الاحتلال الانكلوامريكي الصهيوني الفارسي للعراق لم ينتهي الا بنهاية نظامهم السياسي الفاشل الظالم الفاسد

بقلم: البروفسور الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

لم يتعرض شعب مثل ما تعرض اليه الشعب العراقي خلال السنوات الاربعين الماضية منذ مجيء (خميني وسلطة الكهنة) لحكم ايران وتدخلهم في شؤون العراق الداخلية وشنهم الحرب ضد العراق عام 1980 وما تلاه من مؤامرات صهيونية غربية وفارسية ذات اهداف مشتركة. استمرت المؤامرات الامريكية الصهيونية الفارسية ضد العراق حتى وصلت ذروتها عام 2003 عندما قام كل من المجرم جورج بوش الصغير رئيس ما يعرف بامريكا ومجرم الحرب الماكر توني بلير الذي كان رئيس وزراء لبريطانيا. العالم كله يعلم بالكذبة التي افتعلها توني بلير وجورج بوش اي (امريكا وبريطانيا) حول اسلحة صدام حسين التدميرية والتي اتخذوها ذريعة لشن حربهم البربرية لغزو العراق وقتل ما لا يقل عن مليون عراقي بريء فقط في وبعد عام 2003. ستبقى هذه الحرب العبثية وصمة عار وذل وحقارة في جبين ليس امريكا وبريطانيا فحسب بل جميع من اشترك معهم او سكت تجاههم و البشرية كلها وسيبقى التاريخ يلعنها حتى يجيء حساب الله عندها سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون فيها عندما يتم تسعيرها (اذا الجحيم سعرت).

بعد الغزو الانكلوامريكي الصهيوني اتفقت اهداف هؤلاء مع اهداف الفرس في الشأن العراقي وذلك بتدمير هذا البلد واضعافه والاستيلاء على ثرواته خاصة النفطية وبالخصوص بعدما طرد الرئيس صدام حسين الشركات البريطانية في قرار تأميم النفط. دخل العراق فيما بعد الغزو الامريكي الصهيوني البريطاني عام 2003 في مرحلة مظلمة تكالبت فيها الكلاب المسعورة ومفترسات الجيف والهوام الهائجة على العراق الجريح لافتراسه. بعدها اصبح العراق تحكمه ما فيات ولوردات الحروب والفساد والمحاصصة الطائفية والعملاء والخونة والمجرمون وعديمي الخبرة والذين تم تنصيبهم من قبل الاحتلال. العديد من هؤلاء كانوا من ضمن المرتزقة الذين قاتلوا مع (شراذم الفرس) ضد العراق اثناء حرب ايران ضد العراق والباقي كانوا ممن يتسكعون في الشوارع الغربية ويعيشون على صدقات دافعي الضرائب او يبيعون السبح ويتاجرون بالتهريب. تم بعد ذلك الاجهاز على كل شيء وعم الفساد الاداري وفسد القضاء وانتشرت البطالة و توقفت الصناعة العراقية عن بكرة ابيها وانهارت الزراعة وتردى الوضع الصحي والتعليمي وبكلمة واحدة تم تدمير العراق بعد ان كان منارة للعلم والصناعة والصحة والزراعة والبحوث والثقافة والفن وغيرها. وكان ولايزال السبب هو النظام السياسي المعوق والشاذ والفاسد والفاشل بكل انواعه بما في ذلك القضاء. هذا النظام الفريد من نوعه في العالم من ناحية السوء والضرر لابد ان يثور عليه الشعب ان اراد استعادة كرامته ووطنه واعادة بنائه على اسس صحيحة و غير متخلفة. واليوم يعبر الشعب العراقي عن هذه الثورة التصحيحية لاقتلاع جذور الفساد والتشرذم برمته وليس رفضا لشخص واحد فقط يدعى (محمد شياع سوداني) كما يقول البعض من الذين لايريدون ان ينكشف الخلل الحقيقي. انه من الخطأ التصور ان الاحتلال الامريكي الصهيوني الفارسي للعراق قد انتهى وذلك لان النظام السياسي المحاصصي الفاشل الذي وضعه المحتل لايزال قائما وهو السبب في كل ما يحدث. هذا هو السبب الذي يجعل السفير البريطاني والسفيرة الامريكية الجديدة (ما شاء الله تبارك الله – الحاسود لايسود) تتطابق طروحاتهم وتصريحاتهم مع تصريحات النظام الكهنوتي الفارسي في طهران وذلك بدعواهم للحوار بين المفسدين وغير المفسدين او بين الشعب وسراق قوته او بين الظالم والمظلوم. اليسوا هم انفسهم من اتى بهؤلاء فهل تراهم يفعلون غير ذلك؟! ان على السفير البريطاني والسفيرة الامريكية الجديدة ان يحترموا نفسهم ويحاولوا تطهير يديهم التي تلطخت بدماء الاطفال العراقيين اثناء الحصار (مليون طفل قتلوا بتصريح النافقة مادلين البرايت) وعندما شن المجرمان (توني بلير) و (جورج بوش) حربهم ضد العراق عام 2003 والتي ادت الى هذه النتائج المبنية على سياسة فرق تسد البريطانية الصنع والتدليس والكذب والنفاق وكراهية العرب والمسلمين والعنصرية البغيضة.

ان الاصوات الداعية للحوار بين الفصائل المختلفة هي اصوات تريد استمرار الفساد والفاسدين والتبعية لامريكا والصهيونية والفرس ان تستمر وان يستمر المنتفعون في سرقة المزيد لان بطونهم لايمكن لها ان تمتلأ الا بالتراب. قد لاتنتصر الثورة هذه المرة ولكنها سوف تنتصر مهما طال الزمن لانها ثورة ضد الظلم والطغيان والفساد والتعسف والخيانة والفشل وضد الاحتلال بكافة اشكاله ومسمياته. انها ثورة تجسد مباديء ثورة الحسين بن علي الذي خرج من اجل الاصلاح وضد الظلم والتعسف والفساد وضد الذل عندما قال (هيهات منا الذلة) فما اشبه اليوم بالبارحة. الحسين ليس لطم وتطييين وتطبير واسالة للدماء بل هو ثورة ورفض لكافة اشكال الفساد والعبودية وخيانة الاوطان والتبعية. وعليه فالعشائر العربية العراقية من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب وقادة الجيش الاحرار والقوى الامنية والجامعات وحتى من يقف مع اعداء الثورة مدعوون اليوم للاشتراك في الثورة لاستعادة كرامتهم ورفض الذل والعار الذي جاء بعد الاحتلال ورفض كافة انواع الاحتلال والتبعية الانكلوامريكية الصهيونية والفارسية. ولكم في ثورة الحسين اسوة حسنة ايها العراقيون وتبا للخونة والعملاء والفاسدين والكهنة الذين يستخدمون الدين من اجل الدنيا والنصر والعزة للعراق ولقد خاب من حمل ظلما.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close