كارثة صحية تواجه ذي قار: إصابات مستمرة بالكوليرا والحمى النزفية

ذي قار/ حسين العامل

تحدثت المؤسسات الصحية في ذي قار عن تسجل 6 حالات اصابة مؤكدة بالكوليرا وعدد آخر من حالات الاشتباه، وفيما اشارت الى 87 اصابة و20 حالة وفاة بالحمى النزفية، حذرت من تفاقم مخاطر الاصابة بالأمراض الانتقالية بسبب شح وتلوث المياه. وقال مدير قسم الصحة العامة في دائرة صحة ذي قار حسين رياض في حديث مع (المدى)، إن “المحافظة سجلت 6 حالات مؤكدة بالكوليرا وهي حاليا تخضع للعلاج”.

وأضاف رياض، ان “الاعلان الرسمي عن حالات الاصابة لا تتم الا بعد ورود النتائج المختبرية من المختبرات المركزية بوزارة الصحة في بغداد”.

وأشار، إلى أن “قسم الصحة العامة في دائرة صحة ذي قار لا يعلن عن عدد حالات الاصابة الا بعد التأكد منها عبر ارسال عينات من الحالات المرضية الى المختبرات المركزية في بغداد، ولا يعتمد فقط على نتائج الفحوصات في المختبرات المحلية”.

وبين رياض، أن “الفحوصات المحلية التي اجريت لأول حالتين مشتبه بهما اظهرت ان احداهما مؤكدة والاخرى ضعيفة، وعند ارسالها الى المختبرات المركزية تبين ان الاثنين اصابتهما مؤكدة”.

ونوه، إلى أن “هناك أربع حالات اشتباه تأكدت اصابتها وفق النتائج المحلية وجاءت نتائج الفحوصات المركزية مطابقة”.

ورأى رياض، أن “التسريبات الاعلامية عن عدد حالات الاصابة لا يمكن التعويل عليها ما لم تعلن رسميا بالاعتماد على نتائج الفحوصات المركزية”، محذرا من “مخاطر التهويل الاعلامي الذي لا يستند الى معطيات حقيقية”.

وأكد، أن “انتشار مرض الكوليرا سريع وليس من السهل السيطرة عليه كونه ينتقل عبر الماء الملوث والتلامس مع المريض والمخلفات الصحية ومياه المجاري”، مشددا على ضرورة “اتباع الارشادات الوقائية بصورة صحيحة”.

وكان رياض قد كشف في وقت سابق ارتفاع معدلات التلوث في مياه الشرب، مبينا ان 98 بالمئة من مجمعات الإسالة تضخ مياها غير صالحة للشرب وتتطلب إدامتها وتبديلها واستحداث مجمعات جديدة لتغطية التوسع السكاني.

من جانبه، قال مدير شعبة السيطرة على الأمراض الانتقالية في دائرة صحة ذي قار حيدر علي حنتوش إلى (المدى)، إن “المحافظة سجلت 87 حالة اصابة بفايروس الحمى النزفية و20 حالة، إضافة إلى تسجيل 6 حالات اصابة بالكوليرا وحالات اخرى مشتبه بها”.

ودعا حنتوش، إلى “اعتماد الاجراءات الوقائية لتجنب الاصابة بالكوليرا ولاسيما النظافة وتجنب تناول الخضروات او غسلها وتعقيمها بمحلول برمنغنات البوتاسيوم والابتعاد عن تناول الطعام من الباعة المتجولين أو الاطعمة المكشوفة”.

وحذر، من “مخاطر المياه الملوثة في شبكة مياه الشرب”، مؤكدا ان “أكثر من 90 بالمئة من الفحوصات المختبرية التي اجريت على مياه الشبكة اثبتت فشلها وهذا ما يفاقم مخاطر انتقال المرض”. ونصح المواطنين بـ “البحث عن مصدر آمن للمياه”.

وأورد حنتوش، أن “شحة المياه واحد من الاسباب الرئيسة في انتشار الامراض والاوبئة”، مبينا ان “مياه الانهار ملوثة بصورة كبيرة نتيجة رمي المياه الثقيلة ومخلفات الصرف الصحي ومياه المجاري فيها من دون معالجة”، مؤكدا ان “شحة المياه في الانهار فاقمت من مخاطر التلوث وارتفاع معدلات الملوحة”.

وكان مدير مركز شرطة حماية البيئة في محافظة ذي قار العميد رشيد عبيد، قد كشف مطلع العام الجاري عن تهديد يستهدف التنويع الاحيائي في نهر الفرات ناجم عن رمي مياه محطات الصرف الصحي دون معالجة في النهر المذكور ما يهدد التنويع الاحيائي، مؤكدا في تصريحات صحفية رفع أكثر من دعوى قضائية لمقاضاة الدوائر المعنية.

وكانت الحكومة المحلية في ذي قار قد اعلنت في وقت سابق عن تشكيل لجنة عليا لمتابعة مرض الحمى النزفية برئاسة معاون المحافظ عباس الخزاعي ودوائر البيطرة والزراعة والبلديات والصحة والبيئة وقيادة الشرطة وتخصيص ردهة عزل متكاملة للمرضى المصابين في مستشفى الحسين التعليمي، ودعت وزارة الزراعة لدعم جهود المحافظة في مكافحة حشرة القراد وذلك عبر توفير كميات كافية من مادة (الدلتا مثرين) الداخلة في مكافحة الحشرة، كون توفير واستيراد المواد الداخلة في مكافحة هذه الحشرة هو من الصلاحيات الحصرية بوزارة الزراعة ولا يحق للحكومات المحلية استيرادها.

وكانت ادارة المستشفى البيطري في ذي قار أعلنت منتصف الشهر الحالي عن انطلاق حملة وقائية كبرى لمكافحة حشرة القراد الطفيلي الناقل لمرض الحمى النزفية في 20 وحدة ادارية تابعة للمحافظة، فيما بينت ان الحملة المدعومة من منظمة الصليب الاحمر الدولي تشارك فيها 42 فرقة بيطرية وفرق اخرى ساندة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here