“القاتل الصامت” يهدد نساء العراق ومختصون يحددون العلاج

“كانت أقسى لحظات حياتي والتي لا أنساها أبداً”، هكذا تصف زينب ذات الاربعين عاماً معاناتها مع سرطان الثدي الذي يعرف بـ”القاتل الصامت” لكون أعراضه لا تظهر بداية الإصابة به.

وتروي زينب التي تسكن كربلاء بداية اكتشاف إصابتها بالمرض وتقول، “اكتشفت إصابتي بسرطان الثدي عن طريق الصدفة، من خلال الفحص المنزلي، بداية شعرت بجسم غريب او كتلة صلبة داخل الثدي، تجاهلت الأمر بداية، لكن بعد فترة لاحظت أن الكتلة بدأت تنمو ويكبر حجمها، عندها ذهبت إلى الطبيب وأجرى لي الفحص وتبين أني مصابة بالسرطان”.

وتضيف، “لم استطع إخبار عائلتي بداية الأمر، فكنت خائفة وقلقة لكن أخبرني الطبيب أن اتأقلم مع وضعي الجديد، وهذا ما فعلته وأجريت بعدها عملية جراحية وأزلت الثدي، واخضع حاليا للمرحلة الأولى من العلاج الكيميائي، وانصح كل النساء بضرورة الانتباه إلى صحتهن واجراء فحص عند الشعور بأي حالة غريبة في أجسامهن، ليكون الكشف عن المرض مبكرا ويصبح علاجه ممكنا”.

ويحذر الأطباء من إهمال أية علامة غريبة او شعور مقلق يظهر على جسم الانسان، ويؤكدون على ضرورة مراجعة أقرب مركز صحي عند الشعور بأي ألم، لكن كيف يتم التعامل مع “الأمراض الصامتة” التي لا تعلن عن نفسها (عن طريق شكاوى وأعراض مزعجة)، الا بعد وقت متأخر، والأهم من ذلك كيف يمكن الوقاية منها؟.

تُعرف بعض الأمراض باسم “القتلة الصامتين” كونها قد تصيب الإنسان دون أعراض في المراحل الأولى، حتى تتمكن من الجسم وتصبح قاسية عليه.

ويعتبر سرطان الثدي من أكثر السرطانات شيوعا عند النساء، ففي الولايات المتحدة الاميركية تُصاب واحدة به من كل 8 نساء، أي بمعدل 12%.

ولسرطان الثدي علامات إنذار يمكن اكتشافه بها، لكن الاورام بصورة عامة (الخبيثة والحميدة) تشترك باعراض متشابهة، ومن يحددها الطبيب المختص، لذلك ليست كل العلامات تؤكد على أن المريضة مصابة بسرطان الثدي، وفق ما يقول مدير مركز أورام مستشفى الحسيني في كربلاء، الدكتور كرار الموسوي.

وعن العلامات المهمة لسرطان الثدي يوضح الموسوي قائلاً، “هي وجود كتلة في الثدي أو الابط، لذلك يُنصح بالفحص الذاتي للثدي مرة واحدة في الشهر، ومنها أيضا حدوث تغيرات في جلد الثدي أو افرازات تخرج من الحلمة (قد تكون إفرازات دموية) أو دخول الحلمة إلى الداخل، أو حدوث تخسفات في كتلة الثدي”.

وفيما يتعلق بالعوامل التي تزيد نسبة الإصابة بسرطان الثدي، ذكر الموسوي أنه “بتقدم العمر ترتفع نسبة الاصابة به، وعدم الرضاعة الطبيعية، وطول فترة الطمث، فمن تأتي عليها الدورة بعمر مبكر أو تنقطع عنها بعمر متأخر تكون أكثر عرضة للاصابة بسرطان الثدي، فضلا عن الوزن الزائد وتناول الكحول والتدخين وقلة النشاط الرياضي”.

ومن أفضل الطرق للوقاية من سرطان الثدي هو الكشف المبكر، بحسب ما أكده الموسوي، الذي قال إن “هناك برنامجا وطنيا للكشف المبكر، وننصح جميع النساء من عمر 40 سنة فصاعدا بمراجعة عيادات الكشف المبكر في المستشفيات حيث تتوفر كوادر نسائية تقوم بالفحص السريري للمراجعة وهناك اجهزة الماموجرام (أشعة الثدي)، وان الفحص المبكر يكون على الأقل مرة واحدة في السنة”.

وفي حالة مرضية أخرى تسرد أم سوسن (73 عاما) من محافظة النجف، قصتها المؤلمة مع ورم حميد اكتشفته صدفة عند مراجعتها لطبيبة لغرض معرفة سبب عدم تمكنها من الإنجاب، حيث تقول “كانت لدي مشكلة، وهي عدم الإنجاب، وعند مراجعتي للطبيبة اكتشفت أنني أعاني من “ورم حميد ليفي” في بداية جوف الرحم”.

وأضافت أم سوسن، “حينها شعرت أن احلامي انتهت، وقلت لنفسي ان زوجي سيرى امرأة أخرى ليتزوجها بسبب مرضي هذا، لكن الطبيبة أخبرتني أن هذا ليس له ضرر على الإنجاب، لكن يجب المراجعة بين فترة وأخرى لإجراء الفحوصات الخاصة بذلك”.

وانتشر مرض العقد الليفية (عبارة عن أورام حميدة تنشئ من عضلة الرحم) بكثرة مؤخرا، بحسب الاخصائية في أمراض النسائية والتوليد ريم خليل، التي أوضحت أن “أكثر الفئات العمرية التي تظهر عليهن هذه العقد، هن النساء اللاتي يكن في فترة الخصوبة، وعند انخفاض منسوب هرموني الاستروجين والبروجسترون تقل ظهور هذه العقد”.

ونصحت خليل، في تصريح النساء اللواتي في مرحلة الانجاب “القيام بالكشف الدوري بواسطة السونار، وفي حال شعور أي امرأة بعدم إنتظام الدورة الشهرية أو نزيف فيها او آلام في البطن وصعوبة في إفراغ المثانة، بإجراء سونار لكشف الحالة مبكرا”، مشيرة إلى أن العلاج يختلف حسب الحالة المرضية”.

كما من بين الأمراض الخطيرة هي أمراض الغدة الدرقية (المسؤولة عن تنظيمات عمليات الأيض في الجسم)، وتتعرض الغدة الدرقية لأمراض متنوعة لكن أكثرها شيوعا نوعان بحسب عضو فريق التوعية الصحية في وزارة الصحة الدكتور عمار حسين أحمد.

وقال أحمد إن “النوع الأول أمراض ارتفاع إفراز هرمون الغدة الدرقية أو زيادة نشاطها ويسمونها الغدة السامة، والنوع الثاني هي أمراض خمول الغدة الدرقية حيث يكون هناك انخفاض مستوى إفراز هرمون الغدة الدرقية”.

وعن النوع الأول (الغدة السامة)، بيّن أحمد أنها “من أكثر الأمراض التي تصيب الغدة الدرقية، حيث يزداد نشاط هرمون الغدة الدرقية وهذا يؤدي إلى ظهور عدة أعراض على الشخص المصاب منها ارتفاع معدل دقات القلب وزيادة في ضغط الدم وارتعاش في حركة اليدين وزيادة في التعرق وتساقط الشعر وعلامات اخرى لا تظهر على الشخص المصاب، حيث تكون هناك زيادة في شهية الأكل مع انخفاض الوزن، ويكون أكثر عصبية وعدم قدرة على التركيز وضعف عام وقلة نوم وعلامات على هشاشة في العظام”.

أما النوع الثاني (خمول الغدة الدرقية) فذكر أحمد أنه “يؤدي إلى انخفاض في مستوى إفراز هرمون الغدة الدرقية، وبالتالي يكون الشخص المصاب تظهر عليه علامات بسبب هذا الانخفاض، وعادة خمول الغدة الدرقية تصيب النساء أكثر من الرجال وخاصة لما بعد سن الثلاثين”.

وأوضح أحمد، أن “خمول الغدة الدرقية أسبابه متعددة، منها العمر وأمراض تصيب الغدة، وبشكل عام الأعراض التي تصيب الشخص المصاب بخمول الغدة الدرقية هي عادة تكون بزيادة وزن الشخص بالاضافة إلى ظهور علامات التعب والخمول ثم تظهر بعض الاعراض الاخرى مثل الشعور بالبرد والاكتئاب وضعف في العضلات، والشعور بالتعب على اقل جهد، وانخفاض في معدلات دقات القلب وارتفاع مستوى الكولسترول وألم وتشنج في العضلات وجفاف في الجلد وبعض المشاكل في الذاكرة وبالنسبة للنساء سيكون هناك تأثيرات هرمونية على جسم المرأة تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية”.

وأشار إلى أن “هذا المرض يمكن علاجه باعطاء أدوية خاصة تساعد على تنظيم الهرمونات لدى الشخص، وبالتالي يستعيد حالته الصحية كما كان قبل الاصابة بمرض خمول الغدة الدرقية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here