خطيب مدرسة الامام الخالصي يؤكد على ان مرتكزات حركة التغيير في حركة النبي وحفيده الحسين …

خطبة الجمعة || الشيخ علي الجبوري || 23 جمادى الآخرة1442هـ - 5 شباط 2021م

خطيب مدرسة الامام الخالصي يؤكد على ان مرتكزات حركة التغيير في حركة النبي وحفيده الحسين تدعونا إلى عدم الاشتراك في عملية سياسية صنعها أعداء الإسلام

قال سماحة الشيخ علي الجبوري عضو الهيئة العلمية لمدرسة الامام الخالصي خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 30 ذو الحجة الحرام 1443هـ الموافق لـ 29 تموز 2022م: ونحن نودع عاماً هجرياً ونستقبل عاماً جديداً لابد أن نحدد ما الذي أخذناه من ذكرى الهجرة ودروسها وعبرها، وكم انعكس ذلك على مسيرتنا الدينية والسياسية والاجتماعية وغيرها، وكم نحن جادون في حركة التغيير.

وتابع قائلاً: لقد هجر رسول الله (ص) عشيرته وقومه ووطنه الذي أحبه عندما حاصره أصحاب المصالح الفاسدة والاطماع الدنيوية الزائلة وعباد الاصنام الذين رأوا ان حركة الدعوة إلى الله تعني نهايتهم، ليبني مشروعه مع أهل يثرب الذين وجد فيهم القاعدة الايمانية والشعب المؤمن لنجاح المشروع الإسلامي الذي فيه العزة والكرامة والحرية وسعادة الدنيا والاخرة.

وأضاف: وها هو حفيده يسير على خطى جده فيترك أرض مكة متوجهاً إلى العراق لأنه لم يجد من يستمع إليه في مسيرة الإصلاح الحقة، ورغم شهادته في كربلاء فقد زرع بذور شجرة الإسلام الحق فنمت ولازالت تعطي اكلها بإذن ربها.

وأكد على ان مشروع التغيير الذي قاده رسول الله (ص) وحفيده الامام الحسين (ع) لم ينطلق من رحم المشروع الشركي أو المنحرف عن جادة الحق، ولم يكونا جزءاً منه، بل كانوا خارج هذه المشاريع ولم يكونوا طرفاً فيها، بل كان لهم مشروعهم الإيماني الخاص المبني على أسس الإسلام الحقة ورسالة السماء.

وتابع قائلاً: لقد كان هدف الهجرتين واضحاً؛ وهو أن تكون كلمة الله هي العليا، وأن تكون العزة لله ورسوله والمؤمنين، والاحتكام إلى شريعة الله والعمل بأحكامها، واجتثاث كل صور الفساد والشرك التي شاعت في المشروع المقابل.

وقال: عندما رفع رسول الله شعاره بوجه الشرك وأهله وقال: (لا أعبد ما تعبدون) أراد أن يعلمنا ويحذّرنا من مخاطر الدخول في أمثال هذه المشاريع التي لم تقدّم خيراً للإنسانية وأهلها، وكذلك كان حفيده الامام الحسين (ع) عندما قال للحكومة الظالمة: (مثلي لا يبايع مثله) أراد ان يقول لنا: يُحرم عليكم موالاة الفاسدين وتسليطهم على رقاب المسلمين أو العمل معهم في مشروع واحد.

وأكد على ان المطلوب منا اليوم ونحن نحيي ذكرى الشهادة أن نحيي معها أهداف الثورة التي قادها امام الشهداء وسيدهم، وان نسير على نفس منهجه وهداه، وأن نتخلق بأخلاقه ونعرّف الأجيال من هو رسول الله ومن هو حفيده الحسين (ع).

ولفت قائلاً: علينا أن لا نشوه مسيرة الإباء والشهادة والكرامة والعزة والإيمان الحق بممارسات وسلوكيات تسيء للمسيرة ولا تنفعنا وتنفّر الناس عنها ولا تجمعهم عليها وحولها، فكل صوت يظهر وهو يحمل معه أمثال هذه السلوكيات المنحرفة يمثل معولاً يهدم صرح الإيمان الذي بناه الامام الحسين (ع) بدمه ودم أصحابه.

وفي الشأن السياسي المحلي أكد سماحته على ان موقفنا من العملية السياسية ومخرجاتها لم يأت من باب خالف تُعرف، وانما جاء من خلال قراءة مسيرة الخلود التي قادها أمامنا سيد الشهداء الذي قال للحكومة الفاسدة والسياسة الطائشة؛ (والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد) ولذلك قاطعناها ولا زلنا.

وحذّر سماحته من الانزلاق في الفتن التي يُخطط لها أعداء العراق من خلال الصراعات السياسية داخل مشروع وُلد ميتاً ولا خير فيه للعراق وشعبه.

وقال: اننا ومع ادانتنا الشديدة بجريمة القصف الذي استهدف السياح من أبناء الوطن في شمال العراق، مذكراً بالرسالة التي أرسلت من قبل مدرسة الإمام الخالصي إلى الرئيس التركي اردوغان والتي تم التأكيد فيها على أهمية ان يكون هناك تحالف إسلامي جامع وليس بناء دولة قائمة على أسس الدكتاتورية والتوسع والانحراف عن خطى الإسلام.

وفي سياق متصل وجه رسالة إلى أبناء العراق الاحرار قال فيها: اسمعوا صرخة إمامكم الشهيد من جديد وهو يقول: ألا ترون إلى الحق لا يُعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه)، وعودوا إلى أنفسكم وواقعكم وانظر إلى الحق هل يعمل به والى الباطل هل يتناهى عنه، فإذا كان كذلك فلماذا هذا السكوت والاستسلام ولا ترفعوا أصواتكم برفض هذا الواقع والثورة عليه.

كما خاطب من يحيي ذكرى الشهادة بضرورة ان تنطلق مسيرة الاحياء من خلال الانسجام مع أهداف الثورة ومنهجها وغاياته، فكل مسيرة تسير بهذا الاتجاه فهي مسيرة حسينية، وأي مسيرة تخرج عن هذا المسير فقد خرجت من خط الحسين الذي رسمه للامة بدمه الطاهر.

وتابع قائلاً: لتخرج المواكب الحسينية وهي ترفع شعارات الرفض للفساد والفاسدين والظلم والظالمين وأميركا وإسرائيل والمطبعين، ولتعلنها عالية: (نريد دولة إسلامية على هدي رسول الله ومنهج الائمة الهادين المهديين).

وختم قائلاً: نريد من موكب شباب الخالصي الذي سينطلق ابتداءً من ليل يوم الاثنين أن يكون كما عهدناه إنموذجاً لمواكب الوعي والإرشاد، وأن يرفع شعارات الثورة الحسينية كما أرادها سيد الشهداء، حتى نبلغ الغاية التي تأسس من أجلها هذا الموكب الحسيني المجاهد. 

قد تكون صورة ‏‏‏٦‏ أشخاص‏ و‏منظر داخلي‏‏قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏منظر داخلي‏‏قد تكون صورة ‏‏‏٥‏ أشخاص‏ و‏أشخاص يجلسون‏‏قد تكون صورة ‏‏‏٥‏ أشخاص‏ و‏أشخاص يجلسون‏‏

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here