مغزى الحب في (نشيد الانشاد) في الرواية الخالدة في التوراة

مغزى الحب في (نشيد الانشاد) في الرواية الخالدة في التوراة * بقلم د. رضا العطار

حين اقرأ التوراة، اجد صفحات اقف عندها واتلبث في قراءتها، لأنها تحفل بالأحساسات الأدبية الفنية السامية، بحيث أتساءل هل هي من الادب ام من الدين ؟

ففي ( نشيد الأنشاد ) مثلا قصة عالية او حوار بليغ عن قيمة الحب الذي يجب ان يرتفع بميزاته الطبيعية الساذجة عن اغراء المال وزخارف الحياة او بهارج المدنية الحاضرة.

( فالحب اغلى واغلى من الذهب )

هذا هو موجز العبرة التي نستخرجها من هذه الرواية الخالدة في التوراة.

فنحن ازاء فتاة ريفية، بل تكاد تكون بدوية تعيش بين المراعي والحقول في ملابس، لا تتجاوز عن قطعة من النسيج لا تكاد تغطي جسمها النحيل، تزيد من جمال قامتها ونضرة وجهها وشهامة صدرها، وهي تجري وتشرب في طرب الحياة وغلواء الشباب، انسانة جميلة بين ارجاء الطبيعة الجميلة.

ثم نقرأ الكلمات العذبة والمقارنات البليغة عن الحب، يربط بينها وبين حبيبها الراعي الفقير وبين من يرغبون في شراء هذا الحب عبر كنوز الذهب والجواهر والقصور، وهي تقول: حبيبي لي وانا له — صوت حبيبي، هو ذا يأتي، يطفر على الجبال ويقفز على التلال.

وهو يقول : الزهور ظهرت على الأرض. انهضي يا حبيبتي، يا جميلتي وتعالي !

شفتاك يا عروس الدنيا تقطران شهدا. وتحت لسانك عسل ولبن. وحبك اطيب من الخمر.

وهي تقول : حبيبي مد يده من الكوة ففزعت اليه نفسي — حبيبي نزل الى جنته. الى خمائل الطيب ليرعى في الجنات ويجمع السوسن — انا لحبيبي وحبيبي لي — الراعي بين السوسن.

الحب والجمال والطبيعة، ثالوث مقدس تتغنى به هذه الفتاة وتتأمل سعادته ثم تقول بل تصرخ : اذا اعطى الانسان كل ما في بيته من ثروة بدلا من الحب، فان الحب سوف يحتقر هذا البيت وما فيه من ثروة.

وهذا ما اردت ان استخرج عبرته لشبابنا.

ليس في الدنيا اجمل ولا اثمن من الحب. فلا تستبدلوا به مالا او زينة او عقارا !

وتذكروا نشيد الانشاد في التوراة، فإنه جعل الحب ادبا ودينا.

مقتبس من كتاب مشاعل الطريق للشباب للعلامة سلامه موسى.

للمزيد : www. Alattaronline.com

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here