الإيزيديون يواجهون تحديات جديدة: فصائل مسلحة واعتداءات تركية

ترجمة: حامد احمد

يعاني الإيزيديون من أوضاع تعدّ الأسوأ من العام الماضي في وقت تشهد مناطقهم تواجدا لفصائل مسلحة تهدد السلم والأمن نتيجة عدم تنفيذ اتفاقية سنجار، إضافة إلى الاعتداءات التركية المستمرة وعدم محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت بحقهم عن تهم الاستعباد الجنسي.

وذكر تقرير لـ (ريليف ويب) ترجمته (المدى)، أن “الثالث من آب 2014 يُذكّر بمرور ثماني سنوات على جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بحق الايزيديين العزل في منطقة سنجار التي اقرت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والبرلمان الأوروبي رسميا بوقوعها”.

وأضاف التقرير، أن “الجريمة اشتملت على اعدامات جماعية ومنظومة استعباد ممنهجة واغتصاب جماعي وكل جريمة بشعة يمكن تصورها”.

وأشار، إلى أن “المتبقين من الايزيديين الناجين ما يزال الكثير منهم في عداد المفقودين وآلاف آخرين منهم ما يزالون يعيشون حالة نزوح في مناطقهم الاصلية يواجهون مخاطر في قراهم التي تحولت لانقاض ولا يستطيعون العودة اليها”.

ولفت التقرير، إلى أن “ما يثير القلق هو ان وضع الايزيديين الان أسوأ مما كان عليه العام الماضي”.

وشدد، على أن “منطقة سنجار، التي تعتبر موطن الايزيديين منذ قرون، تشهد تواجداً لقوات ومجاميع مسلحة متعددة خارجية وداخلية تسهم في زيادة حالة عدم الاستقرار التي تحول دون تمكين اهاليها من العودة”.

وأوضح التقرير، ان “فصائل مسلحة ومتحالفين معها لديها اجندات متباينة في السيطرة على منطقة سنجار التي تعتبر حلقة وصل ما بين مناطق مهمة جغرافيا ما بين العراق وشمال شرقي سوريا والمنطقة الجبلية ما بين تركيا وقواعد حزب العمال الكردستاني التي تشهد معارك بينهما منذ عقود”.

ويواصل التقرير، ان “اتفاقية سنجار التي تم توقيعها بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان والتي تدعو الى انسحاب جميع الفصائل المسلحة وتسليم ملف امن المنطقة لقوات رسمية محلية لم تستطع لحد الان من تطبيق ما فيها”.

ورأى أن “هذا ما ترك الايزيديين منسيين فاقدين للامل بالتعافي وإعادة الاعمار وعودة النازحين المحليين لقراهم ومساكنهم الاصلية”.

ونوه التقرير، إلى “عدم وجود حل في الأفق يتم تطبيقه قريبا بخصوص وضع سنجار، ومع تفاقم الاوضاع السياسية المحلية التي تشهدها بغداد حاليا فضلا عن مشاكل معقدة أخرى يتم التركيز عليها”.

وتحدث عن تنافس يقع في هذه الاثناء بين فصائل مسلحة مختلفة على الأرض في سنجار لبسط سيطرتها، بضمنها فصائل مدعومة من إيران”.

من جانبها، دعت الأمم المتحدة وفي بيان لها بمناسبة الذكرى الثامنة لجريمة الإبادة الجماعية بحق الايزيديين، الى تنفيذ اتفاق سنجار بأسرع وقت ممكن ليتمكن النازحون من العودة لديارهم ووضع حد لمحنة الايزيديين المستمرة الى الان.

وذكر البيان، “ينبغي ان يكون واضحاً ان من مسؤولية الجميع العمل بلا هوادة لضمان انتهاء محنة الايزيديين وبذل كل جهد ممكن لتوفير فرص لاهالي سنجار من اجل مستقبل أفضل”.

وشدد البيان، على وجوب “تنفيذ اتفاق سنجار بالكامل دون مزيد من التأخير، وهو ما سيتيح للنازحين العودة أخيرا الى ديارهم وتسريع جهود إعادة الاعمار وتحسين توفير الخدمات العامة.”

وأكد البيان، أن “آلاف الايزيديين لم يعودوا بعد الى عوائلهم وما يزال الكثير منهم يعانون من آلام نفسية بعد سنوات من الأسر والتعذيب والعنف الجنسي والاسترقاق”.

وأشار، إلى أن “العديد منهم ما يزالون يعيشون حالة نزوح في مناطقهم الاصلية وبسبب التوترات المستمرة ما تزال منطقة سنجار محرومة من الاستقرار الأساسي اللازم لإعادة بناء حياتهم بعيداً عن الخوف والترهيب”.

من جانبها، اكدت حكومة إقليم كردستان بهذه المناسبة ضرورة ان تنسحب جميع الفصائل المسلحة الخارجة على القانون من منطقة سنجار ليتمكن اهاليها من العودة بسلام.

وقال رئيس الحكومة مسرور بارزاني، في بيان له الأربعاء “يتوجب الشروع بتنفيذ اتفاق سنجار بما يضمن اخراج المليشيات المسلحة الخارجة عن القانون لإنهاء آلام ومعاناة نازحي سنجار تمهيدا لعودتهم الى بيوتهم”.

على صعيد متصل، ذكر تقرير لمجلة نيوزويك الأميركية ترجمته (المدى)، أن “تركيا تمارس أيضا دوراً سلبياً بزعزعة الاستقرار في منطقة سنجار”.

وتابع التقرير، أن “لتركيا عدة منصات وقواعد عسكرية في المناطق الحدودية وشمالي البلاد وقسم منها على بعد امتار من بلدة بعشيقة التي يقطنها الكثير من الايزيديين”.

وأشار، إلى أن “الطائرات الحربية التركية غالباً ما تقوم بشن غارات ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في منطقة سنجار ويذهب ضحيتها سكان مدنيون محليون ايزيديون ومسيحيون”.

وبين التقرير، أن “تلك الطائرات قصفت في الشهر الماضي مواقع في قضاء زاخو أدت الى مقتل وجرح عدد من المدنيين”.

باري إبراهيم، مديرة مؤسسة (ايزيديون احرار) وسوزان هيلير بنتو، نائبة رئيس مؤسسة السياسة الدولية لدى رابطة مكافحة التشهير، ذكرتا في تقرير لهما بهذه المناسبة ان المجتمع الدولي يتوجب عليه أن يضاعف جهوده لتسهيل حالة تعافي الايزيديين ومساعدة الناجين منهم بوسائل اقتصادية وفرص التعليم والاندماج بالنسيج الاجتماعي والاقتصادي مع بقية أبناء البلد”.

واكدتا، ضرورة “مقاضاة ومحاسبة المتورطين بجريمة الإبادة الجماعية”، وأشارتا الى ان آلافا من اتباع داعش من مختلف انحاء العالم رغم انهم قد شاركوا في هذه الاعمال الوحشية فانه لحد الان لم تتم محاكمتهم سوى بتهم متعلقة بالإرهاب”.

وأوضحتا، أن “أياً من هؤلاء الإرهابيين لم تتم توجيه التهم إليهم عن مشاركتهم في الانتهاكات والاغتصاب والاستعباد الجنسي سوى محاكمة واحدة في المانيا وأدين مرتكبها”.

عن نيوزويك وريليف ويب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here