكن للأسف ليس هناك قيادات أو برامج واضحة لتنفيذ خطط وطنية تؤدي الى التغيير”.

وعن الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في تشرين الاول 2019، وتأثيراتها، أوضح الهنداوي قائلاً: “التشرينيون لم يكونوا واقعيين بطروحاتهم، وتعددت قياداتهم، وانشقوا فيما بينهم، كما أنهم كانوا مخترقين من قبل التيار الصدري، وفي الواقع ان التيار الصدري لم يكن هو من أشعل احتجاجات تشرين أو قادها بل على العكس من ذلك، التيار الصدري استفاد من الاحتجاجات واخترقها”، مشيراً الى ان “ساحات تشرين كانت ملغومة بالتناقضات، وأنا التقيت بمجاميع منهم وحاورتهم، ووجدتهم بلا برنامج سياسي ووطني واضح أو متفقين حوله وهذا ما شتت احتجاجاتهم ولم يوجدوا البدائل أو البديل عن الطبقة السياسية الحالية”.

وأضاف الهنداوي قائلا: “بلا شك ان الطبقة السياسية الحالية، وهي ذاتها التي تحكم منذ 2003، فشلت تماماً، واليوم تحاول إعادة الامور الى ما كانت عليه، أو في الأقل الى ما قبل انتخابات 2010، أو 2014، حيث كانت هناك اتفاقات فيما بين الأحزاب السياسية أو دعم غربي لها، لكننا اليوم نشاهد تمزق هذه التحالفات وان القوى الدولية، الأميركية خاصة، لا تلعب الدور السابق لدعم العملية السياسية في العراق وليس هناك من بديل لها”.

وقال: “ان نتائج الانتخابات الاخيرة أفرزت اصطفافات كوردية وسنية  وشيعية، وأكثرها تعقيداً هي الشيعية، وفي تصوري ان ما يمر به العراق اليوم من اوضاع سياسية يأتي لصالح الشعب العراقي وهذه بداية التغيير، إذ بدون هذه الأزمة السياسية ليس هناك أمل بالتغيير”، مضيفاً ان “التيار الصدري حاول العودة الى الواجهة برؤية قديمة وبنفس النواب والقياديين إذ لم نجد بينهم وجوهاً قيادية جديدة، والرهان على خروج أنصار التيار الصدري الى الشارع لن يأتي بنتائج متوقعة، وحتى الطرف الشيعي الآخر، الاطار التنسيقي، هو ليس بديلاً عن التيار الصدري أو عن الشيعة، فهو يضم قوى مستهلكة ومرفوضة شعبياً.. والمشكلة غياب الخطاب أو البرنامج الوطني الواضح الذي سيقود الاوضاع نحو التغيير”.

واختتم حسين الهنداوي حديثه قائلا: “ان واقع الحال، وبغياب البدائل والمشروع الوطني البديل، سيبقي الاوضاع على ما هي عليه، فيما يتعلق برئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، خاصة وان الاطار التنسيقي لم يتفق على مرشح لرئاسة الحكومة، كما أن الكورد غير متفقين على اختيار رئيس للجمهورية، وأتوقع ان الحكومة القادمة، إذا ما تشكلت ستكون متناقضة وضعيفة ولن تصمد طويلا”.

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here