المياه ( الراكدة ) لا تصلح للشرب !

المياه ( الراكدة ) لا تصلح للشرب !
كتب : د . خالد القره غولي
اعتزلنا الكلام .. وفسحنا المجال لهذا القلم وذاك اللسان كي يتكلموا بالحق ويجربوا حظهم مرةً واحدةً ، رغم جهلهم وأميتهم وبُعدهم عن أصول الكتابة .. بل إنَّ معظمهم لا يميز بين الضاد والظاء ولا يعرف هل أنَّ المبتدأ مرفوع أم منصوب .. قلنا على الأقل نفهمُ ما يكتبون وما ينشرون على صفحات التواصل الاجتماعي وفيما يسمى بالصحف العراقية .. ثمَّ بدأوا يظهرون تباعاً على شاشات القنوات الفضائيات العراقية .. قبل كل شيء أقصدُ تحديداً بعض الّذين يدعون أنهم سياسيون من الدرجة الأولى أو إعلاميون أو محللون أو عباقرة في الحوار وتحديداً في محافظتي التي تعاني من هؤلاء .. الأنبار .. خَلَت الساحةُ لهم فبدأوا بنصب أكبر فخٍ في تاريخ العراق وهو محاولة الالتفات مع أهلي في الأنبار .. الطيبون .. الصامدون .. أهلي في الأنبار عنوان الكرم والرجولة والشجاعة والدفاع عن العراق والعرب .. أهلي في الأنبار البواسل الأمناء .. حولهم هؤلاء إلى حائرين بسبب هيمنة وسيطرة عدد من الأميين على مجريات الحدث الأنباري .. وعدد من المنافقين والمراوغين .. وإلا كيف يمكن أن يقبل المظلوم بالظالم سيداً له !وكيف يمثل الباطل الحق .. وكيفَ يقود الكذابون الصادقين ! حذرنا وبهدوء لأننا لا نمتلك كما يقال
( ظهوراً ) عشائرية تحمينا .. من موضوع الانجرار خلف ( البعض ) من السياسيين لأن السياسة مجمع وماخور للنفاق والدجل والكذب .. وأن الّذين يظهرون متصارعون مختلفون فيما بينهم في الفضائيات سيأتي يوم يجلسون ويتصافحون ويضحكون ويتبادلون النكات .. ثم يذهبون إلى الولائم وأحدهم يمسك بيدِ الآخر أردنا مئات المرات أن نوصل هذه الفكرة بعدم الانجرار خلف السياسيين العراقيين أو من يسمون أنفسهم قادة في العراق .. ولم يسمعنا أحد لأننا لا نمتلك أرصدةً في المصارف الأجنبية أو حمايات أو عشرات السيارات أو شيوخاً أو وجهاء .. بل كنّا ومازلنا نعاني ما يعانيه شعبنا الأبي المجاهد من ويلات الخراب والدمار منذ أن وطأت دبابات العدو الأمريكي المحتل أرض الرافدين في التاسع من نيسان عام ( 2003 ) ألم يرعوي الناس ..ألم يكفِ العراقيين ما نزفوا من دماء ! إنسحب العدو المحتل وبدأ إحتلالٌ أخطر منه وهو إحتلال الأهل للأهل ..لا يمر يوم إلا ويسقط عشرات الشهداء في محافظات العراق والسياسيون يقبعون في أبراجهم متوزعين في الداخل والخارج .. وجوه لم نرها من قبل رأست جموع الناس ومثلتهم .. مراهقون لم يفقهوا من الدنيا شيئاً بعد أصبحوا منظرين في حقوق الإنسان والدفاع عن المظلومين .. بينما عجلة الموت تحصد برؤوسنا تباعاً .. إنتخابات عجيبة ومرشحون أغلبهم من أصحاب النفوذ والمقاولين والمذيلين لشخصيات تفتخر أنها كانت السبب الرئيس لإدخال العدو المحتل إلى العراق .. وآخرون وآخرون همهم التمسك بالجاه والمناصب والترف وحقن العقول بدواءٍ موجع إسمه الصبر .. الصبر على هذه البلوى التي يمرُّ بها الشعب العراقي وبخاصة أبناء عمومتي في الأنبار بعد أن ضاع عليهم كل شيء .. نعم كل شيء ولم نرجع إلى المربع الأول فقط بل نُفينا خارج ساحة المربعات .. ألا يوجد لهؤلاء الناس من رادع.. من ضمير.. من تقوى أن يدعوا العراقيين وشأنهم ! أما كفاهم ضحكاً على الذقون والعقول والقلوب .. وإنتظروا من سيمد يده كي يصافح يداً إعتقد المساكين أنها عدوة له ! لا عداء ولا صداقة في السياسة ولا صدق ولا كذب ولاحق ولا باطل .. مصالح ومصالح ومكاسب فقط لا غير

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here