أيادي آثمة قتلت و نهبت

ليس وحده هو الحكم و هي السلطة ما يغري قادة ( ألأطار التنسيقي ) على الرغم من البريق اللأمع للمناصب العليا في الدولة و ألأمتيازات و المكافاءآت التي سوف يتحصل عليها شاغلوا تلك المناصب و المواقع اضافة الى الوجاهة و الألقاب و العناوين من ( صاحب السيادة ) الى ( صاحب السعادة ) الى ( صاحب المعالي ) و نزولآ الى ( السيد و الشيخ ) وصولآ الى ( العلوية و الحجية ) و كل هذه الصفات و التي أطلقت و في أغلب ألأحيان على غير مستحقيها الا ان ألأستمراء و ألأسترخاء جعل من أفراد هذه الفئة الحاكمة يصدقون أنفسهم في انهم ( رجال دولة ) و ( مسؤولين ) ذو شأن و مكانة و ما الصورة الكاريكاتورية و التي ظهر بها ( معالي ) رئيس الوزراء السابق ( نوري المالكي ) و هو يحمل سلاح رشاش استعدادآ ( للقتال ) كما هو واضح لكن المفارقة في ان هذا المقاتل ( المسلح ) تحيط به ثلة من الحراس المدججين بالسلاح لحمليته و كان ألأجدر به أزاحة ( سلاحه ) جانبآ و الحال هذا .

السبب ألأكيد في ألأصرار على التمسك بالحكم و كرسي الرئاسة هو الخوف و الرعب الشديد الذي ينتاب ( قادة ) ألأطار من المسآءلة القانونية اذا ما جردوا من مناصبهم عن ملفات خطيرة و كثيرة من قتل و أغتيال و العجز عن حماية البلاد و ملفات فساد مالي و أداري و تزوير شهادات و تهريب أنغمس فيها ( قادة ) ألأطار من ( المالكي الى العامري الى الحكيم الى الخزعلي ) و غير هؤلاء الكثير من المجرمين من الذين يتوجب عليهم الوقوف في قفص ألأتهام و المثول امام المحاكم و سوح العدالة و عليهم ان يدافعوا عن انفسهم و يبرروا اعمالهم تلك التي سفكت فيها دماء ألأبرياء و انتهكت حرمة البلاد و سرقت اموال و ثروات و أستنزفت الموارد و سخرت و هربت لصالح ( الجيران ) .

هؤلاء ما يسمون زورآ ( سياسيين ) تكمن خطورتهم في انهم يملكون ميليشيات مسلحة تحت عنوان ( الحشد الشعبي ) تارة و فصائل ( المقاومة ) تارة احرى و على الرغم من دحر تنظيم ( داعش ) ألأجرامي و هزيمته المنكرة في تلك الملحمة البطولية التي سجلها و دونها أبناء القوات المسلحة العراقية بكافة صنوفها و تشكيلاتها الا ان ألوية ( الحشد الشعبي ) مازالت حيوية و نشيطة و لها قيادات لا تلتزم الا بأوامر قادتها و ان أدعت انها تلتزم بأوامر القائد العام للقوات المسلحة الا ان هذا ألأمر يكذبه الواقع الملموس حين أقتحمت فصائل من الحشد الشعبي و لعدة مرات المنطقة الخضراء مقر الحكومة والبرلمان و كذلك فأن ( حجة ) ألأحتلال قد أنتهت عندما انسحبت القوات ألأمريكية المقاتلة من العراق و لكن فصائل ( المقاومة ) تصر على مقاومة ( ألأحتلال ) و هذا هو التبرير الوحيد لأستمرار عملها و أنشطتها المشروعة و غير المشروعة .

هذا التسويف و المراوغة و التهرب من المسؤولية و التصعيد الخطير الذي أعتمده ( ألأطار التسيقي ) و ذلك عندما أقدم على ترشيح ( محمد شياع السوداني ) المرفوض تشرينيآ و صدريآ و هم يعرفون ذلك جيدآ لكن قادة ألأطار كأنهم يريدون ان تصل ألأمورالى حد الصدام المسلح و كأن وجود الضيف الثقيل و الغير مرحب به قائد فيلق القدس ألأيراني الجنرال ( قاآني ) يمثل دعم و سند لقوى ألأطار و لكن وجود هذا الشخص هو أستفزاز و أستهداف لمشاعر العراقيين الوطنية و جرح لكراماتهم و هي رسالة ايرانية واضحة في دعم الميليشيات الولائية و التي تنتظم في صفوف ( ألأطار التنسيقي ) على الضد من ( التيار الصدري ) .

اذا ما رفع الغطاء الشرعي عن قادة ( الأطار التنسيقي ) و تم تجريدهم من الحصانة فأن القضاء سوف يلاحق فيلق ( بدر ) و قادته المتهمين بقتل و أغتيال الطيارين العراقيين و بأوامر ايرانية أنتقامآ لمشاركتهم في الحرب العراقية ألأيرانية و هم كانوا جنودآ ينفذون أوامر القيادة العسكرية العراقية حينها أضافة الى ملفات فساد و تهريب و تزوير و كذلك فأن ( حزب الدعوة ) و الذي حكم العراق و لعدة دورات أنتهت بتسليم ثلث ألأراضي العراقية الى تنظيم أجرامي ( داعش ) و كذلك محاكمة قادة هذا الحزب عن الخروق ألأمنية الكبيرة و التي كان من ضمنها ( مجزرة سبايكر ) و غيرها و كذلك فأن قدة هذا الحزب متهمون بالفساد المالي و ألأداري و التهريب و لاسيما ان احد قادة هذا الحزب قد فر و معه ملايين الدولارات التي سرقها ( عبد الفلاح السوداني ) و كذلك فأن عناصر ( عصائب أهل الحق ) متهمون بقتل الناشطين التشرينيين و أغتيال العديد من المعارضين و كذلك هم متورطون في قضايا تهريب و ألأستيلاء على منافذ حدودية بحرية و برية .

لقد صادر هؤلاء ( ألأطار التنسيقي ) الدولة و مؤسساتها و بالأخص العسكرية و المالية حيث انشئوا فصائل مسلحة خارجة على القانون تحت مسمى ( المقاومة ) و هي في الحقيقة أذرع أيران الضاربة في العراق و تقف على أهبة ألأستعداد للتصدي لأي محاولة استقلالية للخروج من الهيمنة ألأيرانية و تحت شعار ( المقاومة ) قصفت السفارات ألأجنبية بالمسيرات و الصواريخ حتى طال القصف ( أربيل ) عاصمة أقليم كردستان و كذلك كانت القواعد العسكرية العراقية في مرمى تلك الصواريخ و المسيرات ( ألأيرانية الصنع ) و أنشئت هذه ألأحزاب المنضوية ضمن ( ألأطار ) مكاتب أقتصادية مشابهة في عمل ( وزارة المالية ) في جباية أموال ( الضرائب ) و التي هي عبارة عن أموال تفرض قسرآ على الميسورين من التجار و المقاولين و هي في الحقيقة أتاوات و خاوات و هذا الوضع المزري لا يمكن ان يستمر الى ألأبد كما تخيل و حلم قادة ( ألأطار ) و يتضح ذلك من الرفض الشعبي العارم لممارسات هؤلاء ألأطاريين الذين و كما يبدوا ان نهايتهم قد اقتربت و يوم الحساب قد بات على ألأبواب .

حيدر الصراف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close