بعدما تعبوا من قتل بعضهم بعضا فها هم يقتلون كلابا أيضا ! .

بقلم مهدي قاسم
لقد سبق للقواعد و الدواعش ” السنة ” أن قتلوا ألافا من الشيعة ..و كذلك الأمر بالنسبة للمليشيات “الشيعية ” التي قتلت آلافا من ” أهل السنة ” .. هذا دون أن نضيف عمليات قتل المسيحيين و الأيزيديين بشكل جماعي و التي جرت على أيدي السفاحين الدواعش ..
أما الآن ……
وبعدما تعبوا من عمليات قتل بعضهم بعضا لأسباب دينية و طائفية و عرقية ، فها هم أخذوا يوجّهون فوهات بنادقهم ضد كلاب ضالة في الشوارع والطرقات والساحات، لقتلها بدم بارد ، بذريعة تكاثرها ووجودها الذي بات يشكّل خطرا على السلامة العامة ..
قد تكون هذه الذريعة صحيحة نسبيا ..
ولكن المشكلة يجب أن لا تُحل أو تُعالج بهذه الصورة الوحشية ..
حينما تتوفر نوايا جدية وحقيقية ، مع وجود شيء من رحمة و رأفة إزاء الحيوان ، فيمكن حل هذه المشكلة بأسهل ما يكون من طرق متوفرة ، و ذلك من خلال تشييّد أماكن وتجمعات مأوى لهذه الكلاب و غيرها من حيوانات اخرى ، ولا سيما من قبل الدولة و بتعاون مع جمعيات حماية الحيوان ــ إذا وجُدوا أصلا ــ ثم تجري عملية تجميعها هناك ،أي في مكان مسوّر بسياج عال ، بحيث لا يمكنها الخروج أو الهروب من هناك ، ولا التواجد في الساحات و الشوارع و الطرقات ..
مثلما يفعلون ذلك في بلدان و مجتمعات متحضرة ومتمدنة التي تحترم قيمة و حرمة الحياة للحيوان ، طبعا ، ناهيك عن قمة حياة الإنسان ..
ومع معرفتنا الجيدة لكراهية البعض للكلاب لأسباب عقائدية ، فلابد من إلفات نظر هؤلاء البعض إلى خصال و صفات جيدة و حميدة للكلاب التي يفتقرها إليها بعض من بشر .. منها :
ــ مثلما معروف .. إن الكلب صديق وفي وأمين للإنسان منذ الأزل ..
ــ حارس مخلص لممتلكات صاحبه يدافع عنه و عن ممتلكاته دفاعا مستميتا ..
ــ عين ذكية وبارعة و مرشدة لفاقدي الصبر في مجمل حياتهم اليومية حركة ونشاطا وحياة سهلة و طبيعية ..
ــ أصبح الكلب المدرّب وسيلة مفيدة في البحث و التنقيب عن الأشخاص المطمورين تحت الأنقاض من جراء هزات أرضية و يساعد لجان التفتيش في كشف وجود المطمورين و من ثم إنقاذ حياتهم من موت محتوم وفظيع ..
ــ يساعد الكلب المدرّب رجال الجمارك والحدود في كشف المخدرات وإحباط عمليات تهريبها إلى داخل البلدان ، بذلك تكون قد ساهمت في إنقاذ الشبيبة من وباء المخدرات ..
ــ له دور فعّال في كشف عن ألغام مدفونة من أزمنة حروب ومعارك ، و بالتالي إنقاذ حياة أناس كثيرين من احتمالات تفجير و موت أو عوّق وعجز ..
ــ بعض من هذه الكلاب يبقى يحرس قبر صاحبها حتى بعد وفاته لأيام وأسابيع ..
أنا أعلم جيدا أن بعضا عندما يقرأ هذا المنشور فربما سيقول مع نفسه هازا يده بتهكم :
ــ هذا بطران !.. هو الإنسان ما له قيمة فكيف الأمر بالحيوان ؟..
فسوف يكون ردي :
ــ إن هذا النمط السلبي من التفكير اللامبالي والاستسلامي هو الذي كرّس ظاهرة عدم وجود قيمة لا لحياة الإنسان ولا لحياة الحيوان ، لكون هذا النوع من التفكير التعجيزي يجعل الحالة أمرا مقبولا و مسلّما به ، كأمر واقع ،و غير قابل للتغيير..
………………………………………
Image preview
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here