اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر عن القرآن الكريم من سورة النساء (ح 53)

الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب نظرات إسلامية في إعلان حقوق الإنسان لسماحة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: وهناك عدة المحرمات الإسلامية التي إذا ارتكبها لافرد فإنه يجب أن يعتق عبداً كفارة له عن عصيانه لأوامر الإسلام كالظهار، وقتل الخطأ ، وإفطار يوم من شهر رمضان. وهناك فوق ذلك كله هذا النداء العام الذي وجهة الإسلام إلى الناس لعتق أرقائهم ولا رحمة بهم، وما وضع عليه من الثواب العظيم والحصول على رضا الله (عز وجل) الذي هو الهدف الأعلى لكل مسلم في إسلامه. قال نبينا صلى الله عليه وآله (من أعتق مؤمناً، أعتق الله العزيز الجبار، بكل عضو من عضوا من النار) وقال أيضاً صلى الهل عليه وآله وسلم: (من اعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار). ومن هنا يتبين أن الإسلام دين حرية للعبيد وليس دين رق ولا استعباد كما يريد ان يؤكد عليه المغرضون من دعاة الالحاد. أما بالنسبة إلى مبدأ تساوي المواطنين بالحقوق والواجبات فهو مما أكد عليه الإسلام ونزل به القرآن، قال اله عز وجل: في كتابه الحكيم “مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا  * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا” (النساء 123-124) فالمواطنون سواسية أمام القانون الإسلامي الخالد، يجزي كلا منهم بإحسانه وبذنوبه عقاباً من دوم تمييز ولا تفضيل. بل إن الإسلام بنظره الثاقب وعدالته المستقيمة ليذهب في المساواة إلى أبعد من ذلك. فالحاكم كما يجب أن يطبق القانون على المواطنين بالسوية وبدون أي تمييز، فإنه أيضاً يجب عليه ان يخضع نفسه وخاصة أهله وأصدقائه ، فضلاً عن سائر معارفه ومتعلقيه، للقانون نفسه، فيخضع الظالم منهم للمظلوم من غيرهم، وإلا كان ظالما مجحفاً بحق الآخرين. وذلك كما قال سيدنا ومولانا أمير المؤمنين وسيد الوصيين عليه الصلاة والسلام في عهده لمالك الاشتر النخعي عندما ولاه مصر: (أنصف الناس من نفسك ومن خاصة أهلك ومن لك فيه هوى من رعيتك، فإنك إلا تفعل تظلم، ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض حجته، وكان لله حرباً حتى ينزع أو يتوب). بل أن رئيس الدولة الإسلامية خاضع إلى قانون المساواة، المساواة أمام العدالة والمساواة في الحالة الإقتصادية ، بل انه أولى من سائر الشعب.
جاء في كتاب فقه الاخلاق للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: العُجْب: وفيه عدَّة احتمالات منها المتسلط الذي يزهو على الناس بسلطته. ويقابله قول الله عزَّ وجلَّ: “أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيع” (النساء 139)  إلى غير ذلك من النماذج. وعلى أيِّ حال، فإنَّ الفقهاء لم يفتوا ببطلان العبادة المتصفة بالعجب، أو قل: مع إعجاب صاحبها بها. فهي إذن مجزية، ولكنها على أيِّ حالٍ غير مقبولة، لا تصل إلى درجة الأهمية والترحيب بها عند الله تعالى، لأنها بكلِّ تأكيدٍ قد أعطيت قيمةً خاطئةً أكبر من حجمها وأهميتها تجاه الله سبحانه وتعالى.
 في خطبة الجمعة للشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر: ان هؤلاء وهم أولاد الزوجة الاولى ليعقوب عليه السلام غدروا بأخيهم يوسف الذي هو من الزوجة الثانية. والحادثة يقينية ومروية تفصيلا في القرآن الكريم. إن مثل هؤلاء الذين اضروا بأخويهما وبابيهما لا يمكن أن يتصفوا بالصفات الجليلة المذكورة في القرآن للأسباط قال تعالى: “وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ” (النساء 163). وعلى أي حال فلابد أن يكون المراد بالأسباط في هذه الآيات غيرهم. نعم هناك دليلان محتملان مستفادان من القرآن الكريم يستدل به للمشهور وإن المراد بالأسباط هم هؤلاء من اولاد يعقوب: هذه الآيات التي قراناها قبل قليل إذ يقول: “وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ” (النساء 163) فيقرن بين أسماء هؤلاء والاسباط ولا نعرف ممن يقرب إلى هؤلاء الا اولاد يعقوب عليه السلام. الا ان هذا دليل ظني كما هو معلوم وليس هو قطعيا وليس هناك ظهور قرآني في ذلك.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here