وسائل التواصل والصداقات بين الاحياء المتجانسة وغير المتجانسة

وسائل التواصل والصداقات بين الاحياء المتجانسة وغير المتجانسة
أ.د عبودي جواد حسن

الحياة على هذا الكوكب فضاء لايقارن من حيث الحجم وتنوع الاحياء في كل تصنيفاتها وبالاخص البشرية وغير البشرية منها. وفي كل تصنيف هناك تقارب وتمازج واحيانا تزواج بمحض الاختيارالخالص بين مفرادات او مكونات التصنيف الواحد بغض النظر عن اضافات التخصص والاختصاصات التي تمحنها الاماكن المتعارف عليها في مسافات الزمن. واحيانا قد يحدث التفاعل اعلاها بين مفردات او مكونات من تصنيفات مختلفة تماما من حيث النوع تنتفي عندها رغبة التكالب من اجل البقاء ولكن الاغلب التفاعل بين مفردات تصنيف واحد من الاحياء-البشر مثلا
على صعيد التغيير في حياة المخلوقات البشرية من المعروف ان وساىل التواصل الاجتماعي السوشيل ميديا ساهمت بدور كبير في توسيع افق تفكير الانسان ورؤيته وذلك بنشر معلومات لاراء ومواقف مختلفة سياسيا و واقتصاديا ودينيا…….ألخ وهناك اراء مختلفة بخصوص دور هذه الوسائل في حياة المرء فمنها ما قال انها وسعت الهوة بين الاطراف المتعارضة ومنهم من قال انه نورت افكار هذه الاطراف ومنهم من قال انها قربت الهوة بينها وغير من الاراء. ولكن الشيء المؤكد انها غيرت تفكير الانسان واساليب تفاعله مع مكونات محيطه. كما انها الغت الفواصل الزمنية والمكانية عندما قربت مسافات التواصل.
ومما لا يخفى على احد في زمن انتشار وباء الكورونا (COVID-19 ) تمت الاستفادة القصوى من السبل التكنلوجيا الحديثة المتاحة ومن ضمنها وسائل التواصل الاجتماعي في تقليل الاصابة بذلك المرض الخطير والحد من انتشاره عن طريق التباعد الاجتماعي( Social Distancing). وقبل الوباء وبعده كانت هذه الوسائل ( وسائل التواصل) دوما معبر سلامة آمن من العزلة الى التفاعل الاجتماعي وايصال الراي والراي الاخر او طوق نجاة للخلاص من الجهل والموت الى شواطىء الحياة والمعرفة والامل ولو انها كانت ولا زالت لاتخلو من الآثار الجانبية على الفرد والاسرة ولكنها كانت خير معين في وقت الضيق والشدة.
نعم انها تجاوزت المباح واباحت المحظور دون مبررات او اعذار عن طريق الخوض في المحرمات ولو ان بعض هذه الاخيرة اجازتها المجتمعات الغربية وروجت لقبولها في المجتمعات المحافظة ذات التقاليد والاعراف العريقة كالبلدان الاسلامية المعروفة بعقلانيتها واتزأنها
اما على صعيد المخلوقات الحية غير البشرية من تصنيف واحد فقد اثرتنا وسائل التواصل الاجتماعي بمعلومات مصورة مع اصواتها عن تواصل بين مخلوقات من فصيل واحد كحنان اسد مثلا واهتمامه بلبوته الحامل او دفاع البط الام عن فراخها في مواجهة ثعبان يهدد بابتلاع الفراخ .وفيها تنحرف فجاءة وبسرعة مشاعرنا مع المتجاوز عليه وغيرها من الفيديوهات الجميلة.
اما بخصوص التعاطي غير المتجانس بين احياءغير بشرية من فصائل مختلفة فتثرينا وسائل الاتصال الاجتماعي بفيديوهات جميلة ورائعة مثل محاولة قط افتراس حمامة وتقدمه نحوها ولما تبين له انها عمياء غير رايه وحاول مساعدتها قدر الامكان. وفيديو اخر لكلب يحاول انقاذ سمكة خارجة من الماء وفي حالة بائسة تقريبا تلفظ انفسها واذا بالكلب يغدق عليها بالماء بفمه وارجله وغيره وغيرها من فيديوهات التراحم وحب مواصلة الحياة لكل الاحياء وويل والف ويل لاعداء الحياة
ما اردنا قوله ان الصداقات تبنى ليس فقط بالتجانس بين الاحياء بل تبنى على اساس الاشتراك بالمشاعر والعواطف وتتبلور بالتراحم والمودة ومحاربة اعداء الحياة والامل. ولا تبنى بالنفاق القسري والقبول الوقتي بل تبنى بالصدق مع الذات وليس بالحيدان عن المالوف وكذلك بامتلاك الشعور بوحدة الاشتراك في هذه الحياة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here