لماذا يكره الحكام العرب “حركات المقاومة”؟

محمد سيف الدولة

[email protected]

·       لأنها تحرجهم أمام شعوبهم وتطالبهم بمواقف لا يجرؤون ولا يرغبون فى اتخاذها خوفا أو تواطؤا، كما تكشف تهافت ما يروجون له منذ عقود من أنه لا قبل لنا بإسرائيل، وبأن القتال والمقاومة لا تجدى، وبأن الاعتراف بها والسلام معها هو الخيار الوحيد الممكن.

·       ولأنها تتمسك بتحرير كامل التراب الفلسطينى بينما يعيشون هم بعقدة 1967.

·       وهى ترفض الاعتراف (باسرائيل) التى اعترفوا جميعا بها سرا أو علانية.

·       كما أنها ترفض نزع سلاحها، بينما قبلوا هم فى المعاهدات التى وقعوها مع (اسرائيل) ما فرضته عليهم من شروط بنزع وتقييد القوات والاسلحة فى المناطق التى انسحبت منها.

·       ولأنهم اختاروا جميعا نهج الاحتلال والتبعية والتطبيع والاحتماء بالأمريكان والغرب، فكيف ترفض المقاومة ما قبلوه هم؟

·       فحركات المقاومة تتحداهم وتتحدى كل معاهداتهم وتحالفاتهم ومشروعاتهم المشتركة مع العدو.

·       كما أن المقاومة تكشف الوجه الارهابى العنصرى البربرى للكيان الصهيونى، الذى سالمته هذه الانظمة وطبعت معه، فتزيدهم احراجا على احراج.

·       ولأن مقاومة الاحتلال تهدد عروشهم، من حيث أن أهم مصدر لشرعياتهم لدى الامريكان ومجتمعهم الدولى، هو الحفاظ على وجود (اسرائيل) وأمنها.

·       كما تهدد امنهم ايضا الذى اصبح منذ عقود طويلة فى كفة واحدة مع امن (اسرائيل) وفقا لترتيبات الأمن الاقليمى التى وضعتها أمريكا ووزعت أدوارها.

·       كما أن الامريكان قد نجحوا على امتداد العقود الماضية فى ترويض واخضاع النظام العربى الرسمى على قاعدة الاستسلام للأقوى المعروفة باسم “الاعتدال والواقعية”، ولذا دأب الحكام العرب على اتهام المقاومة بالتطرف وعدم الواقعية وإلقاء نفسها وشعبها الى التهلكة.

·       ولأنهم حلفاء وشركاء ووكلاء للمصالح الامريكية والاوروبية الاستعمارية، الذين يرفضون الاعتراف بالمقاومة، ويصنفونها كحركات ارهابية، والوكيل لا يخرج أبدا عن تعليمات موكله.

·       ولأن التفاف الشعوب العربية حول المقاومة يضعف موقفهم أمام الأمريكان، ويكشف عجزهم عن ردع الشارع العربى، وإبعاده عن القضية الفلسطينية.

·       كما ان المقاومة تسحب البساط من تحت أقدام السلطة الفلسطينية التى تؤيدها وتدعمها كافة الانظمة العربية وترضى عنها وتعترف بها أمريكا و(اسرائيل) والاتحاد الاوروبى وما يسمى بالمجتمع الدولى.

·       لأنهم وقعوا مع العدو معاهدات، تلزمهم بمطاردة المقاومة الفلسطينية، بنصوص صريحة يخفونها عن شعوبهم. فاعترافهم الباطل باسرائيل وبحقها فى الحياة آمنة داخل حدود فلسطين 1948، يترتب عليه اعتبار كل ما يهدد أمنها، ارهاب.

·       ولأن المقاومة هى الوحيدة التى توجه السلاح العربى فى الاتجاه الصحيح، فى وقت يوجهه الحكام الى معارك الاقتتال العربى/العربى والمعارك الطائفية وتصفية المعارضة.

·       ولأن المقاومة تعيد القضية الفلسطينية الى صدارة المشهد، بعد أن حاولوا تهميشها وتصفيتها بكل السبل فى العقود الماضية، وآخرها ما يسمى بصفقة القرن واتفاقات “ابراهام”.

·       وهو ما يفسد ويعيق مشروعات التطبيع الاقتصادى والسياسى مع (اسرائيل) القائمة على قدم وساق.

·       لأنها تنشط وتحيى حركات المقاطعة للبضائع الامريكية والأوروبية التى تهدد مصالحهم الاقتصادية، وتتحدى الاوامر والتعليمات الامريكية.

·       لأنها تكشف استبدادهم حين يقمعون مظاهرات الغضب العربية ضد (اسرائيل).

·       وتكشف الفرق بين خوفهم من مواجهة (اسرائيل)، وبين استقوائهم على شعوبهم.

·       لأنها تكشف زيف ادعاءاتهم وشعاراتهم عن الأمة العربية والعروبة والوحدة ومركزية قضية فلسطين.

·       كما تكشف زيف الشعارات الوطنية التى يطنطنون بها ليل نهار لخداع شعوبهم وتضليلها.

·       لأنها تفضح اهدارهم وتبديدهم للثروات العربية لشراء اسلحة لا يستخدمونها بالمليارات، فى وقت يحظرون فيه السلاح عن الفلسطينيين.

·       كما تفضح مشاركتهم فى حروب الامريكان وأحلافهم، وصمتهم تجاه فلسطين.

·       لأن للمقاومة والصمود والبطولة سحر وتأثير خاص، يخشون من انتقال عدواها الى شعوبهم.

·       فنموذج حرب التحرير الشعبية الذى تقدمه المقاومة قد أثبت نجاحا وفاعلية فى مواجهة الآلة العسكرية الاسرائيلية، وهو النموذج الذى تخشاه الانظمة العربية، خشيتها من تسليح الجماهير المقهورة التى يمكن أن تثور عليهم.

·       لأنها تكشف زيف ادعائاتهم اليومية بوجود مؤامرات عالمية على دولهم، بينما هم يلتزمون الصمت تجاه المؤامرة الحقيقية على بلاد العرب المتمثلة فى الكيان الصهيونى.

***

وبطبيعة الحال فان السبب الأصلي، قبل ذلك وبعده، لكراهية الغالبية العظمى من الحكام العرب لفلسطين وللمقاومة، هو انهم يقبعون على رأس تلك الكيانات المسماة بالدول العربية التي أنشأها الاستعمار لحماية ترتيبات سايكس/بيكو وتجزئة الأمة العربية التي تمت بعد الحرب العالمية الأولى، والتى لا تقاتل أبدا الا دفاعا عن اراضيها وداخل حدودها، فلا شأن لها باحتلال او تهديد أى أقطار عربية أخرى، ولو تم قصفها بسلاح النووي.

*****

القاهرة فى 7 اغسطس 2022

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here