حرب أوكرانيا مدمرة للفقراء بالعالم،

 نعيم الهاشمي الخفاجي

المتابع إلى مايحدث في العالم وما تتناقله   الأخبار التي تنقلها وكالات الانباء وما ينشر على مواقع التواصل والمواقع الخبرية، يصل إلى قناعة  إن العالم يعيش في مرحلة زمنية خطيرة يدفع ثمنها فقراء دول العالم من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي بسبب ارتفاع الأسعار الجنوبي في الكهرباء والغاز والمواد الغذائية، أصبح شيء طبيعي تدخل إلى سوبر ماركت وتجد ناس لايستطيعون شراء حاجيات كانوا يشتروها قبل بدء الأزمة الاوكرانية.

 الأزمة في أوكرانيا التي كان ولازال يمكن تجنبها، لولا اطماع الدول الكبرى ومحاولة خوض حروب مع روسيا عبر الصراع الروسي الاوكراني حول الحدود………الخ، لاتوجد جهود حقيقية للوساطة، استمرار وضع عقوبات غير مسبوقة، يزيد من الصراع ولا يمكن هذه العقوبات ان توقف الحرب، بل فرض العقوبات يعد جنوناً أيضاً، خصوصا أن الجميع متضرر، وأن المتضرر الأكبر هم المواطنين العاديين وليسوا الساسة، اشترك فقراء العالم في تحمل أعباء ارتفاع الأسعار، بينما الأغنياء زادت ثرواتهم وتضخمت بسبب بيعهم للسلاح والمعدات …..الخ.

 لا يملك المثقف والمحلل والكاتب والصحفي الحر  إلا التعجب، فما الذي تتوقعه دول الغرب عندما تفرض عقوبات ضد دولة عظمى وكبرى مثل روسيا، امريكا تخوض حرب ومعها الناتو ضد روسيا من خلال اوكرانيا ومن خلال اقتصاديات دول أوروبا، بل حتى العقوبات نفسها تم فرضها على أفراد روس وبشكل همجي، وصلت الحالة محاربة مثقفين روس لكونهم روس لا اكثر، بل تم فرض عقوبات على أشخاص  من دون تقديم أدلة، ومحاكمات، حيث صودرت الأملاك الشخصية  في دول تعتبر نفسها من الدول الديمقراطية والحضارية والراعية لحقوق الانسان، العالم يعيش أزمة غذاء باتت مشكلة حقيقية يواجهها العالم،  مضاف لها  أزمة الطاقة، وخاصة شعوب أوروبا مقبلة على أزمة حقيقية مع دخول فصل الشتاء، هناك دول  لجأت إلى العودة إلى استعمال  الفحم، وفي وقت عقدت مؤتمرات تحذر  من خطر التغير المناخي.

بل وصلت الحالة هناك دول تتحدث عن الديمقراطية باتت تمنع الاستماع إلى حديث هنري كيسنجر،بسبب قوله  قول رأي مخالف حول الحرب في أوكرانيا.

بسبب حرب اوكرانيا سقط رئيس وزراء بريطانيا، اما بالنسبة لمنطقتنا فإن جنون عملاء دول الرجعية قاموا في زيادة ضخ البترول للتاثير على روسيا والصين، ولازال التمويل السعودي الخليجي مستمر في محاربة الشعوب والحكومات العربية الرافضة للتطبيع والانبطاح، تم صرف مئات مليارات الدولارات لتدمير سوريا والعراق، وحدث في العراق، كان بحق صراع دولي تم الدخول للستحة العراقية من خلال الانتخابات، وحاولوا بشتى الطرق اشعال فتيل شيعي شيعي لكنهم فشلوا والأمور باتت تسير نحو تشكيل حكومة غير تابعة إلى مشاريع الانبطاح والذل.

نجن الان  في مرحلة خطرة لكن بالتأكيد الصراع ينتهي بتفاهمات لوقف الحرب في أوكرانيا بشكل وآخر، الشعوب لم ولن تتحمل ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش لذلك المتضرر كل فقراء العالم من القطب الشمالي إلى الجنوبي، ابتلي فقراء العالم بجشع الدول الكبرى النووية، ليتقاسموا العالم فيما بينهم وليفرضوا علينا الجزية نحن فقراء العالم بشكل مقبول بعيدا عن استعبادنا وبطرق استعمارية شريفة تحفظ للفقراء جزء كبير من العيش الكريم، مالنا ومال حروب الكبار وجشعهم، عالم تحكمه التماسيح الكبيرة، عالم منافق وكذاب ودجال، وصدق قول المفكر الفيلسوف الإمام علي بن أبي طالب ع

أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا قَدْ أَصْبَحْنَا فِي دَهْرٍ عَنُودٍ وَزَمَنٍ كَنُودٍ يُعَدُّ فِيهِ الْمُحْسِنُ مُسِيئاً وَيَزْدَادُ الظَّالِمُ فِيهِ عُتُوّاً لا نَنْتَفِعُ بِمَا عَلِمْنَا وَلَا نَسْأَلُ عَمَّا جَهِلْنَا وَلَا نَتَخَوَّفُ قَارِعَةً حَتَّى تَحُلَّ بِنَا وَالنَّاسُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَصْنَافٍ مِنْهُمْ مَنْ لا يَمْنَعُهُ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَهَانَةُ نَفْسِهِ وَكَلَالَةُ حَدِّهِ وَنَضِيضُ وَفْرِهِ وَمِنْهُمْ الْمُصْلِتُ لِسَيْفِهِ وَالْمُعْلِنُ بِشَرِّهِ وَالْمُجْلِبُ بِخَيْلِهِ وَرَجِلِهِ قَدْ أَشْرَطَ نَفْسَهُ وَأَوْبَقَ دِينَهُ لِحُطَامٍ يَنْتَهِزُهُ أَوْ مِقْنَبٍ يَقُودُهُ أَوْ مِنْبَرٍ يَفْرَعُهُ وَلَبِئْسَ الْمَتْجَرُ أَنْ تَرَى الدُّنْيَا لِنَفْسِكَ ثَمَناً وَمِمَّا لَكَ عِنْدَ اللَّهِ عِوَضاً وَمِنْهُمْ مَنْ يَطْلُبُ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ وَلَا يَطْلُبُ الْآخِرَةَ بِعَمَلِ الدُّنْيَا قَدْ طَامَنَ مِنْ شَخْصِهِ وَقَارَبَ مِنْ خَطْوِهِ وَشَمَّرَ مِنْ ثَوْبِهِ وَزَخْرَفَ مِنْ نَفْسِهِ لِلْأَمَانَةِ وَاتَّخَذَ سِتْرَ اللَّهِ ذَرِيعَةً إِلَى الْمَعْصِيَةِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَبْعَدَهُ عَنْ طَلَبِ الْمُلْكِ ضُئُولَةُ نَفْسِهِ وَانْقِطَاعُ سَبَبِهِ فَقَصَرَتْهُ الْحَالُ عَلَى حَالِهِ فَتَحَلَّى بِاسْمِ الْقَنَاعَةِ وَتَزَيَّنَ بِلِبَاسِ أَهْلِ الزَّهَادَةِ وَلَيْسَ مِنْ ذَلِكَ فِي مَرَاحٍ وَلَا مَغْدًى وَبَقِيَ رِجَالٌ غَضَّ أَبْصَارَهُمْ ذِكْرُ الْمَرْجِعِ وَأَرَاقَ دُمُوعَهُمْ خَوْفُ الْمَحْشَرِ فَهُمْ بَيْنَ شَرِيدٍ نَادٍّ وَخَائِفٍ مَقْمُوعٍ وَسَاكِتٍ مَكْعُومٍ وَدَاعٍ مُخْلِصٍ وَثَكْلَانَ مُوجَعٍ قَدْ أَخْمَلَتْهُمُ التَّقِيَّةُ وَشَمِلَتْهُمُ الذِّلَّةُ فَهُمْ فِي بَحْرٍ أُجَاجٍ أَفْوَاهُهُمْ ضَامِزَةٌ وَقُلُوبُهُمْ قَرِحَةٌ قَدْ وَعَظُوا حَتَّى مَلُّوا وَقُهِرُوا حَتَّى ذَلُّوا وَقُتِلُوا حَتَّى قَلُّوا فَلْتَكُنِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِكُمْ أَصْغَرَ مِنْ حُثَالَةِ الْقَرَظِ وَقُرَاضَةِ الْجَلَمِ وَاتَّعِظُوا بِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَبْلَ أَنْ يَتَّعِظَ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ وَارْفُضُوهَا ذَمِيمَةً فَإِنَّهَا قَدْ رَفَضَتْ مَنْ كَانَ أَشْغَفَ بِهَا مِنْكُمْ».

 

(شرح ابن ابي الحديد مج 1 ص 172 ط 1).

تحية تقدير وامتنان إلى الإمام علي بن أبي طالب ع فقد وصف حالنا بدقة متناهية، تبا وتعسا لكل الظالمين.

 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

25/7/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here