دعوات لتشريع قانون لحماية الأهوار ودعم سكانها على تجاوز محنتهم

ذي قار/ حسين العامل

اعتمدت لجنة الأهوار والتراث في محافظة ذي قار جملة من التوصيات لمعالجة الجفاف، وفيما دعت إلى تشريع قانون لحماية الأهوار، طالب مسؤولون بتشكيل مجموعة ضغط مدنية لمناصرة سكانها ودعمهم لتجاوز محنتهم.

وذكر بيان صدر عن اللجنة عقب اجتماع دوري موسع عقد في ديوان محافظة ذي قار وحضره عدد من ممثلي الدوائر المعنية بالأهوار والبيئة والتراث، أنه” بعد تداعيات الجفاف في مناطق الأهوار انطلق اليوم الاجتماع الدوري للجنة الأهوار في محافظة ذي قار وتم الاتفاق على عدد من المقررات سنعمل عليها بالتعاون مع الجهات المعنية”. وأضاف البيان الذي تلقته (المدى)، أن “المقررات كانت باكورة حملة كبيرة ستنطلق من مناطق الأهوار لإعلانها منطقة منكوبة والإسراع بوضع حلول سريعة لأزمتها”.

وأشار البيان إلى جانب من المقررات من بينها “مطالبة وزارة الموارد المائية بزيادة الإطلاقات المائية للأهوار وعدم المساس بحصة الأهوار بناء على مقررات خطة سورلي”.

ولفت، إلى “مخاطبة الوزارة حول تنفيذ خطة الإدارة الخاصة بالأهوار والحفاظ على نسب الاغمار بما لا يقل عن النسب المقررة “. وكشف البيان عن “تشكيل وفد لمراجعة رئاسة الوزراء والجمهورية لمعالجة تداعيات الجفاف وتوفير متطلبات العيش للسكان المحليين وتقديم ورقة مطالب عملية”. وتحدث عن ضرورة “إعداد مسودة قانون الأهوار تمهيداً لإقراره في البرلمان العراقي وإعادة هيكلية مركز إنعاش الأهوار وفك ارتباطه عن وزارة الموارد المائية ليكون هيأة مستقلة ترتبط برئاسة الوزراء وذلك لضمان الحفاظ على الأهوار وسكانها”.

وطالب البيان، بـ “تخصيص نسبة من الأموال لشمول الصيادين ومربي المواشي والمتضررين من الجفاف بشبكة الحماية الاجتماعية بما يتلاءم مع أعدادهم في الوحدات الادارية لمناطق الأهوار”، مشدداً على “مفاتحة وزارة الزراعة لتجهيز المربين بالأعلاف الكافية وتقديم الخدمات البيطرية”.

كما طالب البيان، بـ “تفعيل دور وزارة البلديات ومديرية الماء في مجال إعادة تأهيل مجمعات ماء الشرب بعد اندثارها وعطل أجزاء منها”.

وتعيد أزمة المياه التي تشهدها مناطق أهوار الناصرية السكان المحليين الى حقبة التجفيف القسري في عهد النظام السابق، لما لها من انعكاسات مدمرة على محافظة ذي قار والمحافظات المجاورة لها، وطالب مسؤولون وناشطون مؤخراً بإعلان الأهوار كمنطقة منكوبة.

وبدوره، قال عضو لجنة الأهوار والآثار في محافظة ذي قار بديع لبنان الخيون في حديث إلى (المدى)، إن “الأهوار اليوم منكوبة من الناحية الاقتصادية والبيئية والمعيشية والاجتماعية بسبب الجفاف وتداعياته وآثار النزوح على المجتمع المحلي”.

وأضاف الخيون، أن “سبب تردي واقع الأهوار هو عدم جدية وزارة الموارد المائية في التعامل مع ملف الأهوار وإدارته بصورة علمية”.

ولفت، إلى إعداد خطة معتمدة سابقاً للتعامل مع سنوات الجفاف والسنوات الرطبة وسنوات الوفرة المائية تحدد حجم الإطلاقات المائية في كل مرحلة لإدامة الأهوار إلا أنها لم تتعامل معها بصورة جدية”.

من جانبه، رأى المدير الاقليمي لمنظمة طبيعة العراق جاسم الاسدي، أن “معاناة سكان الأهوار الناجمة عن الجفاف أخذت تتفاقم”.

وأضاف الأسدي، أن “تردي نوعية المياه الناجمة عن الشح تسببت بانتشار الأمراض بين قطعان الجاموس وهلاك البعض منها”.

وأشار، إلى أن “نسبة الاملاح ارتفعت إلى 20 ألف جزء بالمليون في مناطق الأهوار الوسطى وهور الحمار الغربي”. مؤكداً أن “مربي الجاموس وصيادي الاسماك وجامعي الحشائش هم الشرائح الأكثر تضرراً من أزمة المياه وجفاف الأهوار”.

ويسترسل الأسدي، أن “خسارة مربي الجاموس باتت مضاعفة وكبيرة فضلاً عن الأمراض والهلاكات فانخفضت أسعار الجاموس من 3 ملايين دينار و500 ألف دينار للرأس الى مليونين و100 ألف دينار، كما انخفضت انتاجيتها من الحليب إلى 3 كيلو غرامات بعد أن كانت 5 كيلو غرامات.

ومضى الأسدي، إلى أن “أصحاب الجاموس أخذوا يتنقلون من مكان إلى آخر في هجرة داخلية قد تتوسع مع توسع مساحة الجفاف لتكون هجرة خارجية”.

بالتزامن مع الذكرى السنوية السادسة لانضمام الأهوار للائحة التراث العالمي دعا مسؤولون ومنظمات بيئية في ذي قار مطلع الأسبوع الحكومتين المحلية والمركزية الى إعلان الأهوار منطقة منكوبة، وفيما أكدوا جفاف معظم مناطق الأهوار ونفوق الأسماك والكائنات الحية ونزوح سكان القرى ومربي الجاموس، طالبوا باستحداث هيئة عليا لإدارة ملف الأهوار ترتبط بمجلس الوزراء. وتشكل مساحة الأهوار في الناصرية خمس مساحة محافظة ذي قار، وتتوزع على 10 وحدات إدارية من أصل 22 وحده إدارية تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينيات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here