دواعش في ضيافة سمير جعجع

عندما يرد ذكر القوات اللبنانية وقائدها سمير جعجع تتوارد إلى ذهن المتابع للشأن العربي واللبناني علاقتها باسرائيل منذ سبعينات القرن الماضي ومشاركتها في مجازر صبرا وشاتيلا عام 1982 و اغتيالها لأحد أشرف الرموزالسياسية اللبنانية وهو الرئيس رشيد كرامي و كذلك المذبحة التي ارتكبتها بحق نجل الرئيس سليمان فرنجية و عائلته ، فلا تخلو صفحة من تاريخها من جرائم قتل جماعية وفردية سواء بحق مخالفيها أو ممن يأمرها مشغلوها بالقيام بها ؛ بيد أن للقوات اللبنانية جانب مظلم لم تتكشف تفاصيله كعلاقاتها على سبيل المثال مع تنظيمات إرهابية جمعتها مع القوات قواسم سياسية مشتركة أملتها أوضاع اقليمية ودولية على غير انتظار أوتوقّع ، فبالأمس كشفت معلومات موثقة عن أن خلية من تنظيم القاعدة الذي يقوده من شرق سوريا الإرهابي ” أبو محمد الجولاني ” موجودة منذ سنوات أربع في بيروت الشرقية وفي منطقة ذوق مكايل تحديداً و تحظى برعاية و حماية القوات اللبنانية ، وتنشط هذه الخلية في مخيمات اللاجئين السوريين ما بين البقاع و الهرمل و طرابلس وبيروت الغربية وفي حين أن مهمتها تتعلق بالجانب المالي فإنها تعمل أيضا على تسهيل رفد ” أرض الجهاد ” في شرق سوريا بالمجندين الجدد سواء من بين اللاجئين السوريين أو لبنانيين أو أولئك القادمين إلى لبنان من الخارج .

ففي الجانب المالي تتولى الخلية جمع ما يتيسر لها من التبرعات في لبنان لصالح التنظيم لكن جوهر نشاطها كونها مركز مالي يستقبل التحويلات المالية لداعمي القاعدة في الخارج ومن ثم ترتيب نقلها إلى المركز في شرق سوريا ، وقد شرح أعضاء الخلية للمتصلين بهم أن قيادتهم ارتأت إنشاء مركز مالي في بيروت ليكون موقعاً احتياطياً فيما لو جدّت متغيرات فرضت إغلاق مركزها المالي الرئيس في اسطنبول ، ولما سئلوا عن التكييف الشرعي لعلاقتهم مع تنظيم كالقوات اللبنانية المتورطة بجرائم قتل لمئات من المسلمين و المسيحيين الأبرياء وقبولهم رعايتها لهم كان الرد أن العداء المصيري المشترك بينهما للنظام السوري يبرر تلك العلاقة وأن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلّم قد هادن المشركين وجاور اليهود في يثرب !! ويقود خلية القاعدة هذه في شرق بيروت رجل سوري يتحدر من مدينة حلب اسمه “مازن عبد الغني صبحي بنّي ” بدأ حياته العملية كرجل صناعي يتنقل ما بين سوريا والسعودية والأردن ، وعقب اندلاع الأحداث في سوريا عام 2011 تورط بعلاقة مصلحية مع تنظيم القاعدة ولكن أمره انكشف عام 2016 لأجهزة الأمن السورية التي اعتقلته بيد أنه استطاع الفرار بطريقة غير معروفة ليستقر في لبنان بأمر من” الجولاني” ، والمثير أنه ينشط علانية في أوساط اللاجئين والمقيمين السوريين في لبنان مبدياً استعداده لحل مشاكلهم سواء من خلال اللقاءات المباشرة أو بالاتصال به على رقمه الخاص 0096176724606

وبلا شك فإن هذه المعلومة – وهي مؤكدة وموثقة – تستدعي إلى الذهن الدعم العسكري و اللوجستي الذي يقدمه الجيش الأميركي لفصائل الإرهاب في مدينة الرقة بشرق سوريا وفي محيط قاعدة التنف و البادية

العراقية ، وكذلك الدعم الصحي و العسكري الذي كانت تقدمه اسرائيل لفصائل الإرهاب في جنوب سوريا قبل سيطرة الجيش السوري عليه ، كما أنها تحسم الجدل حول حقيقة ارتباط تنظيم القاعدة و شقيقاته الإرهابية والجهة التي تديرهم ، فتواجد خلية القاعدة في بيروت وبحماية قوات جعجع العريق بعمالته للدوائر الأميركية و الإسرائيلية تؤكد بما لا يقبل الجدل أن جميع هذه تنظيمات الإرهابية إنما هي صناعة أميركية – بريطانية استعارتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لتنفيذ مخططات بعيدة المدى تخدم العدو الإسرائيلي وقبله أهداف الغرب في تفتيت الأمة العربية وتحويلها إلى معازل تتقاتل فيما بينها تاركة اقليمها الممتد من المحيط إلى الخليج لسيادة الثلاثي الإسرائيلي – الإيراني – التركي .

علي الحسن

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here