غاندي هل يملك ما لا نملك

سامي جواد كاظم

العراق والهند والتاريخ المشترك بالخضوع للاستعمار والمطالبة بالتحرير ولكن مهمة الهند اصعب من مهمة العراق بالنظر الى مساحتها وتعداد سكانها وكثر اديانها وبعضها ليست سماوية ولكنها حققت المطلوب والعراق فشل في ذلك

نحن قاتلنا الانكليز وقمنا بثورة بالامس واليوم استخدمنا شتى الوسائل لطرد الامريكان والنتيجة لم يتحقق المطلوب بينما استطاع غاندي الذي لا علاقة له بالاسلام ان يحرر الهند بكل اراضيها واطياف شعبها واعراقه ، ونحن على يقين ان الاسلام هو سيد الاديان وان رجالنا يحملون من العلم والايمان ما لا يحمله او يعتقده غاندي ، فهل الدين يحرر الوطن ام الثقافات الاخرى الارضية ان اجتمعت وتوحدت تحقق المطلوب .

كلاهما وان كانت الثقافة التي يحملها الانسان هي التي تحدد مصيره فهنالك ثقافات ارضية تتكون بحكم العلاقات الاجتماعية او ما يتولد منها من افكار وهذه ليست بخلاف الدين بل ان الدين يؤكد على الارتقاء بالانسان دون التجاوز على الحق الالهي او الحق العام .

استطاع غاندي ان يحرر الهند بينما لم يتحقق المطلوب في العراق فالسبب يعود الى طبيعة الشعب فكثير من الحركات يكون القائد موجود والمبدا حق ومطلوب لكن الجماهير ليست على كلمة واحدة وهي التي بيدها نجاح او فشل الحركة .

لا نريد ان نقارن هذا اولا وثانيا ان الحديث عن الاسلوب وليس عن المطلوب فالاتفاق على طرد المحتل امر لا يقبل الجدل والنهوض لتحقيق هذه الغاية امر حتمي ولكن كيف النهوض ؟

الامثلة كثيرة على واقعنا ولكن ساستشهد بمثل ليس ببعيد الا وهي مظاهرات عام 2019 التي دعمتها المرجعية بكل قوة واكدت على سلميتها فهل التزم المتظاهرون بذلك ؟ هذا لا يعني انه لا توجد مليشيات قذرة مارست اغتيال ابرياء لادخال الرعب في قلوب السلميين ولكن الا يعتبر من يحمل السلاح مواطن ضمن المجتمع ؟ وعليه هو وامثاله كان السبب في شق وحدة المجتمع ، الم نسمع عن حرب شيعية شيعية ، ومعركة طائفية وتنافر عربي كردي ؟ وهذا كله شتت الكلمة فالاصل ثقافة شعب وطالما هذه الموبقات موجودة فلا يتمكن رجل الدين من طرد المحتل ، ويكفي المرجعية ان سرّعت تسليم السلطة وكتابة الدستور للعراقيين وبالسلم مستخدمة الادوات الامريكية ضدها اي ان الاحتلال الامريكي تبجح بتسويق بضاعته الفاسدة الديمقراطية وبنفس هذه البضاعة استخدمتها المرجعية ضدهم لطردهم ، مرجعية العراق استطاعت الجمع بين الثقافة المستجدة واصالة الدين دون المساس باحدهما وتحقيق الغرض المنشود للشعب العراقي ، واذا ما اراد الشعب طرد المحتل وحتى الطبقة السياسية الفاسدة فما عليه الا التوحد في كلمته مع الصبر على الشدائد .

الهند عندما امتنع شعبها من استخدام الاقمشة الانكليزية وانتج البديل بالرغم من ان جودتها اقل من الانكليزية الا انه كان سلاحا فتاكا بوجه الاستعمار الانكليزي واصبحت زيهم الرسمي ، وهنا على الشريحة المتخصصة بالصناعة ان تفكر بالبديل والاغلب ان لم تكن كل اسواقنا فهي معتمدة اعتمادا كليا على الاجنبي ، فالفترة العسيرة لا بد منها للانتقال الى الفترة اليسرة .

ثورة التباك خير شاهد لنا في وقتها عندما التزم الشعب الايراني بعدم استخدام التنباك حقق المطلوب ، وهنا دعوني اقول شيء قد لا يتفق معي الاخرون ان هدف ثورة التنباك هدف وقتي تحقق في حينها اما اليوم فالتنباك كله بيد الاستعمار وارباح اغلب شركات التنباك تعود للصهاينة التي يستخدمها العالم الاسلامي .بل زد على ذلك تجارة الافيون والحبوب والمخدرات التي اخذت مداها الواسع في تدمير شبابنا واستهلاك اموالنا .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here