أكررها هل عيد الغدير وهم شيعي ام حقيقة باهرة السطوع؟

كل سنة تعود للواجهة الشعبية الاسلامية قضية بقت من أكبر القضايا الفكرية الدينية الإختلافية بين المسلمين قاطبة فبعد ان تأصل وتجذر الخلاف حول رؤية هلال كل شهر عربي والإتفاق الفعلي الحقيقي بينهما مع إنه لايمكن ان يكون هناك حقان للطرفين في أي تنازع ،بل حق واحد لهما تحتار الناس أيهما الصادق بنطقه ولكنها تعود لمذاهبها وترمي كرة الخلاف وتبعاته على من أفتى….
يقول الباحث السيد جعفر الحكيم ((هناك مقولة تتردد في بعض الأوساط الشيعية في عالمنا المعاصر، وربّما تكون هذه المقولة بنفسها قد قيلت في حِقب زمنية سابقة علينا ومؤدّى هذه المقولة هو: ان البحث عن الإمامة لا فائدة فيه وذلك لانه بحث تأريخي صرف لا داعي لإثارته الآن وفتح هذا الملف لانه لا نجني منه سوى الفرقة، ثمَّ هذا البحث أصلاً لا ينسجم مع الدعوات التي تبنّاها علماء الشيعة للوحدة بين المسلمين والتقريب بين المذاهب الإسلامية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى ان هذه المقولة تدعو إلى أن يكون الإنسان عملياً في تفكيره وقراءاته وعملياً في طروحاته وعند جلساته يتناول القضايا المعاصرة التي تهمّه وتطوّر حياته، ويتناول المشكلات التي يعيشها لكي يفكّر في حلٍّ لها، وأما إثارة مسألة الإمامة وخلفياتها وما جرى في الصدر الأول من الإسلام فلا فائدة منها الآن، لأن أمير المؤمنين (ع) ليس حيّاً لكي يتسلّم زمام الأمور وليس الآخرون الذين غصبوا حقه أحياء كي نحاكمهم على جريمتهم مثلا وإفتراضا. فالقضية في ذمة التأريخ ومن المحبّذ عدم طرحها حفظاً لوحدة المسلمين. ))
الرابط http://www.followislam.net/ar/ahlulbayt/eedghadir.htm
ويقول الشيخ حامد بن عبد الله العلي[يستدلون على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نص على إمامة على من بعده نصاً ظاهراً يوم غدير خم ، وهي حادثة لا يثبتها محدثو أهل السنة ولا مؤرخوهم .] الرابط
http://www.h-alali.net/f_open.php?id=bb15edf4-dc14-1029-a62a-0010dc91cf69
وفيه ينفي الشيخ الحادثة التي لم يتثبتها عنده محدثوا آهل السنة ولامؤرخيهم بينما هناك نموذجان تعارضان لا أقول تتقاطعان معه: يقول الإمام مسلم في صحيحه : ” وعن زيد بن أرقم قال : قام رسول الله ( ص ) يوما فينا خطيبا بماء يدعى ” خما ” بين مكة والمدينة فحمد الله ووعظ وذكر ، ثم قال : أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله . . . ثم قال وأهل بيتي . . . ” ولهذا يقول ابن حجر كما تقدم – ” إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه ، ولا يلتفت لمن قدح في صحته ولا لمن رده ” .
صحيح مسلم : ج 7 – ص 122 – 1
يقول ابن تيمية ، مع شدة معارضته للشيعة : ” وثبت في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أنه قال : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بغدير يدعى ” خم ” بين مكة والمدينة . . . ”
ابن تيمية: حقوق آل البيت ص 13 .
ويقول كذلك ” إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه وقد أخرجه
جماعة – كالترمذي والنسائي وأحمد وطرقه كثيرة جدا ، ومن ثم رواه ستة عشر صحابيا وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته . . . وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ولا التفات لمن قدح في صحته ولا لمن رده
ابن حجرالهيثمي : الصواعق المحرقة – ص 42 – 44 .
لذا يحتفل الشيعة في العراق والعالم في يوم 18 ذي الحجة من كل عام هجري بما يسمونه (عيد الغدير) وهي مناسبة يقولون إنها متعلقة بولاية شرعية للامام علي قيلت في تجمع للحجيج بعد نهاية موسم الحج الأخير لرسول الله ص في منطقة إسمها غدير خم تقع في السعودية طبعا حيث جمع الرسول الحجاج بالالاف في هذا المفترق بعد نهاية المراسيم وخطب بهم خطبة سميت بخطبة الغدير نصّب فيها عليا خليفة شرعيا له حسب الرواية الشيعية والموجودة في كتب الصحاح (من كنت مولاه فعلي مولاه…) هنا أسال اهل الشأن الاسلامي او الباحثون في بطون التاريخ او المستشرقين عدة تساؤلات حول هذه الحادثة التاريخية: هل تاريخيا منطقة غدير خم موجودة في خارطة الجزيرة العربية وهي مفترق طرق بين مكة والمدينة أم هي منطقة وهمية الجغرافية أختلقها الشيعة؟ هل توقف فيها رسول الله ص وجمع الحجاج قبل تفرقهم وقيل في بعض الروايات كان عددهم 120 ألف حاج ، وخطب فيهم الخطبة التي يوردها الشيعة في كتبهم بالتفصيل كحجة الوداع لأنها آخر حجه للرسول؟
هل نصّب الرسول فيها عليا كولّي لكل مسلم ومسلمة؟ هل كان صريحا بالتنصيب بخطبته؟ أم تركها للتأويل والتفسير والإجتهادات التي تتلاعب بإلفاظ تفسير الولاية؟ فهو بشهادة القرآن [ لاينطق عن الهوى إن هو الاوحي يوحى).
هل بايع الصديق والفاروق وعثمان وبقية نخب الصحابة الكرام، عليا حسب امر الرسول ص؟ هل كانت هذه وصية آلهية -رسولية بالخلافة لعلي ع لمن بعده بناءا على توجيه رباني؟
هل قول الرسول ص{ اللهم وال من والاه وعادي من عاداه وأنصر من نصره وأخذل من خذله} تعني بالموالاة لغويا المحبة والمودة والتكريم اللفظي للمناقب؟

هل يجوز عقلا ان يمدح رسول الله!! عليا في جمع الحجاج الالوفي ينوون التفرّق لمدنهم وامصارهم مُتعبين مُرهقين وهم يعانون فيه من حرارة قيظ كبرى وبعد نهاية مراسم الحج المرهقة ام إن الامر اكبر من هذا التسطيح التفسيري اللامقبول عقلائيا؟ هل صحيح إن الآية ( اليوم اكملت لكم دينكم..) نزلت بعد تبليغ الرسول بالولاية؟
إننا نفترض ان هناك اليوم مليار مسلم ونيف مليون فيهم من آهل السنة الاغلبية هل من المعقول ان المليار مسلم لايجدون في حديث الغدير واقعية مقنعة القبول أو التامل في هذه الواقعة التي هي حجة الوداع؟ ام انه وهم جميل تاريخي صنعه الشيعة من إنهم يستدلون مثلا بتراث جمعه بكتاب الغدير لمؤلفه عبد الحسين أحمد الأميني النجفي في 10 مجلدات جمع فيه ب40 عاما متواصلا من عمره حتى قيل أنه أُصيب بإنزلاق في العمود الفقري من شدة الانكباب على جمع المصادر، من مصادر آهل السنة حصرا كل ما يخص حديث الغدير بالأسماء والاسانيد والشخوص والإستشهادات الرقمية التسلسلية لها بل والادهى انه اورد شعرا تاريخيا لغير المسلمين ومن المسيحيين خاصة ليدلل على حيادية النقل التاريخي للغدير فليس من مصلحة المسيحي الوقوف مع او ضد في تاريخ لايخص دينه بل و يكتب رؤيته شعرا لان الشعر وقتها ابرز ظاهرة وصفة إعلامية متداولة و منتشرة في الوسط الحضري والبدوي يقول الشاعر الأرمني بُقراط بن أشواط (الوامق النصراني) وكان بطريقا ارمنيا وقائدهم الاكبر واميرهم المقدم في القرن الثالث الهجري:

أليس بخّم قد أقام محمد عليا بإحضار الملا في المواسم
فقال لهم من كنت مولاه منكم فمولاكم بعدي علي بن فاطم
وقال الشاعر زينبا بن أسحق الرسعني الموصللي النصراني
عدي وتيم لااحاول ذكرها بسوء ولكني مُحب لهاشم
وما تعتريني في علي ورهطه اذا ذكروا في الله لومة لائم
يقولون مابال النصارى تحبهم وآهل النهى من اعرب وأعاجم
فقلت لهم إني لأأحسب حبهم سرى في قلوب الخلق حتى البهائم

ونظّم الشاعر عبد المسيح الانطاكي المصري القصيدة العلوية ب5595 بيت!! تصوروا تسطيرها كم صفحة ؟مالذي يدفعه لوصفيات شعرية مُتعبة ومرهقة وبقوافي صعبة جدا توافقياتها لمن يعي ليس صعوبة القافية الشعرية بل صعوبة إقناعية الفكرة الشعرية الشمولية المؤدية لفهم رحيق المعنى للمتلقي؟لم فعلها الانطاكي؟ أليست تستحق التقصي؟
ونظّم الاستاذ بولص سلامة قاضي المسيح في بيروت بعد ان قرأ كتاب الغدير، قصيدته العصماء (عيد الغدير) ب 3085 بيتا وطبعت ب 317 صفحة! قال:
باسم زين العصور بعد نبي— نور الشرق كوكبا هاشميا
باسم ليث الحجاز نسر البوادي— خير من هز في الوغى سمهريا
خير من جلل الميادين غارا— وانطوى زاهدا ومات أبيا
كان رب الكلام من بعد طه — وأخاه وصهره والوصيا
وقال:/
جلجل الحق في المسيحي حتى عد من فرط حبه علويا
أنا من يعشق البطولة والإلهام والعدل والخلاق الرضيا
فإذا لم يكن علي نبيا فلقد كان خلقه نبويا

فإذا كانت واقعة الغدير حقيقة فلماذا لايعترف بها آهل السنة وكتبهم ومصادرهم زاخرة بالحديث عنها؟

وإذا كان الغدير وهما خلقه الشيعة فهو وهم لايضّر احدا مع إنه ليس من المعقول عقلانيا ان يخلق الانسان لنفسه وهما ليفرح به! فكيف بملايين المسلمين من الشيعة يتيقنون إنه عيد رباني وتوصية إلهية بتنصيب الامام علي وريثا شرعيا للنبوة فهل اجتاز الوهم مثلا ومرّ مقتحما على عقل كم مليون مسلم شيعي ليفرحوا به كل سنة منذ الف سنة مضت ونيف؟ شيء لايصدقه العاقل بلا إستنباط.

كلنا نعلم ان التاريخ الإسلامي فيه تزويق وتزوير كبير وبطون الكتب الشهيرة كالصحاح وغيرها فيها إنعكاسات للاوضاع السياسية وقتها وحجب حقائق وتزييف وتزويق فما مصلحة الاعلاميين الشعراء المسيحيين وقتها بإيراد الواقعة وتخليدها شعريا؟انا لااسلط الضوء على الجدلية الدينية التاريخية للامر ولكن للتساؤلات منبرا في خيالي وفكري حول الغدير.

أترك لكم التبحرّ والتفّكر والتدّبر والتأمل وكل تائيات التساؤل!
عزيز الحافظ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here