ابواب الشهرة لاتغلقها صغار التفوس

ابواب الشهرة لاتغلقها صغار التفوس
أ.د عبودي جواد حسن
مهما حاول اعداء النجاح حجب بزوغ الشمس بغربال ومهما حاول صغار النفوس قتل الحياة لابد ان يتمكن الانسان من الوصول الى مناه رغم الصعاب . هكذا عرفنا والفنا عالمنا الذي نعيش فيه. الزهور تبدأ بالتفتح بصعوبة عادة في اوقات الشدة حينها ينقسم الناس الى مناصرين ومناهضين ولكن الغلبة لمن يثبت الجدارة هكذا هي الحياة.
كثير من المشاهير حاولت المحسوبية والمنسبوبية وقصر النظر والاهمال تغيبهم عن عالم الشهرة بالرغم من عدم نية هؤلاء الذين اصبحوا مشاهير فيما بعد عدم نيتهم الشهرة ولكنهم حققوا ذلك بحرصهم على الاهتمام والاندماج بما اختصوا به وعلق في اذهانهم . وبالمقابل حاولت هذه الفئة من الفاشلين تصعيد قلة من الانفار الى عالم الشهرة بسبل ملتوية ناهيك عن المحسوبية والمنسوبية ورد الافضال.
والفطاحل في الميادين مهما حاولت قوى الشر والاهمال منعهم من البزوخ في عالم الشهرة والتربع على عروش عالم الانجاز العظيم باءت جهودهم بالفشل وخابت امالهم او ادركوا مدى قصر نظرهم واخطائهم. ان سر نجاح المشاهير هو العزيمة والاصرار على مواصلة الجهود رغم الشعور بالمعوقات او قد يكون سر نجاحهم وجود عوامل خارجية مساعدة تحفز على المواصلة والكفاح من اجل نيل المقصود.
هذه والدة مخترع الكهرباء العظيم توماس اديسون تحجب تقرير جدا محبط من مدرسته يظهر مدى عجزه وعدم قدرته على مواكبة متطلبات الحياة في بدايتها ويصفه التقرير بابشع واقبح الصور وبالغباء ولكن بشكل مؤدب كما هو المعهود في الغرب. الام لا تبلغ الطالب المبتدىء بمحتويات التقرير الاصلية وتبلغه بامور غير ذلك امور غير محبطة. واستمر اديسون في مواصلة مجهودات الى ان بلغ ذروة الشهرة وبفضل مجهوداته ومساعدة الام في ذلك. هنا تعاطف الام مع الابن منح اديسون طاقة ايجابية جعلته يحطم المعوقات.
الدرس المستخلص من ذلك هو عدم الاستهانة بمقدرات الشخص وتجنب الاعتماد فقط على مايراه الاخرون ومواصلة التجريب الى حين الوصول الى نتيجة نهائية واعطاء الحرية للفرد وعدم جعله يشعر بالاحباط.
وهذا بيل كيتس الذي برع في مجال الحاسوب الذي سطع نجمه بالرغم من تركه مقاعد الدراسة الجامعية وانصباب اهتماماته على الاليكترونيات والحاسوبيات ومساهمته في تاسيس شركة مايكروسوفت العملاقة. وكانت لديه رؤية تستند على شيوع استعمال الحاسوب بشكل لافت وعدم الاستغناء عنه بحيث اصبح الحاسوب ضرورة من ضرورات المكاتب في العمل بعد وقت وجيز من بدايته. كما كانت لديه رسالة تستند على خدمة مجتمعه ومواكبة التطور. وفي ذلك لم تعيقه المحبطات بل واصل جهوده الى ان حقق مراده. هنا نرى ضرورة وجود الرسالة و الرؤية الواقعية لا الخيالية لتحقيق النجاح اللافت.
واثناء عملي في التدريس الجامعي لمدة 41 سنة صادفتني شواهد كثيرة من هذا القبيل. كنت ادرس المهارات اللغوية والترجمة في المغرب وكان من بين الطلبة طالب من جزر القمر يجيد اللغة العربية وجاء الى المغرب وكان طالب متوسط المستوى او دونه ولكنه واصل الدراسة بعزيمة واصرار وبذل جهود استثنائية وكان دبلوماسيا في علاقاته مع الطلبة والاساتذة ومؤدبا وحسن الخلق مسلما ملتزما وذا ملامح افريقية. وكنت دائما وكذلك الحال مع الاساتذة الاخرين نشجعه ونحفزه على الدراسة والجد في العمل. وفي احد الايام واسمع عنه في الاعلام انه تدرج في مناصبه القيادية في بلاده وخارجها واصبح رجل ذا شأن كبيرجدا. هنا الجد وقوة الارادة والاصرار وطيب الخلق هي التي تعبد الطريق الى النجاح اللافت.كلها هبات من الخالق لعبده لايستطيع مخلوق الوقوف في طريقها.
وختاما ما اردت قوله هو انك لاتسيطع ان تسد منافذ فيضان الشهرة مهما حاولت ولا تحجب اشعة الشمس بغربال ولا تمنع هطول امطارلحقول كي تزهر ولا تستطيع ان توقف زلازال مهما فعلت فلابد ان وتأخذ الامور مجراها . وليعلم المحبطون انهم لخاسرون في حلبة الزمن والكاسبون هم اصحاب الهمة والعزيمة والاصرار وان الله مع عبده ضد من يظلمه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here