تأسيس الأندية الرياضية و أشياء أخرى

تأسيس الأندية الرياضية و أشياء أخرى

احمد العلوجي

و أنا أتصفح موقع فيس بوك بين فترة وأخرى قرأت خبراً و شاهدت صوراً عن تجوال لجان الوزارة في عدد من المحافظات للكشف عن واقع حال الأندية الرياضية ، مع علمنا إن هذه الزيارات المتكررة على مدى عقدين من الزمن لم تغير من الواقع البائس شيئاً ، و لم توقف على أقل تقدير إستشراء الأندية الوهمية و إنتشارها المرعب في بقاع العراق من شماله الى جنوبه من دون توزيع جغرافي أفقي كان أو عمودي و من دون دراسة جدوى و حصيلة إنتاجية ، في ظل يقيننا و إدراكنا إن الكثير مما يسمى أندية مسجاة رسمياً في دائرة التربية البدنية و الرياضة بالوزارة عبارة عن دكاكين و بسطات للتربح و الإستغلال و النفوذ و الوصول إلى غايات شخصية و الحصول على المنحة المالية كذبا و زوراً بمباركة الحكومة.

في الموصل أكثر من 80 نادياً و في كركوك 70 نادياً و البصرة 50 نادياً و في النجف 20 نادياً و هكذا ،، وصولاً الى أكثر من 600 نادياً منتشراً بصورة فوضوية فاضحة في عموم محافظات البلد ! ، تفتقر لمعايير حقيقية تحدد مدى أهليتها عمرانياً و إدارياً و فنياً وتنفيذها البرامج و الأنشطة الرياضية ، و قابليتها على إستيعاب الرياضيين و قدرتها على صناعة البطل ، و تشكيل الفرق الرياضية و قدرتها على الصمود و المواصلة و التطور في البناء و الإستثمار ، بلا مجاملات و واسطات و علاقات جانبية ، و مصالح متبادلة أجازت للمَحال و الأكشاك أن تسمى أندية و بإجازة تأسيس رسمية و منح مالية لهذه المؤسسات الوهمية و التي الكثير منها عبارة عن ( ورق مخاطبات و ختم ) في حقيبة رئيس النادي ، و في أحيانٍ أخرى يجلبها بـ (كيس ) نايلون عند إكمال إجراءات إستلام المنحة المالية بداية كل شهر !.

من الذي يجرؤ على فرز الصالح القليل من الطالح الكثير من الأندية الرياضية ؟، من يمتلك الشجاعة على غربلتها ، و إبقاء النظيف و الحقيقي منها و رمي الوهمي في مزبلة التأريخ ، بعد أن باتت ظاهرة سلبية للمتاجرة و التربح و الاستغلال ، ربما ستبقى مجرد تساؤلات و أضغاث أحلام و مرض إستشرى و إستفحل و باتت له جذور عميقة في الرياضة العراقية ، لن يقوى أحداً على قلعها ما دامت المصالح حاضرة و النوايا مهتزة و ترتجف عند المغريات ، لن أكتب أكثر و هذه حقيقة واضحة و مترسخة في أذهان الرياضيين و الصحافة و الإعلام و كل متتبع للشأن الرياضي و واقعه المرير .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close