أحزمة بلا بطون!!

شد الأحزمة على البطون بدأت في دول العالم لمواجهة الآتيات من الويلات والتداعيات , وفي مقدمتها الإنهيارات الإقتصادية المتعاظمة , وأعاصير المجاعات والأوبئة الفتاكة , التي سيطلقها البشر وتبعثها أمنا الأرض التي تخلخل وضعها البيئي , وتأسدت كوامنها وإنطلقت من مرابضها.

فهل عندنا بطون نشد الأحزمة عليها؟

البطون العربية خاوية , فثروات الأمة في بنوك الآخرين , وأكثر دولها تعتمد على إستيراد طعامها , فالزراعة لا تكفي للإطعام , وكأن دولنا ستصبح مشردة تتلظى على شواطئ الآخرين.

فمن لا يطعم نفسه مُستعبد مهان!!

دول الأمة بدأت تتضور , وتتوسل الدول التي كانت تستورد منها القمح والزيوت وحتى الذرة , أن تعطف عليها وتمنحها قليلا من الطحين لتوفير الرغيف للمواطن الذي بدأت آفة الجوع تسعى إليه.

فدولنا في أحسن أحوالها تستطيع أن تسد نصف حاجتها من الطعام , فبعد أن كانت تصدر القمح والرز والحبوب الآخرى , صارت تستوردها مع تزايد عدد السكان.

والسبب يعود إلى الجهل الإقتصادي وغياب أنظمة الحكم الوطنية , والتخدير المروع بالدين , وعدم الإهتمام بالعلم ومناهجه وآلياته اللازمة للإنتاج والإنجاز الإبتكاري المعاصر , فلا توجد في دولنا مشاريع ذات قيمة إطعامية , ولا قدرات على التكامل الغذائي , فالأمن الغذائي للأمة مستباح , ومخترق , ويعتمد بالأساس على الآخرين الذين يمسكون بمصيرها.

فهل وجدتم مسؤولا يتكلم بجد ومثابرة عن الزراعة والصناعة وتوفير لقمة العيش للمواطنين , أم أنهم يخاطبون الناس بما يلهيهم ويؤرقهم ويقلقهم ويرعبهم , ويبلد عقولهم , ويؤجج مشاعرهم السلبية , وبهذه الوسائل يحكمون , وعندما تواجههم بالحقائق الدامغة , تجدهم يمتلكون أرشيفا لا ينضب من الأعذار المخادعة البلهاء.

فإلى أين المسير في ظلمة الدرب الطويل؟!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close