هل إستعادت الأمة رشدها؟!!

هل إستعادت الأمة رشدها؟!!
هذه مقالة غريبة لأنها تتناول موضوعا فريدا , وفيه ما يثير الشك والمشاعر الأخرى الصعبة.
وتنطلق من مفردات الواقع المغفول , أو المطموس قصدا , لكي يُطاح بوجود الأمة وإمتلاك إرادتها , وتسخيرها لتمرير مصالح الطامعين فيها والمتأسدين على دول الدنيا بواسطتها.
والسؤال الذي لم نطرحه خلاصته : مَن أيقظ العرب؟
أمة العرب لم يكن لها دور حضاري وإنساني كبير قبل أن ينطلق بها محمد بن عبد الله المولود في مكة , ومن بعده الخلفاء الراشدون , والأمويون والعباسيون , ومن أدعى الإنتساب إليهم , وجميعهم من “مكة” , وإن ولد بعضهم في ” المدينة ” لكن أصولهم مكية.
فالواقع التأريخي والحضاري يشير بأدلة ساطعة , أن الذين أطلقوا طاقات العرب أبناء مكة والمدينة , وهم الذي سطروا تأريخهم وأرسوا دعائم وجودهم الحضاري المنير في آفاق العصور.
ومكة مدينة في أرض نجد والحجاز , والتي سميت بالسعودية سنة (1932) , فالقيادة العربية من هذه الأرض لا غير.
والدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية أدركت الحقيقية , وعملت على عزل المنطقة عن محيطها , ولهذا فالعلاقات بينها والدول العربية الأخرى كانت متعثرة على مدى أكثر من ثمانية عقود , فلو تأملتم علاقتها بمصر والعراق في القرن العشرين , لتبين بأنها سلبية , وتم إبعادها تماما عن التفاعل الإيجابي مع جيرانها.
وفشلت دول مصر والعراق وسوريا في قيادة أمة العرب , مهما حاولت بطرح أفكار قومية , وأحزاب وغيرها من التوجهات , وحتى الجامعة العربية لم تفلح في لمِّ شمل العرب.
واليوم تعود مكة بأرضها الفيحاء ودولتها العصماء , وقياداتها الشابة المعاصرة , لتعبر عن إرادة الأمة , وفيها مميزات ومؤهلات إقامة القوة العربية القادرة على النهوض الحضاري الوثاب في القرن الحادي والعشرين.
وهذا يعني أن العرب سيتفاعلون بإيجابية , وسيستثمرون بطاقاتهم وقدراتهم ويمثلون أمتهم , وسيشكلون كينونات إتحادية ذات تأثيرات إقليمية وعالمية.
والأمل كبير بأن الأمة ستنطلق في مسيرتها الراشدة القويمة اللازمة للحياة الحرة الكريمة , وعاشت أمة العرب عزيزة مهابة , فهل ستجري الرياح كما تشتهي السَفن؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close