مسؤول كردي لـ”نوفا”:  اتفاق السويد وفنلندا مع أردوغان “ضربة” للأكراد في أوروبا والدول الاسكندنافية

روما/ وكالة نوفا

اعتبر مدير مكتب الاستعلامات الكردي في إيطاليا يلماز أوركان أنّ قبول السويد وفنلندا لطلبات تركيا تسليم ممثلي حزب العمال الكردستاني المقيمين في الدول الاسكندنافية “يهدد المجتمعات الكردية”، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.

 وقال أوركان، عضو الجالية الكردية البارز في إيطاليا، في حوار مع وكالة نوفا، إنّ “الاتفاق الذي أبرمته ستوكهولم وهلسنكي مع أنقرة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) دون العراقيل التي يفرضها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ضربة موجعة للجالية الكردية في الدول الاسكندنافية وفي أوروبا، ويعرض أمنهم للخطر ويضر بشرعيته”، مضيفًا: “في حين أنّ تسليم الأفراد الأكراد إلى تركيا يمكن أنّ يشكل عقوبة لانتهاكات حقوق الإنسان في السجون التركية، فإنّ موادًا أخرى جزء من الاتفاقية تلحق الضرر بالحريات الأساسية للصحافة والنشاط السياسي الذي يكفله دستور السويد وفنلندا”.

 في الواقع ، كما يشير أوركان، “تنص إحدى مواد الاتفاقية على منع المجتمع الكردي من الدعاية لحزب العمال الكردستاني، دون إبداء أي توضيحات: قد يمثل ذلك ضربة قاسية، إن لم يكن حظرًا، على حرية الصحافة التي يمارسها الصحفيون والمثقفون الأكراد في الصحف القريبة من المجتمع، أو الحق في التظاهر والاحتجاج على قمع أنقرة وعملياتها العسكرية في كردستان التركية، وفي العراق وفي روج آفا (في سوريا)”.

 ووفقا لممثل الأكراد في الشتات بإيطاليا، ما يقلق الجالية الكردية في أوروبا هو المعنى الضمني للاتفاق الذي تم التوصل إليه في مدريد، فقد قال أوركان “إنها ليست جزءا من بنود الاتفاقية ولكن اختيار السويد وفنلندا، بموافقة الناتو، يبدو أنّه ضوء أخضر من الحلف الأطلسي نفسه لسياسة تركيا الخارجية العدوانية في الشرق الاوسط”، مشيرًا إلى أنّه “مع رفع الحظر عن الأسلحة السويدية والفنلندية المباعة في تركيا، يمكننا أنّ نرى نفس معدات الحرب المستخدمة ضد الأكراد في سوريا والعراق: خيانة لا معنى لها لأنّ أنقرة تدعم وتعبأ ميليشياتها الجهادية السورية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية. نفس الجهاديين الذين قتلوا 12 ألف قتيل لوحدات الحماية الشعبية والنساء، عندما قاموا بتحرير الرقة قبل سنوات واحتلت الأراضي السورية والعراقية بالأعلام السوداء”.

 وفيما يتعلق بطلب تسليم 33 كردي التي أرسلت تركيا اسمائهم إلى السويد وفنلندا، قال أوركان إنّ القائمة تعرض العديد من القضايا الحاسمة: “لا يقتصر الأمر على الأكراد المدرجين في القائمة الذين لا يمكن تسليمهم إلى تركيا كمواطنين غير أتراك – مثل حالة أمينة كقباوة، نائبة كردي إيراني في البرلمان السويدي- لكن هناك أيضًا أشخاص ماتوا بالفعل، مثل سراج الدين بلجين، كاتب ومفكر كردي، كنت أعرفه ومات منذ سنوات. ثم نحتاج إلى معرفة عدد الأكراد وأيهم سترغب هلسنكي وستوكهولم في تسليمهم”.

 ورأى أوركان أنّ “هذا يحدث لأنه تركيا تستخدم اتهام الإرهاب ودعم حزب العمال الكردستاني لأي معارض لأردوغان: الأكاديميين والصحفيين خارج أنشطة الحزب ولكن المعارضين للسياسات القمعية داخل وخارج تركيا أردوغان. في حين أدى الاتهام في تركيا بالتعاطف مع حزب العمال الكردستاني إلى اعتقال العديد من السياسيين من حزب الشعب الديمقراطي، وهو التشكيل الرئيسي لليسار والمعارضة التي تتعرض لهجوم دائم من قبل الدولة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here