المختصر المفيد. العراق لا يستطيع الرد عسكريا على تركيا أو أية دولة معتدية ما دام الإحتلال يجثم على صدره!

المختصر المفيد.
العراق لا يستطيع الرد عسكريا على تركيا
أو أية دولة معتدية ما دام الإحتلال يجثم على صدره!

احمد صادق.

لا يستطيع العراق الرد عسكريا على تركيا أو أي دولة مجاورة في حالة الإعتداء عليه. العراق لا يملك القوة العسكرية الكافية لا جوا ولا برا ولا بحرا التي يدخل بها حربا ضد أي دولة قوية معتدية لأنه بلد منزوع السلاح بعد هزيمته في حرب تحرير الكويت التي احتلها صدام في آب 1990 وممنوع من إمتلاك أي سلاح نوعي، ثقيل ومؤثر، بعد توقيع العراق وثيقة الاستسلام في خيمة (صفوان) عام 1991 حتى إذا لم تتضمن وثيقة الإستسلام مادة تنص على هذا المنع ولكن فرض العقوبات عليه بسبب حرب الخليج الثانية، حرب تحرير الكويت، منعه من شراء وامتلاك السلاح الذي يحتاجه بعد تدمير أكثر أسلحته في الحرب. وبعد إحتلال العراق في 2003 ورفع العقوبات المفروضة عليه منحت الأمم المتحدة أمريكا وحلفائها سلطات واسعة (مؤقتة) لإدارة العراق، ولكن هذه السلطات الواسعة انفرد بها الأمريكان وحدهم وصارت احتلالا للعراق فيما بعد ولا يزال، يستعينون في إدارته بوكلاء من (أهله) يحكمونه ويفسدون فيه وينهبون أمواله ثمن إدارتهم له! ويقف الأمريكان ضد إرادة العراق في إعادة تسليح جيشه وقيدوا حريته في شراء الأسلحة النوعية التي يحتاجها من الدول المتقدمة في صناعة السلاح مثل روسيا والصين حتى لو كانت اسلحة خفيفة ومتوسطة وسمحوا له بشرائها من دول أخرى. وفي مقابل هذا حصروا شراء العراق الأسلحة النوعية، الثقيلة والمؤثرة، التي يحتاجها من أمريكا فقط كما حدث في عقد صفقة شراء طائرات أف 16 عام 2011 وعددها 36 طائرة والتي ماطل وتلكأ الأمريكان في إتمامها حتى عام 2019 حيث تم تسليم الدفعة الأخيرة وهي 5 طائرات. هذه الطائرات تجثم اليوم على الأرض في القواعد (العراقية) الأمريكية المنتشرة في انحاء العراق ومنها قاعدة بلد الجوية في صلاح الدين وربما في القواعد الأخرى في بغداد والموصل وكركوك والأنبار وكردستان. والملاحظ أن هذه الطائرات الحربية ال 36 منذ حصول العراق عليها لا تقوم إلا بطلعات جوية تكاد تكون نادرة بين وقت وآخر لملاحقة تجمعات داعش هنا وهناك في الأماكن التي يتواجدون فيها. وأغلب الظن أن العمليات التي تقوم بها هذه الطائرات الحربية، توقيت طيرانها وطلعاتها وتحديد الأهداف التي يراد ضربها …… لا يتولاها العراقيون أكثر مما يتولاها الأمريكان بنفسهم……

……. وعليه، فالعراق لن يكون بلدا قويا عسكريا يستطيع الرد على من يعتدي على اراضيه، تركيا أو غيرها، ما دام يحتله الأمريكان، بقواعدهم (العراقية،) ومن خلفهم إسرائيل تحرضهم عليه، لأنهم لا يريدون أساسا أن يجعلوه بلدا قويا عسكريا ولا حتى إقتصاديا ولا عمرانيا من أجل تطمين وتهدئة روع حليفتهم إسرائيل التي تخاف وترتعب من العراق حتى وهو ضعيف غير قادر على رد الأعداء، وهي عقدة خوف ورعب تاريخية قديمة وحديثة تلازم هذا الكيان العنصري ……

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here