يا أرض أجدادي

يا أرض أجدادي / زيد الطهراوي

لو كل أرض سمَّمَت سكينها
بشراسة و رمت بها قلبي الحزين

ما كنت أجني ما جنيت مسوَّراً
بالجرح فواراً و ينضح بالأنين

و ضربت قلبك حين أرهقني الوريد
و غاص بي وجع كجدران السجين

ما كنت ذا وعي فأنت حديقتي
و لجثتي قبر كمهد الياسمين

فوق التحمل ما رأيت فجددي
عهدي و جودي باحتفاءات الحنين

لمي جذوعي قبل أن تغدو على
سمر الدجى حطباً لدفء المترفين

و لقد علمت بأن جوفك طاهر
لم يختزن جور العداوات السخين

و مسحت وجهك يا نقية كي أراك
و أنفض الذكرى و أهوال السنين

سفكوا عليك الأبرياء و خلفوا
أحبابهم غرقى بدمع مستكين

جرحوا المحبة و التسامح عنوة
فتعاضدوا كي يقطعوا الحبل المتين

ماذا يضرك لو جموع شتاتهم
عشقوا الضياع و مهدوا للهالكين

أنت الجميلة و الفؤاد مذهَّب
بحنانك الأزلي يؤوي كالسفين

يا أرض أجدادي أتيتك مصغياً
كالشمس أنت على اليتامى تشرقين

أنت النهاية حين يسكت نبضنا
و لأنت أحضان ألانت للجنين

غادرت قلبك ثم جئت منادياً :
سيريق قلبي حزنه لو تصفحين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close