معامل ديالى تتحول لـ «خردة حديد» وآلاف الأسر تفقد مصدر رزقها

يشعر ياسر الياسري، وهو مسن، بالحسرة وهو يقف أمام ما تبقى من معمل أسرته في أطراف المجمع الصناعي قرب ناحية بني سعد أقصى جنوب غربي ديالى بعدما تحول الى خردة حديد نتيجة توقفه عن العمل لأكثر من 17 سنة متتالية.

وقال الياسري في حديث خاص لـ (المدى)، «تم إنشاء المعمل من قبل والدي قبل 65 سنة، وكان ينتج 4 مواد مهمة للأسواق العراقية»، مؤكدا ان «كل شيء انتهى والمعمل آيل للسقوط، رغم انه كان مصدر رزق أكثر من 200 أسرة لأكثر من نصف قرن».

وأضاف الياسري، ان «95‌% من معامل المنطقة الصناعية في بني سعد، والتي تضم أكثر من 300 معمل وورشة صناعية توقف العمل بها، وباتت مهجورة في مشهد آخر لقتل الصناعة الوطنية».

من جهتها أقرت نورس العيسى وهي نائب في البرلمان بأن «90‌% من المعامل في ديالى تحولت الى خردة بعد 2003 في منظر مؤلم لأوضاع الصناعة الوطنية».

وأضافت، ان «اجندة اقليمية وأخرى دولية كانت وراء إنهاء ملف المعامل في العراق لتحويله الى سوق استهلاكية تستورد كل شيء لذا فان أية محاولات باتجاه إحياء الصناعة الوطنية تجد معرقلات كبيرة تقف أمامها».

وأشارت الى ان «آلاف الأسر في ديالى فقدت فرص العمل بسبب توقف مئات المعامل والورش الصناعية على مدار 19 سنة متواصلة».

أما الخبير الاقتصادي رياض الكروي، فقد أشار الى ان «من 65-70 ألف فرصة عمل ضاعت بتوقف المعامل والورش في ديالى بعد 2003 «، لافتا الى ان «المدينة الصناعية في بني سعد وهي الأضخم على مستوى ديالى خير شاهد على النهاية المأساوية لواقع الصناعة الوطنية».

وأضاف الكروي، ان «5 أسباب رئيسة وراء انهيار الصناعة في ديالى هي إهمال الدولة وإغراق الأسواق بالبضائع المستوردة وغياب قانون حماية المنتوج الوطني بالإضافة الى وجود اجندة كانت تحاول إسقاط ملف الصناعة وجعل العراق بيئة استهلاكية لدول الجوار».

وأشار الى انه «لا يمكن بناء دولة تستورد كل شي، رغم أنها من أغنى دول العالم باحتياطات الطاقة والثروات الطبيعية»، مبينا ان «تنويع مصادر الدخل من خلال إحياء الصناعة ضرورة في الأمن القومي للبلاد».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here