مسدس بيد جبان وفيس بوك بيد جاهل هما في الواقع امران متشابهان
فارس حامد عبد الكريم
المتحكمون بالمشهد السياسي والإجتماعي، قبل وبعد!
عند تأسيس الدولة العراقية ولغاية نهاية الخمسينيات من القرن الماضي كان المثقفون عامة والأدباء والشعراء والفنانون والأعلاميون هم من يتحكم بالمشهد الإجتماعي والسياسي العراقي، وكان صوتهم مؤثراً فعالاً وكانوا قادرين على اسقاط الحكومات والمعاهدات الدولية، وكانت الحكومات المتعاقبة تحسب حسابهم عند اتخاذ اي قرار يتعلق بالشأن العام.
ذلك العراق في الزمن العجيب الذي كان يصدح في سمائه اصوات الرصافي والجواهري ونازك الملائكة والبياتي والسياب والحيدري…..
وعمالقة آخرين ساهموا بفعالية في تكويننا الثقافي والشخصي.
عصر الجماهير
اما بعد عصر الإنقلابات والسحل والقتل وحكومات القرية، فترى الهمج والرعاع وانصاف المتعلمين والأميون( أُمية هجائية وثقافية وعلمية وحضارية)، هم من يتصدر المشهد الإجتماعي والسياسي في العراق وهم الذين مثلوا بجثث العائلة المالكة رغم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور!
الفيس بوك فرصتهم
نعم انها الحقيقة المرة فهم الأن يتصدرون الفيس بوك ومهمتم فيه ممارسة التحليلات السياسية وابداء الرأي الإجتماعي والإقتصادي في كافة الشؤن المحلية والعربية والدولية
وفي كل شئ بكل ثقة وأريحية قد لايجرأ عليها او لايتسرع في ابداء الرأي فيها صاحب الاختصاص العليم الفهيم في مجال اختصاصه!
فضلاً عن دورهم في اثارة الفتن وبث الاشاعات مجهولة المصدر وسب ولعن وشتم كل من لايتوافق رأيه وتحليله السياسي، ولو كان دكتوراً في اختصاصه او اكاديمياً بارعاً، مع مزاجهم العفن وعصبيتهم الجاهلية وللأسف ينجر الكثيرون ورائهم دون تعقل او تروي.
توصلت دراسة، أشرف عليها باحثون من معهد ماساتشوستس للتقنية إلى أن الأخبار الزائفة تنتشر على موقع تويتر بشكل أسرع، ويبحث عنها الناس أكثر من الأخبار الحقيقية.
كما قيل ان(ان الإشاعة تنتقل في في مواقع التواصل اسرع ست مرات من انتقال الحقيقة).
الإعتداء على حرية الرأي والتعبير
اسمع الكثيرون يقولون انهم يتحفظون من ابداء رأيهم في المسائل العامة ممارسة لحرية الرأي والتعبير (حق دستوري ودولي) خشية ان ينهال عليهم السب والقذف بكل انواعه والسخريةمن اولئك الرعاع وانصاف المتعلمين والأميون الذين لايجيدون حتى كتابة اسمائهم بشكل صحيح!!
وقديماً قال فيثاغورس؛
( الجهلة والأغبياء يسخرون مما لايستطيعون فهمه).
اذا كان صدام يَعدم المثقفون الأحرار فإن الاغبياء والجهلة والمتعصبون اليوم يقومون بذات الدور.
نتيجة؛
(مسدس بيد جبان وفيس بوك بيد جاهل هما في الواقع امران متشابهان).
Read our Privacy Policy by clicking here