سكوت مشبوه عن سلسلة جرائم إسرائيل الجديدة في غزة

سكوت مشبوه عن سلسلة جرائم إسرائيل الجديدة في غزة

بقلم مهدي قاسم

ندد عدد من يساريين عراقيين سابقين ( الذين انقلبوا ” ليبراليين ” جددا و بعضهم الآخر أصبحوا اشتراكيين ديمقراطيين شبه مؤيدين لسياسة الهيمنة الأمريكية ، كذلك بعض من أيتام النظام السابق الكارهين لنظام بشار الأسد ” العلوي ” ) نددوا بالغزو الروسي للأراضي الأوكرانية ، و عدوه عملا عدوانيا و كتبوا و منشورات و تعليقات كثيرة متنبئين بهزيمة الروس في ” المستنقع الأوكراني ” هزيمة نكراء قد تؤدي إلى سقوط بوتين وانهيار نظامه الأوليغارشي ..

بالطبع من حق كل واحد أن يرفض و يندد بالحرب بغض النظرعن أسباب ودوافع هذه الحرب أم تلك سواء كانت حربا عادلة أم ظالمة …

و أن كان هذا ليس الآن موضوعنا الأساسي والمقصود ..

إنما كتبنا هذه المقدمة اليسيرة والقصيرة تمهيدا لطرح سؤال مشروع في نفس السياق إلا وهو :

ــ أين هؤلاء اليساريين السابقين والليبراليين الجدد ، بل و حتى بعض من أيتام النظام السابق الذين نددوا ببوتين نكاية به لأنه دعم نظام بشار الأسد ” العلوي ” وليس حبا بالشعب الأوكراني فنسأل : أين هؤلاء و أولئك من العدوان الإسرائيلي على غزة قصفا و قتلا و تدميرا ؟..

و حيث لا يمر يوم أو أسبوع دون إقدام قوات الاحتلال على قتل فلسطيني هناك ..

لماذا لا ينددون بهذا العدوان الجديد والمتواصل و بأعمال القتل شبه اليومية ؟..

هل حقا أن حياة المواطن الأوكراني أغلى بكثير من حياة المواطن الفلسطيني ؟..

فأنا أطرح هذه الأسئلة المشروعة لكوني لم أر لا منشورات ولا تعليقات ، لا في مواقع ولا على صفحات التواصل الاجتماعي التي قد تشير مجرد إشارة عابرة إلى هذا العدوان الوحشي واستباحة الدم الفلسطيني ولو من باب إدانة و استنكار و فضح أمام الرأي العام العالمي ، على اعتبار الفيس بوك و وأخواتها العديدة شبكة عالمية واسعة يتابعها مليارات من البشر ..

بالطبع أنا لست هنا مِمَن يزايدون على غيره فيما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية ولا أريد أن أكون ملكيا أكثر من الملك .

ولكن كل ما في الأمر وددتُ أن أكشف زيف مواقف بعض من هؤلاء و أولئك و بالأخص تقلباتهم السياسية والفكرية بين حين و آخر ، لكونهم يفتقرون للأصالة و الجذرية على صعيد المواقف المبدئية ومن حيث يكيلون بمكيالين ..

أما بعض البعثيين القومجية من أتباع النظام السابق فهم أصلا بلا مبادئ و عديمي قيم و إنسانية ، رغم أنهم صدعوا رؤوسنا بجعجعتهم القومية والوحدوية طيلة أربعين عاما ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here