الإنتقاصية!!

الإنتقاصية!!
إنتقص: إستحطّ , عابَ , قلل من القيمة.
الإنتقاصية سلوك فاعل في أجيال الأمة منذ مطلع القرن العشرين , ولا يزال متفاقما ومؤثرا في مسيرتها , ويساهم أبناؤها في ديموته وترسيخه في الوعي الجمعي , بما يطلقونه من إبداعات تقلل من قيمة الأمة وتحط من دورها , وتنظر بعجب ودهشة إلى غيرها , وتستحضر المشاعر الدونية والتثبيطية للهمم والعزائم.
هذا السلوك يتسيّدنا ويتسبب بإنهيارات حضارية موجعة , توهم الأجيال بأنها غير قادرة على بناء حاضرها وصناعة مستقبلها , وكأنها معوقة وعالة على الآخرين , وفي هذا عدوان على جوهر الأمة وحقيقتها الحضارية وقدراتها الإبداعية الأصيلة في شتى المجالات.
فالأمة كغيرها من الأمم , وتتميز عنها بمسيرتها الحضارية الطويلة المشرقة الأصيلة , مما يعني أن فيها مؤهلات إبتكارية وإختراعية , وعليها أن تستنهضها وتفعلها لتبرز طاقاتها الكامنة , وما أنجزته أمم غيرها في القرن العشرين وما بعده لقادرة على إنجازه وبمواصفات متقدمة , وعليها التخلص من مشاعرها السلبية , وتدرك الهجمات الإنتقاصية الشديدة الشرسة الموجهة ضدها منذ عقود.
وهذا يستدعي يقظة نخب الأمة وإبتعادهم عن الكتابات السلبية والإبداعات البكائية الحزائنية , التي يجلدون بها وجود أمة ذات مقام منير, فالإبداع السائد سلبي ومشحون بالتوجعات والتظلمات والتشكي , وترسيخ الإنهيارات النفسية والفكرية , وتفريغ الإنسان من طاقات الحياة ومداد التفاعل مع المستقبل.
فتجد المطروح في الساحة الثقافية والمعرفية منطمس في الماضيات , ومنغمس بالطروحات المؤدينة التي حوّلت الدين إلى بكائيات ومسيرات حزائنية , تعزز المشاعر المناهضة لحب الحياة والتفاعل الإيجابي مع معطياتها.
إن وعي مؤثرات الإنتقاصية الخطيرة على الأمة , يضع على عاتق نخبها مسؤولية مصيرية , لمحاربتها وتخليص الأجيال من شرورها , فهي كالأرضة التي تنخر ذات الأمة وتمحق وجودها , وتتسبب بتفاعلات إنهيارية تدميرية في ربوعها , حتى فاضت دموعها ودماؤها وسئم التراب منها.
فعلينا بعزة الأمة وكبريائها وشد عزيمتها , وشحن قدراتها اللازمة للأخذ بها إلى مواطن التألق والبهاء الحضاري اللائق بها.
فالأمة بأبنائها , وبهم تكون , وأمنا ستكون , فهي أول مَن جسّد إرادة أكون!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close