آه يا برجي الغامض و المجهول : كم امرأة كانت تواقة لمعرفتك ؟.. إهداء إلى أقراني من جماعة مواليد 1 ــ 7 ..

آه يا برجي الغامض و المجهول : كم امرأة كانت تواقة لمعرفتك ؟..

إهداء إلى أقراني من جماعة مواليد 1 ــ 7 ..

بقلم مهدي قاسم

من عادة فتيات و نساء أوروبيات أن يسألن الرجل ــ سواء مواطنا من أهل البلد أو أجنبيا مقيما ــ خاصة عندما تأخذ العلاقة طابع الصداقة القوية و أواصر العاطفة الحميمية ، فيسألّنه عن يوم ميلاده و أحيانا عن دقة دقيقة و ساعة مولده أيضا ..
فكنت أجيب بابتسامة رصينة و لكن بجدية حاسمة وقاطعة :
ــ في الواقع و صدقا .. لا .. أعرف بالضبط و تماما ..
وبلهجة استغراب و دهشة كان يأتيني السؤال الثاني والمشروع والمتوقع :
ــ وهذه الأرقام الموجودة في وثائقك الشخصية الثبوتية فما هي إذن ؟..
ــ أظن أنها مجرد تخمينات فحسب .. وخاصة يوم ميلادي أنا تحديدا ..
وكان جوابي المحبط والصريح هذا ، أقول كان كفيلا بخلق حالة من خيبة أمل و أسى عند الصديقة المتسائلة ، دون أن أعلم ــ حينذاك ــ لماذا مهم بالنسبة لهّن معرفة يوم مولدي بالضبط و تحديدا..
ففي شرقنا التعيس ما من أحد سألني ــلا امرأة و لا رجل ــ عن دقة ساعة و يوم مولدي .. لكون المسألة غير مثيرة للاهتمام أو الانتباه أصلا ..
و بعد مرور سنوات وضحت لي صديقة جديدة بعدما القت عليَّ نفس السؤال : أن معرفة يوم الميلاد يعني معرفة البرج الذي ولد تحته هذا الشخص أو ذاك .. ومن خلال ذلك يمكن معرفة سلوكه و صفاته وطبيعته .. فيما إذا كان رقيقا أو قاسيا .. لطيفا أو جلفا خشنا .. عصبي المزاج أو هادئا .. صبورا و طموحا أم كسولا غير مبال .. حنونا أو جافا باردا .. والخ ..
آنذاك فقط أدركت أهمية الهوية الواضحة لبرجي المجهول لبعض النساء ليكشفّن معالم ومظاهر شخصيتي الجوانية والخبيئة ..
إلا أن قمة الاستغراب قد تجسدت في سؤال لإحدى الموظفات في قسم المالية لاتحاد الصحفيين الهنغار عندما سألتني وهي تنظر إلى ورقة المعلومات الشخصية الثبوتية لي فسألتني باستغراب و فضول :
ــ اسفة لسؤالي: ولكن كيف يمكن أن كثيرا من العراقيين قد ولدوا بالضبط و تحديدا في يوم 1 ــ 7 ؟! ..
فأجبتها مازحا :
ـــ لأن معظم الآباء العراقيين يتفقون فيما بينهم لينجبوا أطفالا في هذا اليوم المبارك بالذات ..
فضحكت غير مصدقة مع نظرات استفهام و استدراك ..
فسألتها بدافع الفضول وحب الاستطلاع كيف انتبهت إلى هذه المسألة ، أي إلى مسألة مواليد1 ـ 7 .. فيما يخص العراقيين في هنغاريا ؟ ..
ـــ على مدى السنوات الماضية كان يأتينا صحفيون عراقيون في دورات صحفية تأهيلية ، فلاحظتُ أن أغلبهم من مواليد 1 ــ 7 ..
فأعقبتُ أنا أقولها بجدية في هذه المرة :
ـــ بالطبع أنا أمزح مع حضرتكِ !.. فثمة ظروف اجتماعية عديدة قد جعلت بعض الناس هناك ، و خاصة في المناطق الريفية والقرى البعيدة أن لا يعيروا أهمية لهذه المسألة ليعلنوا عند الجهات المختصة دقة يوم ميلاد أبنائهم ، ولا السلطات تحملت عناء الاهتمام لهذا الأمر ، فاكتفت السلطات المعنية بكتابة يوم الميلاد أما 1ــ 1 أو 1 ــ 7 ..
و أردفتُ مواصلا بنبرة طرافة وتندر
ـــ : أما أنا فكانت حصتي قد أصبحت ضمن مواليد 1ــ 7 .، وحتى الآن ..
فألقت عليّ نظرة أسف و أسى وكأنني من المساكين الذين تعرضوا لأكبر عملية غبن وإجحاف طوال حياتهم ..
ثم قالت فجأة معلقة بعدما تفرست في ملامحي قليلا :
ــ من خلال ترددك إلينا فأظن أنتم من برج الثور ــ حسب تصوري و خبرتي في الحياة !..
وجدت نفسي أسألها بفضول قوي :
ــ وما هي صفات برج الثور رجاء ؟..
ــ أوه .. فهذا يحتاج إلى وقت آخر و لتحليل شخصي لمدة أطول !…
ـــ أمل ذلك قريبا ..
و سواء من باب عجب أو مصادفة ، فقد قالت لي نساء أخريات معبرات عن اعتقادهّن ــ فيما بعد ــ بأنني ــ كاحتمال قوي جدا ــ من برج الثور ! ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here