قبلة كضربة مخلب قطة : نص مفتوح

قبلة كضربة مخلب قطة : نص مفتوح

بقلم مهدي قاسم

صاح بحماس صاخب كأنه صديقي الحميم منذ مائة عاما :
ــ أين أنت أيها الرجل ؟ .. أبحث عنك منذ ما يقارب ثلاث سنوات ولم أجدك .. ربما كنت تتهرب مني أليس كذلك ؟، بتوجس عجيب متخذا كل التدابير والاستعدادات المناسبة و الممكنة لتجنب اللقاء معي ..
بينما أنا والله احبك حبا جما ليس له مثيل أو فريد ..تعال أقترب مني لاحتضنك بمودة صديق حميم ولطيف ..و أعطيك بوسة محترمة على جبينك ..
و كان يقترب مني بإلحاح ووقاحة ليمسني في كل الأحوال ..
عبثا بذلت جهدي و حاولت تجنبه و أحبّط محاولات اقترابه مني ، فقد تمكّن مني أخيرا ، حيث استطاع إحاطتي بذراعيه العملاقين محتضنا إياي وهو يمطرّني بقبل “أخوية ” لزقة و كريهة مقيتة ..
بالكاد استطعت في النهاية أن أدفعه عن نفسي و اسرع الخطو بعيدا عنه و أنا أشعر بالقرف والغثيان يتكدسان في حلقي ..
في ساعات الفجر الأولى نهضت متعرقا وحرارتي مرتفعة و ثمة ضربات مخلب حارقة وملتهبة موجعة شبيهة بمخلب قطة تنغرز في حلقي و تحفر هناك بهمة و مثابرة ، مع قحة جافة تجعل عيني تدمعان بغزارة دموع أرملة متفجعة ..
فعلا .. لقد تمكن مني أخيرا ..!
رغم كل التدابير الاحترازية التي كنت أحرص على اتخاذها حتى في أكثر الأوقات طيبة و سلمية و آمنة التي يبدو فيها كل شيء على ما يرام ..
لأنني كنت أهجس دوما بأنه سيباغتني ذات يوم حتما ..
لهذا فقد استطاعت درء خطورة هجومه بأقل الخسائر الممكنة ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here