المملكة العراقية 

المملكة العراقية
مرَّ العراق بعدة مراحل سياسية كغيره من البلدان في العالم ، حيث تأسست الدولة العراقية الحديثة في بداية عشرينيات القرن الماضي ، عندما كانت المنطقة كلها تمر في صراع بين العثمانيين والبريطانيين ، أنتهى بهزيمة الامبراطورية العثمانية بعدما ساعدت بريطانيا بعض الزعماء العرب على طردهم من المنطقة في الثورة العربية الكبرى ، وفي تلك المرحلة جاء دور حكمة بعض الزعماء ممن فكّر بمصلحة شعبه وبلده وأختار التعاون على أساس المصلحة العليا مع البلد الذي يرى فيه المصلحة الامثل ،
فأول من حكم العراق هو الملك فيصل الأول بن الحسين بن علي من مواليد مكة المكرمة منطقة الحجاز في المملكة العربية السعودية حالياً ، كان والده من أشراف مكة المكرمة و أحد قادة الثورة العربية الكبرى ضد الإحتلال العثماني عام ١٩١٦
ثم ورث الحكم إلى ابنه الملك غازي ثم حفيده فيصل الثاني ، مر العراق خلالها بفترة اتسمت نوعا ما بالهدوء والإنفتاح الخارجي على دول العالم جنى من خلاله مكاسب كثيرة على صعيد التعليم والانظمة والقوانين والصناعات التي تعتبر حديثة آنذاك ، وكذلك مرت المملكة العراقية بإخفاقات وواجهت تحديات على الصعيد الداخلي،
إلا أن عهد المملكة العراقية والاسرة الحاكمة
 أنتهى بحادثٍ مأساوي قتل فيه الملك فيصل الثاني وبعض أهله وأقربائه بإنقلاب عسكري وإعلان الجمهورية العراقية التي حلت كبديل عن النظام الملكي ،
 ‏والذي لا زال العراق يدفع ثمن ذاك الحدث إلى الان برأيي،
 ‏وغير كثيرا من ملامح الدولة العراقية ، التي انعسكت سلبا على المستويين الداخلي والخارجي ،
 ‏ومنذ ذلك اليوم إلى اللحظة وبالرغم من الايجابيات التي اتسم بها بعض رؤوساء الجمهورية العراقيين ومحاولاتهم للنهوض بالبلد إلا أن النتائج كانت على عكس ما يطمحون إليه ، أستمرت الانقلابات الدموية والتحديات الخارجية ،
 ‏فكل رئيس يأتي يلعن الذي قبله ، على عكس النظام الملكي الذي يمتاز بالإستقرار والإتزان الذي يتيح للحكام أن ينظروا للبعيد و يرسموا خطط طويلة و أكثر عُمراً ،
 ‏وهذا نلاحظ نتائجه عند أقرب دولة جارة ، هي المملكة العربية السعودية حيث بدأت بخطواتٍ حكيمة ومدروسة منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود عام 1921-1930
 ‏إلى عهد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والأمير محمد بن سلمان الذي أمتاز فترة حكمه بتغييرات كثيرة على المستويين الخارجي والداخلي ، أمتاز بصفتين الجرأة والشجاعة من جهة والحكمة من جهة أخرى ، ومن الصعب جداً الجمع بين هذين الصفتين ، نظرا لطبيعة المجتمع وخصائصه والتحديات الخطيرة التي واجهها ،
 ‏اليوم المملكة العربية السعودية في مراتب الدول المتقدمة والمزدهرة بأغلب الاصعدة والمجالات ،
 ‏أما العراق يتراجع شيئيا فشيئا على العكس خصوصا بعد الإحتلال ومجيء النظام الديمقراطي الذي اثبت فشله تماماً وكان أكثر سوءاً من النظام الجمهوري ، للأسباب التي ذكرته أعلاه ، وهذا ما يميز النظام الملكي المستقر
 ‏ والنظام الديمقراطي الذي لا يليق بمجتمعاتنا وخصائصها وطبيعتها ، وهذا ليس عيباً ، فلكل مجتمع وخصائصه ،
 ‏لكن المعيب هو عدم الإستفادة من الاخطاء والإصرار عليها وعدم محاولات تصحيحها .
 ‏أرى أن الحل الوحيد في العراق هو إرجاع النظام الملكي
 ‏وإنضمام العراق إلى مجلس دول التعاون الخليجي لكونه بلدا غنيا ومُطلاً على الخليج العربي ، لعودة الحياة إليه ولتجنب المخاطر من جهة الشرق .
علي عبدالكريم السعدي
كاتب وإعلامي من العراق
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here