الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني أسمع كلامكم أصدقكم أشوف أعمالكم أستعجب؟!

محمد مندلاوي

إن حديثنا لهذا اليوم محصور ومحدد عن المقابر الجماعية، ضحايا حزب البعث المجرم إبان حكمه الإسود لكل من العراق وجنوب كوردستان وذلك بين أعوام 1968- 2003. بلا أدنى شك أن القارئ الكريم يعرف جيداً أن جنوب كوردستان قد تحرر من براثن الاحتلال العراقي وذلك بفضل انتفاضة شعب كوردستان المجيدة عام 1991 وبعدها أمر رأس النظام العراقي بسحب كافة مؤسسات الكيان العراقي من جنوب كوردستان، إلا أن حزب البعث المجرم بقي جاثماً على صدر العراقيين في وسط وجنوب وغرب العراق حتى عام 2003 وتحرير العراق نهائياً من قبل الجيش الأمريكي الباسل، الذي خلص شعبه المكبل بالحديد والنار من قبل سلطة نظام دموي حول أرض العراق وجنوب كوردستان إلى مقابر جماعية التي تضم في غالبيتها العظمى رفات المغدورين من كافة شرائح الشعب الكوردي المسالم، الذين دفن الكثير منهم في هذه المقابر وهم أحياء.
عزيزي المتابع الكريم،البارحة شاهدت في قنوات التلفزة الكوردية إعادة رفات مئة من البارزانيين المغدورين الذين قتلوا بدم بارد من قبل نظام عربي مجرم ليس لشيء سوى أنهم كورد فقط. لكن الذي يحز في نفسي ويؤلمها أن أرى الحزبين الكورديين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني لا يهتما قيد شعرة بالبحث والتقصي عن رفات أبناء شعبهم من الكورد الـ(فيلية) الذين قتلوا بدم بارد في أوائل الثمانينات القرن الماضي على أيدي جلاوزة نظام حزب البعث المجرم. حقيقة أكاد لا أعلم أن تذييل اسم الحزب بالكوردستاني ماذا يعني عند هؤلاء..! أليس كل مواطن كوردي هو كوردستاني؟ أن كان هذا المواطن داخل كوردستان أو خارجها، إذاً لماذا هذا التصرف القبلي والمناطقي من قبل الحزبين حيث أن البارتي يبحث عن رفات أولئك البارزانيين الذين قتلهم نظام حزب البعث المجرم، وهكذا الاتحاد الوطني الكوردستاني يهتم بإعادة رفات قتلى مدينة السليمانية وما حولها. ولا أحد من هذين الحزبين.. يبحث عن رفات شباب الكورد الفيلية الذين جرب عليهم نظام حزب البعث العربي الاشتراكي العنصري المجرم مفعول السلاح الكيماوي وقتلهم خنقاً بغاز الخردل وغيره من الأسلحة الفتاكة المحرمة دوليا.
عزيزي القارئ اللبيب،كالعادة أقوله بكل صراحة وبصوت عالي للحزبين المذكورين إذا لا تستطيعا أن تخرجا من شرنقة المناطقية والقبلية يستحسن أن ترفعا صفة الكوردستاني من ذيل اسميكما لأن هذه الصفة الوطنية المقدسة تحتم على من يحملها أن يكون قومياً كوردياً ووطنياً كوردستانياً قلباً وقالباً، لا أن يحمل يافطة كوردستاني لكن في داخله قبلي أو مناطقي حتى النخاع. للأسف الشديد، ليس هذا فقط، أن الحزبين المذكورين تركا الكورد الفلية والكورد الشيعة في بغداد وبعض المناطق الكوردية التي لا زالت محتلة من قبل الكيان العراقي لقمة سائغة لحكام بغداد الجدد؟. أ هذه هي الوطنية الكوردية الكوردستانية (کوردایەتیی) أن تترك أبناء جلدتك للذئاب البشرية تفتك بهم كيفما تشاء!!! ألم تفكروا ماذا يقول عنكم شعبكم الآن والتاريخ غدا.
31 07 2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here