إشتداد أزمة ألإقتصاد ألعالمي وإحتمالية الحسم ألعسكري

إشتداد أزمة ألإقتصاد ألعالمي وإحتمالية الحسم ألعسكري ِ

د . عبد علي عوض

لقد كان وضع ألإقتصاد العالمي أشبه بألمرجل البخاري لا أحد يُدرك بحالة الغليان داخله، لكن حينما رُفِعَ الغطاء بسبب زحف القوات الروسية على ألأراضي ألأوكراينية/ وهي محقة بذلك/ نتيجةً لمخططات حلف الناتو لمحاصرة روسيا ونتيجةً للعقوبات ألإقتصادية ألتي فرضها الغرب مع أمريكا وألتي إنعكست سلباً على دول ألإتحاد ألأوربي … والموضوع لا يقتصر على إحتلال الجيش الروسي لبعض أراضي أوكرانيا بهدف القضاء على النظام النازي الجديد القائم في كييف، إنّما أرادت روسيا أنْ تخلّص العالم من هيمنة القطب الواحد – الولايات المتحدة ألأمريكية على العالم وفرض نظام إقتصادي عالمي جديد متعدد ألأقطاب يُنصِف شعوب البلدان النامية والفقيرة لغرض تحررها وإستطاعتها لإستثمار ثرواتها الطبيعية لتحقيق التنمية الشاملة… وإنقلب السحر على الساحر، إذ أصبحت أوربا تعاني من تسارع وتائر التضخم بإرتفاع أسعار المحروقات وأزمة خانقة في مجال تأمين المواد الغذائية وفي مقدمتها الحبوب والذرة الصفراء والبيضاء وغيرها بحيث ضربَت تلك ألأزمة مفاصل ألإقتصاد ألأمريكي وأدّت إلى فقدان حليب ألإطفال في ألأسواق ونخرَتْ جيوب الفقراء والمستفيدون هم تجار ألأزمات… إنّ الحرب الدائرة في أوكرانيا لم تكن هي المتسببة بأزمة ألإقتصاد العالمي بَل كانت سبباً بتسارعها بحيث صارت أمريكا وأوربا تواجهان خطر التضخم! ألذي سيؤدي إلى ركود إقتصادي لفترة طويلة وألذي يعني إرتفاع أسعار المواد لشحتها في ألأسواق وعدم إمكانية الدول لتسديد ديونها وإنهيار البورصات وإنخفاض القوة الشرائية للعملات وتدهور الوضع المالي للمصارف.

في الظروف الراهنة بلغت نسبة التضخم في اوربا 7,9% وفي أمريكا 8,6% ، ولمجابهة ذلك التضخم توجد طريقتان : ألأولى – رفع سعر الفائدة ألذي سيؤدي إلى عزوف الشركات عن أخذ القروض ، وألثانية – طباعة كميات كبيرة من الدولار الورقي لتسديد ألإلتزامات المالية الواجب تسديدها وهذه الخطوة سترفع التضخم إلى 186% !!! تلك النسبة ستنعكس على القيمة الفعلية للدولار وألذي سيصبح بلا قدرة شرائية تقريباً! وبألتالي تنتهي هيمنة الدولار على ألإقتصاد العالمي. وفي ألآونة ألأخيرة صارت بعض الدول تفكر بشراء سندات خزينة لدى البنك الوطني الصيني بقصد ألإفلات من سطوة البنك الفدرالي ألأمريكي.

لربما بسبب التنسيق العالي بين روسيا والصين في المجال ألإقتصادي ستضطر أمريكا بإستخدام القوة العسكرية مع الصين حول مشكلة تايوان وستجر الدول السائرة في فلكها – اليابان وكوريا الجنوبية للإشتراك بتلك الحرب.

إنّ دول حلف الناتو ( أمريكا وبريطانيا وفرنسا) تمتلك 250 رأساً نووياً في أوربا وهذا المؤشر يُنذر بوقوع حرب عالمية ثالثة لكنها نووية محدودة.

جميع المؤشرات الميدانية تؤكد على خروج روسيا من الحرب في اوكرانيا منتصرة وبألتالي ستفرض شروطها ومن المحتمل ستؤسس لعقد محكمة نورنبيرغ ثانية لمحاكمة أقطاب النازية الجديدة في أوكرانيا وستُجبِر الدول الصناعية السبعة بإلغاء إتفاقية – بريتون وودز أو إجراء تعديلات جوهرية عليها لضمان إنعتاق الشعوب من هيمنة ألإستعمار ألإقتصادي العالمي .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here