الصواريح الموجهة في طريقها إلى الشرق الأوسط

أحمد الخالد،

صحفي وكاتب سوري

خلال الشهر الماضي، بدأ الغرب في التعبير عن قلقه بشأن عدم وجود رقابة فعالة على الأسلحة التي تم إرسالها إلى أوكرانيا. ونشرت أكبر وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية تقارير عدة عن هذا الموضوع الذي قد سبب الجدل في صفوف رؤساء ومسؤولين البلدان المعينة. في وقت ذاته، أكدت الاستخبارات الأوكرانية وجود تهريب أنواع مختلفة من الأسلحة والذخائر.

حدثت الحالة الآخيرة في مصنع الطائرات في مدينة أوديسا ، حيث ألقت دائرة الأمن الأوكرانية القبض على موظفين المصنع الذين باعوا مكونات للمحركات بشكل غير قانوني. وصنّف الموظفون تلك الأجزاء على أنها غير مناسبة للاستخدام، ثم قاموا ببيعها في السوق السوداء. وقدر الجيش الأوكراني مبلغ الأجزاء التي تم الاستيلاء عليها بـ 340 ألف دولار أمريكي.

صور عملية الاعتقال التي نشرتها المصادر الرسمية لجهاز الأمن الأوكراني.

ونشرت صحيفة “أودا تي في” التركية تحليلاً تؤكد فيه بيع أنواع مختلفة من الأسلحة والذخائر عبر قنوات التهريب من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط.

ونقلت الصحيفة التركية عن موظفي الإنتربول وضابط العمليات الخاصة التركي السابق عبد الله عقار قولهم إن الأسلحة الغربية يمكن أن تقع في الأيدي الخطأ، وخاصة تنظيم الدولة الإرهابي والمجموعات المسلحة الكردية، مثل حزب العمال الكردستاني. علاوة على ذلك، ظهر على وسائل التواصل الاجتماعية مقطع فيديو مسرب صوره مهرب الأسلحة السوري من مدينة إدلب.وأكد فيه تهريب الأسلحة الحديثة من أوكرانيا إلى شمال سوريا قائلاً إنه نجح في بيع منظومات الصواريح المواجهة الغربية والأسلحة الأخرى حيث شارك في الصراع بجانب القوات الأكرانية.

في الوقت نفسه، ادعى رئيس قسم الإستراتيجية العسكرية في أكاديمية فيينا العسكرية، العقيد ماركوس ريسنر، أن جزءً من السلاح الذي يسلمه الدول الغربية إلى أوكرانيا تم تدميره من قبل المدفعية والغارات الجوية الروسية، قبل وصولها إلى الوحدات الأوكرانية. أما الجزء الآخر، تم تمديره خلال العمليات القتالية على جبهات القتال وتم قبضه من قبل القوات المسلحة الروسية وكتائب موالية لما تسمى جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك. وحذر عدد من وكالات الأنباء الأمريكية في مارس / آذار الغرب من “فقدان” المساعدات العسكرية المقدمة في سوق الظل.

وشدد خبراء أجانب أن جهود الدول الغربية لتزويد أوكرانيا بالكميات الهائلة من الأسلحة الحديثة لا تسفر عن النتائج المرجوة. المشكلة بأن القوات الأوكرانية تفتقر إلى التدريب الكافي على استخدام الأسلحة المتطورة. في سياق متصل، حذر محللون من سرقة الأسلحة هذه وتسريبها الى السوق السوداء.

على الرغم من خطر وقوع هذه الأسلحة في أيدي المجرمين يواصل الغرب ضخ الأسلحة المختلفة إلى أوكرانيا وذلك بدون تأمين الرقابة الفعالة عليها مقدماً.

أعلن متحدث بإسم البنتاغون جون كيربي عن نية الحكومة الأمريكية لامداد القوات المسلحة الأوكرانية بأسلحة أكثر متطورة وفتاكة. مع الأخذ في الاعتبار جميع المشاكل والصعوبات المذكورة أعلاه لا يزال غموض إذا كان نفع هذا القرار أكثر من ضرره.

فقدان الرقابة على توريدات للأسلحة يمكن أن يخلق تهديدات جديدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث توجد الفصائل المسلحة المحلية والمجموعات المتطرفة التي تحتاج إلى الأسلحة القوية وخاصة منظومات الصواريخ المتحركة المضادة للدبابات والطائرات. على سبيل المثال، يمكننا أن نرا استخدام الصواريخ الموجهة الغربية ضد الجيش التركي ما يعني سلاح النيتو سيضرب أفراد النيتو. حدثت نفس التطورات في أفغانستان بفضل سوء التقدير السياسي للسلطات الأمريكية.

على خلفية الحرب في أوكرانيا، تشهد كل من الولايات المتحدة وأوروبا مظاهرات شعبية متزايدة، حيث يعبر الناس عن عدم رضاهم عن سياسة حكوماتهم. ولكن إذا اصطدمت الدول الأوروبية والولايات المتحدة بالمشاكل الداخلية، فستكون منطقة الشرق الأوسط مليئة بألأسلحة وستتخذ الجماعات المتطرفة الفرصة لتقوية مواقعها وزيادة عدد الهجمات الإرهابية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here