الحرس الثوري سيبقى على قائمة الارهاب

الحرس الثوري سيبقى على قائمة الارهاب
محمد حسين المياحي
يبدو واضحا بأن موضوع شطب قوات الحرس الثوري الايراني الذي جعله نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بمثابـة شرط في محادثات فيينا وأصرت عليه بکل مافي وسعها، قد قام الرئيس الامريکي بايدن بحسمه خلال زيارته الحالية للمنطقة حيث صرح بکل وضوح ضد إمکانية الموافقة على شطب الحرس الثوري وأکد على إبقائه ضمن قائمة المنظمات الارهابية.
خلال مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، تم تسجيلها سابقا في واشنطن وبثت على هذه الشبكة يوم الأربعاء، قال جو بايدن بالإيجاب، ردا على سؤال ما إذا كانت إدارته ستبقي الحرس الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية “، حتى على حساب تخريب خطة العمل المشتركة الشاملة “JCPOA” بقول “نعم”. هذا الکلام يبدو کرد حازم وصارم على تمسك طهران بهذه المسألة، حيث إنه يبدو بمثابة رسالة قوية جدا للنظام الايراني بخصوص حسم الموقف الامريکي من هذه المسألة.
النظام الايراني الذي لم يکن بالاساس مرتاحا لزيارة بايدن للمنطقة ولکن يبدو إن بايدن وفي أول محطات زيارته قد حرص على إرسال أکثر من رسالة صارمة للنظام الايراني، حيث إنه لم يکتفي بالاصرار على إبقاء قوات الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب حتى ولو أدى ذلك لنسف المحادثات مع طهران بل إنه أشار الى أن استئناف المفاوضات لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة يعتمد على إيران، وقال إن الولايات المتحدة ستستخدم القوة “كملاذ أخير” لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية.
تصريحات بايدن هذه التي يمکن إعتبارها بمثابة مواقف حازمة وقاطعة، تٶکد بأن کل الجهود المختلفة التي بذلها النظام الايراني منذ إنطلاق محادثات فيينا من أجل التأثير على إدارة بايدن وإبتزازه وإستغلال ميله من أجل إحياء الاتفاق النووي، لم تجدي نفعا وذهبت أدراج الرياح، وإن عليه أن يستعد لمرحلة قادمة ستکون عسيرة عليه لأن نهايتها ليست کما کان يتمنى هذا النظام ويريد، فهو کان يتصور بأن إدارة بايدن ستبقى متمسکة بإستمرار المحادثات النووية ولن تفرط بها وإنها في النهاية ستبادر الى القبول بالمطالب الايرانية، غير إن هذا الحلم قد خاب وتبدد.
المعروف عن النظام الايراني إنه وعندما يجد نفسه أمام مفترق حاسم ويواجه جدار رفض قوي ليس بإمکانه تخطيه وتجاوزه، فإنه يبادر کعادته دائما الى تغيير مواقفه لأنه يعلم جيدا بعدم إمکانيته خوض مواجهة عسکرية وخصوصا وإن أوضاعه الداخلية على أسوأ مايکون وإن معظم الشعب الايراني يتمنون زواله والخلاص منه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here